أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - المسيح كان ثائراً على الديانة اليهودية














المزيد.....


المسيح كان ثائراً على الديانة اليهودية


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 01:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا ادري لماذا يقول المسيحيون أن ديانتهم تنبع من جذور الديانه اليهوديه، فلا أكاد أرى أي شيء مشترك بين الديانتين، وأذهب إلى أبعد من ذلك لأقول بان المسيحية كانت ثورة على اليهوديه وان المسيح كان ثائرا على تعاليم موسى، الذي كتب أول خمسة أسفار من التوراه -- البنتاتوخ -- ولهذا طالب زعماء اليهود بصلبه. التلاميذ الذين كتبوا الأناجيل بذلوا جهدا كبيرا في محاولة إثبات أن الأنبياء في كتب العهد القديم تنبأوا بمجىء المسيح، وكان هدف التلاميذ تقوية الديانة المسيحية وإقناع الناس بها، وهذا ما جعل المسيحيين في البداية يؤمنون بالعهدين، الجديد والقديم.

هناك عدة مواقع في العهد الجديد حيث ينصح المسيح التلاميذ بان يتجاهلوا تعاليم موسى، وخصوصا في الموعظة على الجبل الواردة في إنجيل متى، فيقول لهم: قد سمعتم أنه قيل كذا وكذا، أما أنا فأقول لكم كذا ... ويكفي أن نقرا هذه الموعظة لنرى كم كان المسيح واضحا في هذه المجال. ومع أن المسيح كان يعطي الإنطباع بأنه جاء "ليتمم" ما كتب بالتوراه، إلا انه أسس الديانه المسيحية على قواعد ليس لها أي علاقة لا باليهودية ولا حتى باليهود الذين حاربوه -- وهو القائل: ليس لنبي إحترام في وطنه -- فقد بشر للدنيا كلها وحث تلاميذه أن يذهبوا ويبشروا بالدين الجديد "ويتلمذوا كل الأمم" في جميع أنحاء الدنيا، واعتبر أن الله أبٌ للجميع. أما العبرانيون فلهم الههم الخاص "يهوه،" الذي أمرهم أن لا يتخذوا إلها غيره، وقال للرجل ايهودي: إذا ثبت أن زوجتك تعبد إلها أخر فيجب عليك أن ترجمها حتى الموت. وكما هو واضح في التوراة فاليهود يدعون أنهم كلهم من أب واحد وأم واحدة ويقولون إن الههم ميزهم عن الشعوب الأخرى وقال لهم إنهم شعبه المختار، ولذالك فهم لا يقبلون غير اليهودي في دينهم. فالدين اليهودي دين قبلي، وإله اليهود إله خاص وقدرته محدودة وتنحصر بهم، وهذا الإله لا ينكر،كما أسلفنا، أن هناك آلهه تنافسه -- أنا هو الرب إلهك، لا يكن لك إله غيري -- أما الدين المسيحي فهو دين عالمي إنساني. وأنا هنا أتكلم عن الدين اليهودي وليس عن اليهود كشعب.

لقد إهتم المسيح، كما تدل ما يسمى أناجيل العهد الجديد، بغير اليهود، ضاربا عرض الحائط بقصة "شعب الله المختار،" وقصة السامري الرحيم خير دليل على ذلك. من الواضح أن القصة كانت فقط مثلا ضربه المسيح لتلاميذه ليشدد على الأخوة الإنسانية ويبرهن لهم ان هذا السامري، الذي يحتقره اليهود لأنه أممي وليس من أبناء إبراهيم، هو، كإنسان، أفضل من اليهودي، لأنه مر على الرجل اليهودي الذي ضربه اللصوص وتركوه بين حي وميت وعالجه وأرسله إلى ملجأ ودفع الأجرة مقدما، وهذا ما لم يفعله اليهود الذين مروا عليه قبله. وسأل تلاميذه: " من أكثر قربا منه: اليهودي أبن جلدته أم السامري الغريب؟" وقال لليهود: "إن الله يستطيع أن يخلق من هذه الحجاره أبناءً لإبراهيم."

