|
أمير قطر يقطع شعرة معاوية في غزة
ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 20:04
المحور:
القضية الفلسطينية
يوما بعد يوم ينكشف مستور مخطط تدمير المشروع الوطني الفلسطيني على أشلاء فلسطين التاريخية ،مخطط صيرورة حل الدولتين إلى دولة الكيان الصهيوني التي تشمل الضفة والقدس من جانب وإمارة غزة الإخوانية من جانب ثاني. ففي الوقت التي تستباح فيه الضفة الغربية والقدس وفي الوقت الذي يتطلع فيه الفلسطينيون للشعوب العربية ولجامعة الدول العربية والعالم لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الاستيطان وإنقاذ مدينة القدس ، تأتي أخبار زيارة أمير قطر لغزة ،وهذا لعمري يعتبر التفافا على جوهر القضية الفلسطينية وهروبا من الاستحقاق المطلوب لمواجهة إسرائيل وواشنطن إن لم يكن إنقاذا لهما من الحرج ،وإلهاء للفلسطينيين بإمارة غزة وكفى المؤمنين شر القتال. زيارة أمير قطر وزوجته - إن تمت - ليست زيارة لأسباب إنسانية كما يزعم البعض،فتدشين مشاريع اقتصادية لا يحتاج بالضرورة لزيارات رؤساء دول،إنها زيارة غير بريئة ستكون تداعياتها السياسية أكثر خطورة من فوائدها الإنسانية حتى وإن كان عنوانها كسر الحصار.لو كان هدف الزيارة إنساني لتمت من خلال التنسيق الكامل مع الرئاسة الفلسطينية،لأن غزة جزء من شعب ووطن وليست كيانا قائما بذاته،وهذا الشعب عنوانه (حتى الآن) منظمة التحرير والرئيس أبو مازن، وهذا ما تعترف به جامعة الدول العربية وكل المنظمات الإقليمية والدولية،وحسب البروتوكول المعمول به في كل العالم زيارات رؤساء الدول لا تتم إلا من خلال الرئاسة ،ومهاتفة رفع العتب من أمير قطر للرئيس لا تكفي ،فحال الرئيس والسلطة والمنظمة ليس بالحال الذي يسمح لهم بالدخول في مواجهة مع قطر العظمى،وصمت الرئيس هو صمت العاجز وليس الموافق،وإن يطلب أمير قطر من الرئيس أبو مازن مرافقته لزيارة غزة فهذه إهانة بحق الرئيس ،فكيف لرئيس فلسطين أن يزور مدينة فلسطينية تحت عباءة وحماية زائر أجنبي حتى وإن كان أمير قطر؟ !. إن كان المال القطري يعمي بصيرة البعض الذين يمنحون ولاءهم لمن يدفع أكثر- بالأمس القريب تم رفع صورة مرسي وبعد أيام تم رفع صورة قطر ولا نعرف صورة مَن ستُرفع في شوارع غزة غدا - ،فالشعب الفلسطيني يعرف بوصلته وهو على درجة من الذكاء ليعرف كل ما يحاك بعيدا عن الخطاب الذي بات ممجوجا عن كسر الحصار ودعم الصمود.الشعب الفلسطيني يعرف أن غزة محتلة كبقية فلسطين ،وأن مشاكلها غير ناتجة عن الحصار فقط بل عن الاحتلال وعن ممارسات فاشلة لحكومة غزة ،وبالتالي من يريد دعم الشعب الفلسطيني في غزة فعليه أن يذهب مباشرة لسبب معاناته وهو الاحتلال والانقسام . إن كان أمير قطر يعتقد أنه من خلاله ملايينه ومشاريعه الموعودة سينال في غزة وسام البطولة والنصر مرصعا بعظام وأشلاء شهداء فلسطين سيكون واهما،فكل ملايينه لن تنسي الفلسطينيين أن غزة مجرد مدينة كبيرة في فلسطين وان القدس والضفة إن لم يكن الجليل واللد ويافا وحيفا أكثر أهمية وقدسية من غزة،شعب فلسطين عودنا دائما أن يمنح الأوسمة للشهداء والمقاتلين والجرحى والأسرى وليس لمن يقدم مالا أكثر.إن كانت حركة حماس وحكومتها يريدان رد الجميل لمن مهد لهم الطريق للخروج من مربع الجهاد والمقاومة لمربع الحكومة والسلطة فهذا شانهم ،إلا أن القول الفصل ليس لحركة حماس أو لأي حزب بل للشعب الفلسطيني الذي تعدداه أكثر من 11 مليون نسمه ،وغالبية الشعب الفلسطيني تقول لا أهلا ولا سهلا بزيارة أمير قطر لغزة . منذ سنوات ونحن نكتب ونحذر من مخطط التقسيم ومن مساعي أطراف متعددة لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني من خلال فصل غزة عن الضفة وتمكين حركة حماس من سلطة في قطاع غزة.