|
الاقليات فى مسودة الدستور – خطوة للخلف (1من 3)
ممدوح نخلة
محام
الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 09:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اعنى بلفظ الاقليات هنا كما اصطلح عليه الفقه القانونى الدولى هم الاقليات القومية او الاثنية والاقليات الدينية واللغوية اما الاقليات السياسية فهذا مجال اخر للحديث ورغم ان ثورة 25 يناير قامت اساسا من اجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والتى تعنى اساسا المساواه التامه وتكافؤ الفرص , وعدم التميز بين المواطنين ليس مجرد شعار اذ ان الدستور السابق والذى تم تعطيله بعد الثورة كان ينص صراحة على ذلك فى المادة 40 ولكن كان هدف الثورة هو تفعيل هذا الشعار وخروجه من حيز النظرية الى التطبيق الفعلى على الارض ومن هنا فقد عقدنا الآمال على اللجنة التأسيسية التى تضع الدستور الحالى لبناء دستور حضاري يلبى طموحات جميع اطياف ومكونات المجتمع المصرى (اقلية واغلبية) ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن فقد جات اللجنة التاسيسية باغلبية ذات توجه ايدولوجى معين لم تكن موجوده وقت ثورة 25 يناير ولم تشارك فيها بل قفزت عليها وقطفت ثمارها ومن ثم تجاهلت هذه اللجنة الاقليات الوطنية من الاقباط والشيعة والبهائيين والنوبة والامازيغ على الرغم انهم يشكلون اكثر من ربع تعداد السكان فى مصر. اشكالية الاحصائيات تثير الاحصائيات الرسمية الخاصه بالاقليات فى كثير من البلدان خاصة دول العالم الثالث مشكله عويصه وفى مصر لا يوجد حتى الآن احصائية دقيقة لتعداد الاقليات العرقية أوالدينية وان شئت الدقة فمعظم تلك الاحصائيات تفتقد للامانه العلمية فعلى سبيل المثال صرح رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء مؤخرا ان عدد الاقباط (عام 2012 ) خمسة مليون ومائة وثلاثين الف نسمة فى حين تقول بعض المصادر الكنسية ونشطاء الاقباط ان عددهم لايقل عن 18 مليون ( حديث الانبا مرقس لجريدة روز اليوسف فى 10/9/2012 ) كما ان الحكومات المتعاقبة تقدر أعداد البهائين ببضعه مئات فى حين ان القيادات البهائية تؤكد ان تعدادهم يزيد عن عشرات اللآلاف (حديث بسمة موسى لموقع اخبار مصر 26 /3/ 2012) والأمر لا يختلف كثيرا عن الشيعه ففى حين تقول التقديرات الرسمية ان عدد الشيعه المصريين لا يتجاوز عشرة الآف يؤكد ممثلوا الشيعه ان عددهم يقترب من ثلاثة ملايين (حديث بهاء محمد انور المتحدث الرسمى باسم الشيعه لمجلة حريتى فى 20/10/2012) ناهيك عن النوبة والذى يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين نوبى (طبقا لما جاء بحديث حججاج ادول الناشط النوبى المعروف والمنشور فى الحوار المتمدن بتاريخ 29/5/2010 ) اما عن الامازيغ فالحكومة لاتعترف بوجودهم كأقلية قومية وأثنية ويقدر عددهم بحوالى 25 الف امازيغى مصرى ( حديث لامانى الوشاحى منشور بموقع محيط فى 13/1/2012 ) وضع الاقليات فى مسودة الدستور الجديد ما يعنينا فى هذا المقام الوضع القانونى والدستورى للاقليات المصرية الذى نراه قد تدهور كثيرا عما كان عليه قبل الثورة والذى نعتبره رده للخلف فقد نصت المادة الثانية من مسودة الدستور على ان الاسلام دين الدولة واللغه العربية لغتها الرسمية والشريعه الاسلامية المصدر الرئيسى للتشريع و رغم ان هذا النص كان موجودا بنفس صياغته فى دستور 71 المعطل الا انه كان دائما مثارا للجدل فى الفقه القانونى الدستورى فالشخصيات الاعتبارية ليس لها ديانه فلا توجد شركة مسيحية وشركة اسلامية وكان يتعين على المشرع ان يعيد صياغة هذه المادة اذا كان يريد التعبير عن هوية الدولة ليكون الاسلام دين غالبية السكان وليس دين الدولة, اما عن مبادىء الشريعه كمصدر رئيسى للتشريع فهى ليست محل خلاف كبير اذ ان كلمة مبادىء الشريعه تعنى الاحكام الكلية قاطعة الدلاله للشريعه وهى العداله و المساواه و الرحمه وهى المبادىء التى تنادى بها كافة الاديان ولكن للاسف الشديد استخدمت هذه المادة فى كثير من الاحيان ضد الحريات الدينية للاقليات فعلى سبيل المثال رفضت محكمة القضاء الادارى وضع كلمة بهائى فى خانه الديانه للبطاقة الشخصية للبهائيين لان الدولة لاتقر البهائى على معتقده بل قضت لهم بوضع شرطة (- ) كما رفضت المحكمة الادارية العليا وهى اعلى درجات المحاكم فى مصر عودة المحافل البهائية بعد حظرها فى عام 1960 باعتبار ان شعائر البهائية تخالف النظام العام كما ترفض الجهات الادارية توثيق عقود زواجهم او استخراج شهادات وفاتهم لنفس السبب مما يحرمهم من توارث بعضهم كما استخدمت المادة الثانية فى حرمان الام المسيحية التى يسلم زوجها باعتبار ان حضانة الاطفال لافضل الابوين دينا كما رفضت المحكمة استخراج بطاقات للمسيحيين الذيين اسلموا وعادوا للمسيحية فى القضايا الذى عرفت بأسم (العائدين للمسيحية ) والتى بلغت اكثر 4000 قضية باعتبار ان ذلك يشكل ردة عن الاسلام وكنا نأمل من واضعى الدستور الجديد وضع صياغة اكثر دقة بحيث لاتتعارض تفسير هذه المادة مع حقوق اصحاب الديانات والمعتقدات الاخرى
#ممدوح_نخلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحماية الدولية والاقليات –الاقباط نموذجا ( 1 من 2 )
-
شكرا 00 جمال اسعد
-
بعد تصريحات المحافظ: التحقيق الدولي ضرورة ملحة
-
الصديق يزهو كالنخلة
-
غزوة محرم بك للجبرتى المعاصر
-
تنويـعات على لحن الإرهـاب
المزيد.....
-
الزاوية اللؤلؤية.. قبلة المبعدين عن المسجد الأقصى
-
هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية
...
-
المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله
...
-
الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي-
...
-
أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ
...
-
-حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي
...
-
شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل
...
-
-المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|