وفي أماكن أخرى من العهد الجديد أمثلة توضح إنتقاد المسيح لليهود وحديثه عن تاريخهم بطريقة ينقصها الإحترام، منتقدا تعاليهم على غير اليهود. تُصوّر التوراه الملك سليمان أنه رجل في قمة الحكمة، وأنه ملك عظيم ممجد يرفل بالطيلسان ولباس العز، ولكن المسيح قال لتلاميذه: "لا تهتموا بما تأكلون وبما تلبسون لأن الله يطعمكم ويلبسكم. أنظروا إلى زنابق الحقل كيف تنموا. ألحق الحق أقول لكم إن سليمان بكل عظمتة لم يلبس كواحدة منها." أنا أعتقد أن المسيح قصد الإستخفاف بهذا اليهودي العظيم. وفي عدة أمثلة أخرى نجد المسيح يبطل عادات يهودية كثيرة. فقد قال لهم: قد سمعتم أنه قيل: العين بالعين والسن بالسن، أما أنا فأقول لكم من ضربك على خدك الأيمن حول له الأيسر، وذلك ليحثهم على التسامح. وقد كان الماهاتما غاندي معجبا بالموعظة على الجبل، وقال: العين بالعين معناها أن يصبح كل الناس عميانا.

وعندما سأل احد اليهود المسيح: ماذا يصنع الرجل إذا أراد أن يطلق إمرأته، هل يعطيها كتاب طلاق؟ أجاب: من طلق إمرأته إلا لعلة الزنى فقد جعلها زانية ومن تزوج مطلقة فقد زنى. عندها قال اليهودي: إن موسى أمرنا أن نعطيها كتاب طلاق، فرد عليه المسيح: "موسى فعل ذلك لقساوة قلوبكم،" وهذا يدل على أنه لم يكن ينظر بكثير من الإحترام لما كتب موسى. وعندما سأله أحدهم عن أكل لحم الخنزير قال له: "ما يدخل فم الإنسان لا ينجسه وإنما ينجسه ما يخرج من فمه."

ومن المؤسف أن الديانة المسيحية، وخاصة الكنائس الجديدة في الولايات المتحدة، تركز على الصلة بما يسمى بالعهد القديم، والسبب أن المسيح لم يرد قطع هذه الصلة لأنه أراد أن يكسب تأييد أكبر عدد من اليهود، أبناء جنسه، فقال: إني جئت لأتمم وليس لأنقض. غير أنه قال في مكان آخر، مستخفا بهيكل سليمان: إني أستطيع هدم هذا الهيكل وبناءه في ثلاثة أيام. غير أن علماء المسيحيه الأوائل فسروا هذا بالقول ان المسيح قصد بالهيكل جسمه هو، والدليل، بناء على ما يقولون، هو موته على الصليب وقيامته في اليوم الثالث. وعلى أية حال فكل الحفريات التي قام بها اليهود في فلسطين بعد تأسيس أسرائيل لم تثبت وجود قطعة فخار واحدة أو حجر يبرهن على وجود هذا الهيكل.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملالا يوسف زاي .. -جان دارك- باكستان
- الغرب يعوّل على الإخوان المسلمين في محاربة الجهاديين
- مؤامرات وحقائق
- الفلم المعادي للإسلام والهجوم على السفارات
- ثورات الشعوب العربية وعلمانية أردوغان
- الربيع العربي و-الفوضى الخلاقة-
- متى يتوقف الإسلاميون المتزمتون عن تدمير الآثار الإنسانية؟
- دول -الممانعة- تصعّد تهديداتها لإسرائيل
- الأردن والدولة الفلسطينية
- تهديدات إيران لإسرائيل أضعفت الموقف الفلسطيني، والمطلوب إنتف ...
- هل يريد محمد مرسي حقا إعادة مجلس الشعب بالشكل الذي كان عليه؟
- مطلوب جهود متواصلة وقاموس عصري لدعم اللغة العربية
- الحكم الهاشمي في الأردن وانتكاسة ديمقراطية الخمسينات
- دعوا الإسلاميين يحكمون
- المطالبة ب -ملكية دستورية- في الأردن الآن تمهيد للوطن البديل
- هل سيبرهن رجب طيب اردوغان أنه أعظم مصلح اسلامي في العصر الحد ...
- ذكرى حرب 1967 -- تاريخ منحوت في الذاكرة
- الثورات الشعبية العربية -- تغيير واضح في الأولويات
- هل انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي بداية الحل العملي للق ...
- هل ستنتهي ثورات الشعوب العربية إلى فصل الدين عن الدولة؟


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - المسيح كان ثائراً على الديانة اليهودية