|
مقترح الورش الدراسية: 1-36 ورشة عمل فكرية نقدية
إشبيليا الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 13:37
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مقترح الورش الدراسية: 1-36 ورشــة عمــل فكريـــة نقديـــة الباحث د. خيرالله سعيد: الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي للنص الروائي
بقدر أهمية مايتمتع به المتخصصون في أصولهم المهنية من خبرة منهجية في النقد الأدبي، بيد انها منحت هناك أسلوبا تحليليّا، يمنح المشاركة فيه، هو السماح لنا أن نترشد بخبراتهم الجليلة في تناول أدواتهم المختبرية-المعرفية لنتثقق بدليل المعرفة لأعمالنا. إذ إنها أجازت لي أن أنطلق من معرفتي المتواضعة في النقد الأدبي، وأنشاءاته النظريه وأفعال صوره المتعددة والمتداخلة، أفضت بيّ الى أختلالات بيَّنة في الأنساق والمفاهيم والمنهج. لكن يومئذ أسداه فضلاً، حين أمسيت بلقاء عصفٍ ثقافي غني الصنعة والشكيمة في النقد الورشيّ، أبثقه وأدلى بجمعه بين يدي، سريان العقل والرأي والمعرفة، التي إثارتها دراسة ألتمستها ووجهت عنايتي الى الباحث د. خيرالله سعيد. دارسة بالغة الأهمية في مشروعها الأبيستمولوجي، ألتمستُ خطابها العقلاني في نقد البطل المنهجي للنص الروائي. أثار خطاب الباحث، تحرير تسؤلات ووقفات كثيرة، في أدوات نقده، التي أسهمت بنصيب وافر في تكوين ملامح أشكاليته ومفاهيمه وأدواته، لِما وُفِّقَ له في قراءة النصّ الفلسفيّ له. مما شجعني وحفزني ان أتبنى بناء وأعمار تلك الورش المتواضعة المتنوعة الشاملة (ان صح التعبير) في المساهمة النقدية وأعادة قراءة النقد للباحث يميز المتخصصون بأصول المهنية النقدية المتقدمة عادة في طبيعة مستويات منهجيّة ورشهم المعرفيّة في تناولهم النصّ، ومحاول الإحاطة بدلالاته، ليستكشفوا المعاني من خلال رسم العبارة والإشارة فيه، لما تقتضية ظاهر وجوهر دلالاته. سنحاول في هذا المقال أخضاع دراستنا الى الورش النقديّة المعرفيّة التي وضعناها متواضعة التمثيل والإستيفاء، لتعمل في إعادة القراءة النقديّة عن الدراسة التي نشرها الباحث د. خيرالله سعيد والموسومة بــ"سرمدية الأحرف المضاءة على صفحات التاريخ العراقي، عن قراءته النقديّة لرواية -وليمةلأعشاب البحر)" للروائي السوري حيدر حيدر (الصادرة عن دار أمواج في بيروت عام 1992 ط.4). المنشورة على الموقع الالكتروني (الحوار المتمـدن: 2003 إطار العمل هنا بالضبط، هو عبارة عن"ورشة عمل فكرية وفلسفية نقديـة"، ستتضمن 36 حلقة عمل ورشيّ، في تغطية أعادة القراءة النقدية للـ(الجزء الثالث – فصل الربيع) التي تناولها الباحث بدراسته، تحديدا. مع ضرورة مراعاة للدراسة السابقة. لذا هذه الدراسة بمثابة إمتداد الى دراستنا التي سبق وإن تم تقديمها تحت عنوان (الباحث د. خيرالله سعيد بين أنطولوجيا تقديس النص المكاني وقشع النص الزماني) ، المنشورة على موقع الحوار المتمدن 2012. مع مراعاة بتفاعل أهداف البناء التمائلي بتحدّد الوسائل التي تمكنّنا من مشاركة خلفياتها في أنضمامها في الورش، أزاء علائقها الحسيّة/العقلانيّة/اليقينيّة/الوجدانيّة/ للتجربة الباطنيّة المعرفيّة، في إقامة الأحكام ومجريات الإدراك والكمال، في: ماذا؟ وأين؟ وكيف؟ ولماذ؟ ومتى؟ وهل .؟ أهمية "الورش" أجريت بحسب فرضيّات واشكاليات بين النص السردي/السارد للرواية "التنصيص/ الاقتباس"، الذي تم اختيار الباحث عليها، ونظرته وخطابه النقدي حولها. جاءت الورش معالجتها بمنهج نقدي لبعض الأسئلة والألتباسات الفكرية. وعليه، تم إمتثال كل ورشة ببناء وحدتها الخاصة المستقلة ببيئتها الداخلية السردية، مع مراعاة بيئة علائقها الروائية "المنقودة"، وأنموذجها النقدي الذي جاءت بمعية أدوات الباحث-الناقد د.