|
الإنتفاضة الوطنية .. التجربة والدروس .- القسم الثالث والأخير
أحمد الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 1129 - 2005 / 3 / 6 - 11:39
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الانتفاضة الوطنية .. التجربة والدروس ( هذه الأوراق والملاحظات كتبت أيام الانتفاضة الوطنية وبعدها بقليل ، لذلك يتوجب قراءتها في سياق الأحداث والوقت آنئذ ، ولكن يمكن مقاربة الآراء بالأحداث والتطورات الأخيرة خاصة ما يتعلق بطبيعة السلطة وأساليب المعارضة وآثار الحصار الظالم ودور العامل الخارجي الذي تحول إلى احتلال عسكري مباشر وكامل ، لقد كانت الانتفاضة بمثابة الحل الوطني السحري ، والذي عندما خسرناه خسرنا الوطن بعده ، أعيد نشرها تحية لها ولشهدائها وأبطالها الكثر !! . )
العامل الخارجي
خلقت سياسة النظام الهوجاء منذ الحرب العراقية الإيرانية وأزمة الكويت وتداعياتها التباساً جديداً وتداخلاً في مجموعة العوامل المؤثرة والمقررة للوضع العراقي الداخلي وارتباطاته العربية والإقليمية والدولية ، وهي شبكة من الترابطات المعقدة ، تحتاج إلى متابعة ورصد لتحديدها ، وتحديد آلية عملها وتأثيرها على وضعنا الداخلي واتخاذ موقف وطني سليم منها ، ولكي لا تلتبس الأمور ويضيع الإتجاة ونخسر قضيتنا ويتهدد مصيرنا ومستقبلنا !! لقد أصبح العامل الخارجي عاملاً مؤثرأ وحساساً بسبب تدخلاته المباشرة في أوضاع المنطقة ووضع بلدنا بالتحديد ، وهذه مهمة جديدة مطروحة على الحركة الوطنية العراقية ، تحتاج إلى المزيد من العناية والدقة للخروج بموقف وطني سليم ودقيق ، أننا بحاجة إلى دراسة التغيرات العالمية الجارية اليوم ، إن قسماً من المفاهيم والثوابت الوطنية الأساسية لا يزال يحتفظ بقيمته وصحته وأهميته التاريخية إلى الآن ، ويقف في مقدمة هذه القضايا كيفية رصد وفهم التحرك الخارجي في بلادنا وفي المنطقة وأساليب الهيمنة الجديدة للسيطرة عليها ، مستغلاً سياسة النظام الرعناء في الكويت ، واستخذاء النظام العربي الرسمي ، أو عبر القاعدة العدوانية المتقدمة – إسرائيل . إن إمكانيات اجتياح المنطقة والسيطرة عليها أصبحت كبيرة وسهلة ، ثم ربطها بالمركز الإمبريالي بمخطط محكم طويل الأمد ، ومصادرة نتائج النضال الوطني الديمقراطي الشاق للشعوب ، ومعاقبتها على ذلك النضال ، مما يفرض نوعاً جديداً وغريباً من التبعية الاقتصادية والسياسية والعسكرية المباشرة ، بخصائص جديدة تحتاج إلى دراسة ومتابعة لكشفها ومعرفة الأشكال الجديدة لهذه التبعية . أن للأمريكيين حساباتهم الخاصة التي تنطلق من مصالحهم الداخلية ، وهي لا تتطابق بالضرورة مع مصلحة شعبنا العراقي وانتفاضته الشعبية ذات المضامين الديمقراطية والتحررية والتي ترفض جميع أشكال الهيمنة والاستعباد الداخلي أو الخارجي . إن تصوراتهم ومصالحهم تختلف عن تصوراتنا الوطنية الآن وفي المستقبل أيضاً ، كما إن التهافت والتعامل مع الموقف الأمريكي بدون شروط أو ضوابط سوف يخل بأسس الثوابت الوطنية الضرورية والمعروفة بالنسبة لشعبنا ووطننا وسيادته واستقلاله ، وقد نتج هذا التعامل الخطير بهذه الطريقة التبسيطية السهلة من عوامل عديدة منها ضعف القوى المتعاملة وعزلتها عن الناس ، وعدم فهم جوهر المتغيرات الدولية والإقليمية !! أن الأخطار التي يتعرض لها وطننا الآن وفي المستقبل ، هي أخطار مزدوجة تتأتى من استمرار بقاء النظام ومن أخطار المخطط الخارجي على بلادنا وفي المنطقة ، وهذه الأخطار الأخيرة ذات طابع استراتيجي مدمر . إننا نمر بمرحلة صعبة وملتبسة المعالم ضاع فيها الاتجاه لدى العديد من الأحزاب السياسية ومن المثقفين ، فالبعض ربط مصيره بالنظام الفاشي متجاوزاً طبيعته الفاشية وهزيمته المذلة ليحارب معه ( الإمبريالية والصهيونية ) ، بينما وقف البعض الآخر إلى جانب المعسكر الإمبريالي متنازلاً عن الاستقلال والسيادة الوطنية ، ومؤجلاً مهمات التصدي لغول الصهيونية ومخططها التوسعي الذي دخل أخطر مراحله قبل وبعد حرب الخليج الثانية !!