إن كانت إسرائيل المخطط والمستفيد الأول من هذا المسعى فهي التي بدأته بخطة شارون بالانسحاب من غزة 2005 ،إلا أن هذا المخطط الصهيوني تقاطع مع مصالح واستراتيجيات أطراف أخرى وخصوصا واشنطن التي قررت إعطاء الأولوية لمحاربة الإرهاب وإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة على حساب استكمال عملية السلام التي ترفضها إسرائيل،أيضا تقاطع مع سياسة جماعة الإخوان المسلمين التي قررت وبمباركة أمريكية الدخول في معترك الحياة السياسية العربية رسميا– ونُذكر هنا أن واشنطن ضغطت على كل من مصر والمغرب والأردن والرئيس أبو مازن خلال سنتي 2005 و 2006 لتمكين الإخوان المسلمين من المشاركة في الانتخابات وهذا ما جرى - ،وجاء ما أطلقت عليه واشنطن اسم الربيع العربي والمعادلة الجديدة أو النظام الإقليمي ليعطي دفعة لدولة غزة موظفين الحصار من جانب وفشل المفاوضات وأزمة السلطة ومنظمة التحرير من جانب آخر. أمير قطر يزور غزة ليستكمل الدور الذي بدأته قطر من خلال وزير خارجيتها كعرابة للانقسام ولدولنة غزة منذ عام 2004 ،أمير قطر سيأتي لغزة ليس لتدشين مشاريع الإعمار بل ليضع لمسته الأخيرة على إمارة غزة .زيارة امير قطر لغزة ستقطع شعرة معاوية بين الضفة وغزة وستقضي على آخر الأمل عند الفلسطينيين بالمصالحة ،لأن المصالحة بعد قيام دولة غزة ستكون أكثر صعوبة إن لم تكن مستحيلة . وسؤال أخير نطرحه على المجاهدين في حركة حماس وعلى كل من يراهن عليها كحركة مقاومة ،كيف يمكن لحركة جهادية ترفض الاعتراف بإسرائيل وتسعى كما تقول لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر أن يكون حليفها دولة قطر ،الحليف الاستراتيجي لواشنطن بعد إسرائيل والمُحتَضِنة لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية ؟ من لديه الجواب فانا أنتظره مشكورا. 22/10/2012 [email protected] www.palnation.org
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التصعيد على قطاع غزة يضع حركة حماس أمام خيارات صعبة
-
كتاب : النظرية السياسية بين التجريد والممارسة
-
ما وراء عودة الحديث عن دولة ثنائية القومية في فلسطين
-
الشرعية الدولية تمنحنا أكثر من مجرد قرار غير ملزم
-
نحو علم اجتماع سياسي فلسطيني
-
مراجعة لكتابنا (المشروع الوطني الفلسطيني من استراتيجية التحر
...
-
الوطنية الفلسطينية بين قوى إسلامية ناكرة لها وقيادة تاريخية
...
-
كفى مكابرة ولنقلها صراحة، لقد فشلت تسوية أوسلو
-
الرئيس أبو مازن والسباحة ضد التيار
-
قطاع غزة : أدوار وظيفية ومراهنات متعددة
-
هل المشروع الوطني الفلسطيني كبش فداء صعود الإسلام السياسي إل
...
-
النخبة السياسية الفلسطينية: صناعة الانقسام وأوهام الانتصار (
...
-
النخبة السياسية الفلسطينية: صناعة الانقسام وأوهام الانتصار (
...
-
من يحمي الفلسطينيين من اشقائهم العرب؟
-
النخب السياسية الفلسطينية : صناعة الانقسام واوهام الانتصار
-
فساد النخبة وإفساد الكتاب والمثقفين
-
فلتذهب دولة غزة إلى الجحيم
-
استشراف مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي ما بعد (الربيع العرب
...
-
ما وراء طرح فكرة الشراكة السياسية في الساحة الفلسطينية
-
حتى وإن كانت قناة الجزيرة
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|