خيرالله سعيد بها، ومن ثم عملنا حِصناً ترابطيا ممسوكا قرائنيا مسبوكا بحلقات ملازمة بالاستنتاج لكل وحدة وورشتها مع الاخرى عند اللحاق والمتابعة. مـتأثرة في ذلك بمصطلح الخطاب العقلي لدى الباحث الذي شغله في (المفك) للكينونة والزمان، في نقد البطل المنهجي. وليس الخطاب العقلي بالمفهوم السلبي للكلمة، ولا بمعنى الهدم والتخريب، لكن بالمعنى الإيجابي للكلمة، وذلك من أجل إعادة البناء والتركيب، وتصحيح المفاهيم، وتقويض المقولات المركزية، وتعرية المفاهيم الفلسفة التغريبية التي ألغت العقل، وأعلنت القطيعه معه، طوال مشروع مفاهيم مركزية، كتعاريف منتفية للعقل والوعي والبنية والمركز والنظام والصوت والانسجام... في حين، إن الواقع قائم على العقلاني بالاختلاف، والعقلاني بالتلاشي، والعقلاني بالتقويض، والعقلاني بالتفكك، والعقلاني بتشعب المعاني، والعقلاني بتعدد المتناقضات، والعقلاني بكثرة الصراعات التراتبية والطبقية. ويعني هذا أن الباحث خيرالله سعيد يعيد النظر، عبر دراسته النقدية للرواية، مصطلحا للخطاب العقلاني، في مجموعة من المفاهيم التي قامت عليها الأنطولوجيا، والميتافيزيقا النقدية للسردية الروائية، وموضوعاتها، تثويرا وتقويضا وتفجيرا. وهكذا، فدراسته التي جاءت بمتابعة السارد كمصطلح للخطاب العقلي ليس بمعنى الهدم السلبي، وليس بمعنى النفي أو الرفض أو التقويض والإنكار ضمن أطار الفلسفة النيتشويه، بل بمعنى إعادة البناء والتركيب، وتصحيح الأخطاء، وفضح الأوهام السائدة. تنوع مهمتنا الورشيّة، ليس جاءت فقط النظر الى السارد والباحث والبيئة الروائية منفصلة بذاتها، بل الامتداد الى الحلقة المتصلة-المفقودة مع البطل المنهجي للنص الروائي وعوالمه، وفلسفته وانطباعات مناقبه وتطلعاته. فجاءت احدى الاشكاليات بنا الى معرفة: هل المدخل النقدي وادواته المنهجية لدى الباحث تحمل معالجة لمناخ الرواية، بعوالمها المتقاطعة بين العالم الافتراضي، والعالم الواقعي.؟ ولِمَ أشكاليتها وقعت على "سرمدية الاحرف المضاءة على صفحات التاريخ العراقي.؟" ولِمَ حوّل الخطاب العقلاني للباحث، الى سائر في مسعى حلّ تورط وارتطام البطل المنهجيّ، بنقده العقلانيّ في المتابعة والتواصل مع النص الروائي ومناطقه المظللة.؟ وما هو الشيء الذي عرفه الباحث-الناقد بأدواته المعاصر في مسيرة الخطاب العقلاني عند نقد البطلّ المنهجي في التناظرات المعرفية النظرية والتطبيقية.؟ وَكيف جعل لها عِدة مراحل أساسية.؟ وكيف تمكن حصرها في مرحلة المرجع مع التيار الواقعي.؟ وما هي مرحلة التماثل مع البنيوية التكوينية.؟ وماهي مرحلة الأسلوب مع الأسلوبية والبلاغة الجديدة.؟ وما مرحلة البنية مع التيار البنيوي اللساني.والشكلانية النقدية الادبية-السردية،.؟ وماهي مرحلة العلامة مع التحليل السيميوطيقي.؟ وما مرحلة التفكيك السردي الروائي مع التحليل التفكيكي النصي النقدي.؟ وما مرحلة التأويل لديه بالبحث عن ماهيتها الفلسفية مع التيّار الهرمينوطيقي والتيار الفينومونولوجي ليضعها في ظاهريتها ذات التفسير والمعنى معا.
هذا، ولم تظهر أهمية الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي مع الباحث إلا بمثابة ردة فعل تفكيكية على البنيوية اللسانية، وهيمنة السيميوطيقا على الحقل الثقافي السردي ويعني هذا أن الخطاب العقلاني، باعتباره، بحسب الباحث، فلسفة التقويض الهادف، والبناء الإيجابي، جاء ليعيد النظر في فلسفات البنيات والثوابت ، كالعقل/اللغة/الهوية/الأصل/الصوت، وغيرها من المفاهيم السرمدية التي هيمنت على التفكير الفلسفي التي تورط وارتطم بها البطل المنهجي، أو جاءت لتنتقد المقولات المركزية التي ورثها المفكر/السارد من عهد التجربة للروائي إلى الباحث نفسه.