المهمات الآنية الملحة عندما صدرت الأوامر من الدكتاتور للقطعات العسكرية باجتياح الكويت لم يكن يعرف بأنه شطب على مرحلة سابقة لتبدأ مرحلة جديدة مختلفة نوعياً عن تلك المرحلة من جميع الجوانب ولجميع الأطراف واللاعبين. وبدأت بوادر جديدة تتجمع في سماء البلاد بسرعة كبيرة ، بوادر وأسباب أكبر تحرك شعبي في تاريخ العراق الحديث . إن أسباب التحرك القادم كثيرة وقديمة ، لكن مغامرة الكويت دفعت بها إلى السطح والمواجهة الساخنة وتفجير التناقضات الحادة التي كانت تمور وتترسب تحت سطح يبدو أنه ساكن أو مستقر خارجياً ، وبدا كأنه يسير وفق مخطط النظام ومشيئته !! لقد أصبح النهوض الشعبي فاصلاً بين مرحلتين ، مرحلة السيطرة الفاشية المطلقة ، وعملها على تحطيم وشطب كل القوى والبرامج التي تقف ضد برنامجها الفاشي ، الذي كان يسعى إلى استكمال عملية ( تأطير المجتمع ) ، والذي بدا للفاشية أيضاً وكأنها أنجزت كل مراحله الأساسية وتثبيت هياكله الإرتكازيه وقد حققت مهامها بنجاح سهل وتام ، بينما جاءت الانتفاضة ونتائجها الاستثنائية لتقلب كل الحسابات القديمة ، وتحرق البرنامج الفاشي في نيران غضبها العارم ، وتمهد لقيامها الناجح مرة أخرى ، وتقوم السلطة الفاشية هذه الأيام بجهود محمومة للخروج من هذا المأزق الشامل ، وهنا يكمن ويتمركز الصراع حالياً !! من الدروس الكبيرة التي يجب علينا تعلمها هي سعة التحرك الجماهيري الشامل والطاقات التي الخلاقة التي تتمتع بها الجماهير ، وكيفية تعبئتها ، ورفضها التام للنظام وحقدها عليه ، وعدم استمرار خوفها منه . ذلك الرفض الثوري الذي كان عملية تصويت حقيقية بالسلاح ضد الفاشية ، دفاعاً عن الحياة الطبيعية ، ودفاعاً عن المستقبل . لذلك فنحن بحاجة إلى تعامل خاص مع هذه الجماهير الذكية ، من خلال الاعتماد على طاقاتها الخلاقة المبدعة ، وإتباع أساليب متطورة للتعامل معها ، وتعبئتها وتحريكها نحو الهدف الصحيح ، وتخليصها من عفويتها القاتلة . إن طريق الاعتماد على الجماهير وعلى إمكانياتها الخلاقة التي كشفت عنها الانتفاضة ، هو الطريق الوطني القصير والسليم للإطاحة بالفاشية ، وحماية الشعب والوطن من المخاطر الجديدة الداخلية والخارجية الآن وفي المستقبل . وهذه مهمة رئيسية يجب عدم التقليل من أهميتها أو تأجيلها إلى وقت آخر ربما لن يأتي ولا يتكرر بسهولة ، بينما العدو يعمل ليل نهار لتنفيذ مشروعة الخاص !! إن أمكانية تجدد الانتفاضة كفعل جماهيري داخلي وبصورة ناجحة هي القضية الرئيسية التي يجب الاهتمام بها والتركيز عليها ، فقد أنتجت مغامرة الكويت ونتائجها الكارثية ، وقيام الانتفاضة المجيدة وقمعها وتراجعها واستمرار الحصار الجائر أو ضاعاً جديدةً ورهيبة ً مختلفة بالنسبة للشعب من جهة وللسلطة من جهة أخرى ، وتتصف الفترة الراهنة بالضعف التام للسلطة وازدياد عزلتها الداخلية والخارجية ، وتطابق الظروف المؤاتية للتخلص منها ومن شرورها ، ومعالجة مشاكل الوطن وجراحه العديدة والبالغة ، وسد الطريق أما كوارث جديدة تقودها الفاشية بسبب طبيعتها العدوانية المنتجة والمصدرة للخراب ، أو يقودها الخارج المتربص بالوطن وبالمنطقة !! كما علينا الآن دراسة ومتابعة أشكال وتجارب الصراع المرير والحاد الجاري بين السلطة الفاشية وجماهير شعبنا ، فبينما تحاول السلطة تجميع قواها وترميم هيبتها التي سقطت في وحل الأحداث ، والخروج من الأزمة الخانقة ، والبقاء على قيد الحياة بكل الوسائل والطرق ، وفي مقدمتها القمع والعنف المطلق والدائم داخلياً ، وتقديم التنازلات المجانية باتجاه الخارج وضغطه بما يهدد السيادة الوطنية ، تحاول الجماهير الشعبية والقوى الوطنية في هذه اللحظة الحرجة استعادة المبادرة و تنفيذ شعارها الرئيسي للإطاحة بالفاشية فوراً ونقل البلاد إلى وضع جديد آخر وإيقاف الكارثة !! إننا نعيش مرحلة ما بعد الانتفاضة والتي لها مميزاتها وخصائصها الجديدة والبارزة ، كما لها مهامها الكثيرة والتي من أبرزها :- - طرح برنامج وطني سياسي وعسكري وإعلامي ، للتطبيق الميداني في الداخل ، واستغلال الظروف الحالية المؤاتية والسهلة نسبياً ، وهي الخطوة العملية المهمة التي يجب التركيز عليها للتخلص من الحالة العفوية والسليبة السابقة . - العمل على إدامة المقاومة واستمرارها بأشكال جديدة ومتنوعة ومناسبة ، والإعداد الجيد لقيامها الشامل مرة ثانية بصورة ناجحة تحسم الصراع مع الفاشية . - تشكيل قيادات ميدانية سياسية وعسكرية لقيادة العمل المباشر ، ومعالجة النقص الرئيسي الذي عانت منه الانتفاضة ، وفي هذا المجال يجدر بأطراف المعارضة الوطنية الجادة التخطيط للعودة إلى الداخل والعمل بين الجماهير . - التركيز في العمل السياسي والتنظيمي والعسكري والإعلامي على مدينة بغداد والمدن الرئيسة الأخرى وعدم تركها بيد النظام . - العمل الجاد والمخطط من أجل منع النظام من استعادة قواه وإمكانياته وتجميعها مرة ثانية ، من خلال عمليات عسكرية متوسطة أو صغيرة ، ولكن مستمرة . - التركيز على الأجهزة الأمنية ن والعمل على منع إعادتها وبناءها من جديد بكافة الأساليب ، ومن خلال اختراقها أولاً . - تصفية واغتيال العناصر الرئيسية الأمنية والحزبية . - العمل في صفوف الجيش وكسب العناصر الوطنية والمتضررة من سياسات النظام والتي انفصلت عنه واهتزت قناعتها به بعد الأحداث والتطورات الأخيرة . - الاستفادة من الأهوار كمركز للتجمع والانطلاق نحو ثلاث محافظات رئيسية . - الاستفادة القصوى من كردستان للنشاط السياسي والعسكري والإعلامي . - تطوير العمل الإعلامي، وإيصاله للجماهير ، واستغلال المنابر الإعلامية العربية والعالمية . - تنشيط وتحديث التحرك الدبلوماسي والعلاقات العامة الخارجية ، مع التمسك بالثوابت الوطنية . ، وتحريك الجالية العراقية الموجودة في الخارج . هذه رؤية سريعة للأحداث والتطورات العاصفة التي مر بها شعبنا ووطننا منذ غزو الكويت وقيام الانتفاضة وتراجعها واهم الدروس والمهمات المطروحة الآن !! شقلاوه . 1991
ملحق : -
هذا البيان كتبه الشهيد ستار غانم راضي ( سامي ) أثناء مشاركته الفعالة في أحداث الانتفاضة الوطنية والتي وصل فيها إلى مدينة كركوك حيث كان يتواجد على الحدود العراقية الإيرانية . وفيها رؤية موضوعية ورصد دقيق لما جرى ويجري . وبهذه المناسبة أكرر الدعوة لتنشيط الحملة الوطنية للبحث عن الشهيد سامي وكل الشهداء اللذين لم نعرف مصائرهم لحد الآن . ألم تسقط السلطة الفاشية وتنكشف جميع الوثائق الأمنية والمخابرتية ؟؟ أين هي الآن ؟؟
بيان ( الشيوعيون العراقيون )