حيث "الورش" قد إتخذت منحى فلسفيا في النقد مع ماجاء به الباحث من أفكار مدهشة، ومع مجموعة من الأفكار الفلسفية التحليلية من خلال تنقيطه النص سيميائيا، فإن الورش بالوقت نفسه قد اتخذت منحى أدبيا في القراءة والتأويل في الثقافة النقدية، حيث سخرت كل أدواتها من أجل تفكيك النقد الجديد الذي جاء به الباحث-الناقد. اما المقارنة بين الورش، فهي بيان فجوة تلاقح التجربة السياسية والفكرية للبطل المنهجي/السارد/ برغباته وأحلامه وعذاباته. وما كشفه الباحث لها عن صور مغايرة متعددة الأوجه في مسارات النقدية العقلانية. وبيان أداء الضعف والقوة لتلك المدارك والتزاوج والتشابك بصنيعة الروائي بسرديته في البطل المنهجي من جهة، ووجهة نظر الباحث من جهة أخرى. المعالج المتمرد على الحبكة والنظر التقليدية، في بحثه بدقة الامور وتفاصيل فحص مكانتها الفلسفية المناسبة،في المعنى قبل المفسّر والشكل قبل التأويل، لغرض قلب المعادلة المجددة في القراءة وتحديث أصولها الفلسفية التفكيكية ببناءها المسحدث، وهو يتحذر من المكرر المستساغ في التحليل التقليدي الغابر. إذاً، ماهو الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي للنص الروائي لدى الباحث؟ وماهي مرتكزاته النظرية والتطبيقية؟ وماهو تاريخه؟ وماهي الخطوا ت المهمة المنهجية لدى البطل المنهجي في النص الروائي؟ والهموم والارتطامات والتوريطات التي واجهت البطل المنهجي على حد سواء، التي حاول الباحث ان يصل بنا به في الغرب العربي أم في الشرق العربي، لتوضيحها؟ وماهي أهم الانتقادات التي يمكن توجيهها إلى فلسفة الاختلاف والتواصل؟ بالاضافة الى نقاط اخرى مهمة، سيتم التطرق اليها في كل ورشة عمل محددة. وأخيرا، يتبين لنا من هذا كله بأن الباحث بخطابه العقلاني في نقد البطل المنهجي، رؤية فلسفية جديدة إلى الإنسان والمعرفة والوجود والعالم والقيم، وهي أيضا منهجية تشريحية في القراءة، والتأويل ، وتحليل الخطاب الأدبي. وما يهمنا في هذه المنهجية أنها تنبني على تبيان شرعية الإختلاف والتواصل لدى البطل، ورصد التنوع الثقافي في النص السردي، وكشف ثقافة الاختلاف والتواصل ما بين العالم الافتراضي والواقع، وما أعتمده الباحث على آلية الحفر والتعرية والتنقيب، واستقراء المعاني المضمرة المختفية تحت السطح السردي ومضمونه الاشاراتي، وتكشفه/شرحه/نقده لها كثيرا عن المغالطات الموروثة لدى السرد والسارد في البطل المنهجي، وتشككه في كثير من القيم الزائفة السائدة لعالمه، وغربلته الكثيرة من الحقائق، تفكيكا/تقويضا/تضادا، وأرتكازه على بواطن أخطائه وقوته، ثم تسكنه في تناقضاتها عنوة ، بعد حين يبرز اختلافها وتضادها ناهضا بها مرة اخرى. ويسعفنا بخطابه العقلاني كثيرا في فهم النصوص والخطابات التي تزخر بالأوهام الإيديولوجية للبطل المنهجي وإرتطامه وتصدعه في تثلّم الوقائع التي يستشفها تنهض هاوية في العدم، ولاسيما تلك التي تدافع عن الحق على حساب عدالة آخرى، أو تسيد ثقافة على حساب ثقافة أخرى، أو تخدم مصلحة طبقة اجتماعية/سياسية/مناطقية-جغرافية على حساب طبقة/فئة/مؤدينات علمانية جديدة أخرى، كما فضحها الباحث بالخطابات العقلية، التي تمرر عليّتها عبر السارد للبطل المنهجي في الأوهام والأهواء والخرافات السياسية والفلسفية والأدبية التنظيمة من الطموح في المحيط، الى الانغلاق في الجوهر. بشكلها المؤطر في فرضيات أزمة العقلانية للبطل المنهجي في الادب السياسيّ التي نأمل ان تكون محمل فائدة للقارئ، أو يمتد هدفنا بطموحه بتطوير لبُنّات بناءها. وما لا يفوتنا ايضا بعد التوصية، الا تقديرنا المسبق الى االجهد الاستثنائي المتمييز الابداعي للباحث د. خيرالله سعيد، كما هو أيضا الى الروائي المبدع حيدر حيدر الذي أنفرد بأبداعة الادبي والفكري والفني على السواء.
#إشبيليا_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الباحث د. خيرالله سعيد: الخطاب العقلاني في نقد البطل المنهجي
...
-
الباحث د.خيرالله سعيد بين أنطولوجيا تقديس النص المكاني وقشع
...
المزيد.....
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|