يا عمال العالم أتحدو ! كل الجهود لمواصلة الانتفاضة يا جماهير شعبنا العظيم ! أيها العمال والفلاحين والكادحين والمثقفين و الجنود الوطنيين ! لقد دقت ساعة الخلاص وأنفجر بركان الشعب ، وهاهي جماهير الجنوب وكردستان والفرات الأوسط تنتفض لتحسم تناقضاها مع النظام الدكتاتوري الفاشي ، لتطوي والى الأبد ما يقارب ربع قرن من الفاشية والقمع والدمار والعسكرة ، ولتفتح صفحة جديدة من التاريخ كتبت وتكتب بدماء آلاف الشهداء من أبناء الشعب من العرب والكرد والتركمان والآشوريين والأرمن . لقد شملت الانتفاضة لحد الآن أغلب المدن الرئيسية ، والمئات من المدن الصغيرة والقصبات ، وعلى الرغم من القمع الفاشي الوحشي واستخدام النظام لأحدث الأسلحة وما أدى إليه من سقوط آلاف القتلى والجرحى ، إلا أن انتفاضة الشعب تتواصل وتتقدم وتحرز النصر تلو النصر، ولا تستطيع أية قوة إيقافها حالياً بعد إن حطمت الجماهير حاجز الخوف وأسقطت هيبة النظام في الوحل ، بتحديها الأجهزة القمعية التي لم تصمد بوجه زحفها الهادر . كما إن الانتفاضة تكسب في كل لحظة قوى جديدة وحلفاء جدد في حين تتهاوى أجهزة النظام وينفض من حولها حلفاء الأمس . لقد جاءت الانتفاضة كحصيلة لنضال الشعب العراقي بكافة طبقاته وشرائحه الاجتماعية وقومياته وطوائفه للتخلص من القهر الاجتماعي والاضطهاد القومي والطائفي بعد إن وصلت برجوازية الدولة البيروقراطية بنهجها الفاشي وعسكرتها للمجتمع ومغامرتها الحربية العبثية المجتمع العراقي إلى أزمة شاملة ودمار حقيقي ومجاعة ، فضلا عن تفريطها بالسيادة الوطنية والاستقلال حيث تجثم الآن قوات الاحتلال الأمريكي – الأطلسي على15 بالمئة من الأراضي الوطنية العراقية . من هذا المنطلق فإن الانتفاضة الراهنة هي انتفاضة وطنية عامة ، تتألف قواها الأساسية من تحالف وطني واسع وتآخي قومي بين العرب والكرد والمجموعات القومية الأخرى ، موجهاً ضد الدكتاتورية الفاشية ، وهي من الاتساع والشمول والأهداف السياسية ، تجاوزت فيها كل البرامج السياسية المطروحة والأطر التنظيمية التقليدية ، لتطرح برنامجاً جماهيرياً وطنياً عاماً ، يتمحور على نقطة أساسية هي إسقاط الفاشية وإحلال البديل الوطني الديمقراطي ، وقد تجسد ذلك بمبادرة الجماهير في تشكيل هيئات شعبية في المدن والريف لقيادة الانتفاضة ولإدارة المناطق المحررة من الفاشية ، وعليه لابد من العمل وبكل الطاقات لدعم وتوسيع المبادرة الجماهيرية بشكلها الوطني الواسع وعدم إعاقتها بطرح صيغ وبدائل أو أطر طائفية أو قومية تدعي قيادة الانتفاضة ، ورفض الادعاءات التي تصدر عن هذا الحزب أو تلك الحركة حول دورة في تفجير وقيادة الانتفاضة ، إذ إنها انتفاضة عفوية تفجرت نتيجة تآلف مجموعة من العوامل والشروط الموضوعية والذاتية ، إضافة إلى أن الجماهير المنتفضة هي التي حددت أساليب ووسائل مواجهة السلطة وإسقاطها . وكان من الطبيعي أن تأخذ الانتفاضة طابعاً عنيفاً كانعكاس لما تعانيه الجماهير وما تختزنه من حقد على النظام الدكتاتوري ، كما إنها تدرك بحسها وتجربتها الخاصة طبيعة رد فعل النظام على أي تحرك جماهيري ، إضافة إلى أن سياسة العكسرة التي اتبعها النظام جعلت السلاح مشاعاً الأمر الذي يجعل أية فعالية جماهيرية تأخذ طابع العنف المسلح .
إن تضيق الخناق على الفاشية يستوجب العمل على تحييد الجيش واستمالته وكسبه إلى جانب الشعب ، عبر رفع شعارات التآخي والوحدة بين الشعب والجيش ، وتشجيع التحاق الوحدات العسكرية بصفوف الشعب ، مع تركيز الهجوم على أجهزة الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية وكبار مسؤولي الحزب الفاشي الحاكم ممن ارتكبوا جرائم بحق شعبنا ، ومن الضروري الانتباه لمحاولات الفاشية لاستغلال أي ثغرة لتحويل الصراع ضدها إلى صراع طائفي أو قومي ، كذلك الانتباه للمحاولات الأمريكية للتدخل في شؤون الانتفاضة وفرض عملائها ، كما إننا على ثقة كبيرة بأن وعي جماهير الانتفاضة واتفاق جميع أطراف المعارضة العراقية على حماية الوحدة الوطنية سيفشل مثل هذه المخططات ، وسيحترق بناره من يحاول إشعال شرارة الاقتتال الداخلي وتخريب الوحدة الوطنية . لقد خلقت إنتفاتضتكم أجهزتها الثورية ، والمهمة الآن المطروحة على قوى المعارضة الوطنية دعمها وتوجيهها الوجهة الوطنية السليمة وربطها بالهدف النهائي الذي حددته الانتفاضة ، وهو إسقاط الفاشية وإقامة البديل الوطني الديمقراطي ، كما إن الجماهير المنتفضة مارست ديمقراطيتها في اختيار هيئاتها بأروع تطبيق للديمقراطية الشعبية والمطلوب الآن المحافظة على هذا النهج الديمقراطي وتعميقه وتعميمه . أن المهمة الرئيسية الآن وفي كل لحظة هي الارتقاء بالانتفاضة على الصعد السياسية والتعبوية العسكرية والتنظيمية والإعلامية ، ومثلما واجهتم وحطمتم أكبر آله قمعية في تاريخ المنطقة فإن مهمتكم الآن الاستمرار في الانتفاضة لتحقيق الانتصار التام والنهائي ، والإجهاز على ما تبقى من أجهزة القمع وتفكيكها وهذا يتطلب بالدرجة الرئيسية الانتقال من الأعمال العفوية التي طغت على الانتفاضة إلى تنظيم الأعمال الثورية سواء بإدارة المدن المحررة أو قيادة وتوجيه التحركات الجماهيرية والإعلامية لمواجهة إعلام النظام المظلل الذي يحاول تشويه صورة الانتفاضة وإعطائها طابع ضيق ، والاستعداد لتجميع القوى العسكرية والخروج من إطار إدارة العمليات ضمن منطقة واحدة إلى التنسيق الشامل بين جميع المدن لحشد القوى اللازمة في اللحظة المناسبة والتوجه نحو المركز ، نحو بغداد لتوجيه الضربة الحاسمة والنهائية . أن هذا الوضع الدقيق وهذه المهمة الكبيرة والصعبة تتطلب من العناصر القيادية في الانتفاضة إلى التحرك وبمعزل عن الأطر السياسية التقليدية الضيقة والتي تجاوزتها الأحداث لتحديد الخطوات التالية والسير الحثيث بالانتفاضة نحو هدفها النهائي كانتفاضة وطنية شاملة ، دون محاولة فرض الآراء والسياسات المعدة مسبقاً والتي سوف تتناقض مع المسار الجديد والسريع الذي خطته الانتفاضة ، أن الآراء الخاطئة سوف تعرقل العمل وتخلق المعوقات أمام عملها وأمام حركة الجماهير التاريخية . إننا نعتقد إن المهمات التي تواجه الانتفاضة هي مايلي :- على الصعيد السياسي - إسقاط النظام الدكتاتوري الفاشي وتصفية آثاره المدمرة ، وإحلال البديل الوطني الديمقراطي المنتخب من قبل الشعب . - طرد القوات الأجنبية وإنهاء الاحتلال للأراضي العراقية . - التمسك بالوحدة الوطنية التي هي الضمانة للمستقبل الوطني . - على الصعيد الجماهيري : - ينبغي تصعيد الأعمال العسكرية والجماهيرية والارتقاء بالتخطيط وتطويره ، وعدم الاكتفاء بالانتصارات الجزئية . ينبغي أن يكون العمل مستند إلى برنامج العمل اليومي للانتفاضة ، ومن الضروري إعداد الجماهير لعمل طويل وشاق يشهد إلى جانب الانتصارات بعض الإنكسارات والصعوبات ، لكنها لا ينبغي أن تضعف من همة وعزم الجماهير على تحقيق النصر النهائي . - على الصعيد الإداري :- لابد أن تتحول اللجان الشعبية الثورية في المدن إلى هيئات للسلطة الوطنية الشعبية ، وأن تأخذ على عاتقها الاهتمام بالجانب الأمني والمعيشي للناس ، بما يؤمن المتطلبات المعيشية للجماهير ولجيش الانتفاضة ، والضرب على أيدي المضاربين وكل من يحاول الاعتداء على الممتلكات العامة . - من الضروري الاستفادة من الظروف العربية الدولية العامة لتنشيط التحرك الدبلوماسي ، واستغلال ما يعانيه النظام من عزله خارجية خانقة جراء سياساته المغامرة ، وتعريضه المنطقة للخطر ، وما أدى ذلك إلى إحكام القبضة الأمريكية عليها . يا أبناء شعبنا العراقي العظيم !! لقد بتم على أعتاب النصر العظيم ، النصر النهائي ، الذي سيكون فاتحة عصر جديد في العراق والمنطقة العربية وسوف يزلزل انتصاركم كل عروش الاستبداد والتخلف والدكتاتورية ، وستخفق راية الحرية والديمقراطية على ربوع العراق في ظل نظام وطني ديمقراطي ، يحصل فيه الشعب الكردي على حقوقه القومية المشروعة ، وتتمتع الأقليات القومية الأخرى بحقوقها الثقافية والإدارية . إلى الأمام يا شعب الانتفاضة ، فالنصر قريب . ولتسقط الدكتاتورية الفاشية الغاشمة . ولتخفق عالياً رايات الديمقراطية والتحرر . ( الشيوعيون العراقيون ) 15 . 3 . 1991
#أحمد_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتفاضة ..التجربة والدروس - القسم الثاني
-
الانتفاضة الوطنية .. التجربة والدروس
-
توقعات كبيرة وأمنيات صغيرة في العام 2005
-
مدينة الموصل خط أحمر وطني وملتهب .
-
بطاقة للناس والوطن
-
الشهيدان الخالدان سحر أمين منشد وصباح طارش ( ثائر ) . نجمان
...
-
دعوة : من أجل كتابة وتوثيق تاريخنا الوطني اليساري ، من اجل ك
...
-
السجون والمعتقلات الرهيبة وبارقة أمل مغربية وسط الليل البهيم
-
تطورات الوضع السياسي والأمني بين الإرهاب والإنتخابات وحمى ال
...
-
نحو تدقيق المصطلحات والمفاهيم والمقولات السياسية . النظام ال
...
-
الإعداد والتحضير للعمل الفكري والسياسي في الماركسية . مهزلة
...
-
الأهوار : طائر الفينيق الذي عاد إلينا من زهرة الرماد والوجع
...
-
الشهيد مناضل عبد العال موسى / مؤيد
-
كلمات في عشق النساء . نص من أدب الرسائل
-
الرعب ، الصمت ، العار . قضيتان من باريس وبغداد
-
اليسار الجديد والقضايا الفكرية والسياسية والإعلامية ، بمناسب
...
-
بشتآشان الجرح المفتوح والملف المغلق !!
-
عن المبادرة الوطنية والإنتخابات وقضايا أخرى
-
رسالة الى الفدائية البطلة لويزه أحريز
-
عرس واويه في شرم الشيخ ، وأشياء أخرى
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|