|
الكومبيوتر ديناصور متعدد الرؤوس ..!!
جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1129 - 2005 / 3 / 6 - 11:03
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
مسامير جاسم المطير 842 هذا زمان الكومبيوتر الكبير والصغير وكومبيوتر الجيب أيضا . الشركات التجارية والصناعية الكبرى والصغرى تراقب وتعيد على مدار الساعة صياغة أنشطتها المختلفة ، المالية والإنتاجية والتسويقية ، على ضوء معطيات الكومبيوتر..! حتى الأحزاب السياسية تستخدم الكومبيوتر لمعرفة الكيفية التي تدور بها عجلة العمليات السياسية والمناورات والصفقات بشأنها في الدولة والبرلمان وفي مجالس الشيوخ أيضا ..! كل شيء في هذا الزمان يعتمد على الكومبيوتر لما يوفره من إمكانيات الاطلاع السريع على أي شيء في العالم كله حتى المكالمات التلفونية صار الكومبيوتر يوفرها لمستخدميها مجانا .. حتى الرسائل يمكن تبادلها بأسرع من البرق مجانا ..!كل مدير تنفيذي في شركة رأسمالية وغير رأسمالية يمتلك كومبيوتر أو كومبيوترات..! كل زعماء الأحزاب السياسية يعتبرون الكومبيوتر عصبا رئيسيا في التعبئة الانتخابية و السياسية ..! ينطبق هذا الكلام على الجالسين في المكتب والبيت والطائرة والباخرة حتى رجال الدين وعلمائه في الغرب صاروا مثل أساتذة الجامعات يقتنون الكومبيوترات الشخصية لمختلف الأغراض اليومية ..! حتى الشيخ أسامة بن لادن وأصحابه ومعاونيه من أمثال أيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي انتموا منذ زمان طويل إلى مملكة الكومبيوتر المتحدة رغم وجودهم في قلاع ومخابئ ليس فيها كهرباء ولا ماء ..! بالعكس تماما من كثير من قادة العراق الديمقراطيين الذين يعتبرون الكومبيوتر ديناصورا يجب تجنبه ..! كثير من القادة الديمقراطيين العراقيين يتحاشون الكومبيوتر بل يخافون منه ويعتبرونه نوعا من " الهيدراصور" المتعدد الرؤوس فيظلون قابعين خلف الأسلاك الشائكة حتى في الأوقات التي يكون فيها مطر الهاونات خفيفا في المنطقة الخضراء ..! هؤلاء وأمثالهم من الوزراء والمدراء الخائفين من الكومبيوتر لا يعلمون ان الكومبيوتر صار قادرا على طرد الخوف من أعماق النفوس حتى في أشد الأوضاع ظلاما ً..! المثال على دور الكومبيوتر في التغلب على الخوف قدمته قبل أسبوعين شابة بريطانية عمرها 28 عاما اسمها ( ألين ماكارثر ) التي دارت حول العالم " وحيدة " في زورق شراعي بلا حماية مسلحة وبلا طباخ أو نفـّاخ . استغرق دورانها 71 يوما و14 ساعة و18 دقيقة و33 ثانية وقد سجلت رقما قياسيا عالميا جديدا في عالم الشجاعة وقد حصلت هذه الشابة مالا حلالاً قدره ستة ملايين باون إسترليني وحصلت على تكريم خاص من الملكة البريطانية التي منحتها لقب ( مدام بريطانيا العظمى ) ومنحتها إحدى الجمعيات البحرية البريطانية لقب ( سيدة البحار ) . حين سألتها إحدى الصحفيات : - كيف قاومتِ الخوف وأنتِ تواجهين الظلام الدامس وأمواج البحار العالية والعاتية .. وكيف كنت ِ تتعرفين على خرائط السير والاتجاهات ..! ابتسمت ألين ماكارثر : - انه الكومبيوتر .. كان هو صديقي ورفيقي ومرشدي ومعلمي ومساعدي الأول والأخير ، بل هو صانع المعجزات عندما تعلو الأمواج ويشتد الظلام .. ثم ختمت تصريحها: - الزمن يتغير ويقصر بواسطة الكومبيوتر حتى في أعالي البحار..! الزمن يتغير .. ويصبح تاريخا كاملا في كل مكان إلا في العراق .. فلا الوزراء ولا الأحزاب ولا القادة السياسيون ولا رؤساء القوائم الانتخابية ولا رؤساء تحرير الصحف لديهم قناعة بأهمية الكومبيوتر حتى المرجعية الدينية لا تستخدم الكومبيوتر فيظل الكثير من هؤلاء وأولئك لا يعرفون الفرق بين صندوق الكومبيوتر وصندوق التفاح أو ألبوم الصور ..! أحسن نموذج لاستخدام الكومبيوتر في العراق الجديد : كمثال لا للحصر ، تجده في موقع وزارة الهجرة والمهجرين وهو مخصص لصورة السيدة الوزيرة وتقرير تفصيلي عن سيرتها الذاتية( أطول سيرة ذاتية في العالم ) التي حفزتني بعد قراءتها لترشيحها لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة بعد المسيو كوفي عنان عن أطروحتها في الوزارة خلال ثلاثة أرباع السنة قضتها في العطالة والبطالة والبسترة والقسطرة والقشمرة لترويج نظريتها " الباسكالية " القائلة : يا علماء العراق لا تعودوا..! السيد وزير الاتصالات المسئول عن التلفونات الأرضية والموبايل والانترنيت هو الوزير الوحيد الذي يعتمد على كومبيوتر صغير في مكتبه يشتغل بالترانزستور يجمع له الأخبار يدويا ليضعها أمام السيد الوزير وقد توصل إلى كتابة تقرير بالطريقة الضوئية المجهرية لا عن سوق المزاد السري و الرشاوى في الوزارة الموقرة بل عن السيرة الذاتية لهذا المدير أو ذاك تماما كما كانت تفعل ترانزستورات النظام البعثي السابق لعنه الله إلى يوم الدين ..!! تغلبت أخبار الترنزسترات على أخبار الصمامات وقد اتخذ السيد الوزير حفظه الله قرارا بإقالة مدير عام الوزارة لان المعلومات المؤتمتة تشير حسب تقرير " الترانزستور السري " ان المدير العام المسكين هو رجل من " الخطرين" على الوزارة وتم تعيين مدير عام بديل وهو من البعثيين الأصليين ..! لم يأبه السيد الوزير بما قالته الإحصائيات والبيانات الأمنية المجدولة عن تاريخ المدير العام المقال حيث اعتقل عدة مرات في العهد الصدامي المقبور بعد إعدام شقيقه وهو لا بعثي ولا هم يحزنون ..! هكذا يقضي الوزراء أوقاتهم لإعادة أعمار العراق استنادا للترانزستور ..! ليس الترانزستور آخر اختراع يا سيدي الوزير الحكيم فلقد تطور العالم وصار بالإمكان توصيل كابل خاص من نوع " بسيجا " لتوفير نظام الألعاب ( Game System ) يوفر ماكينة ألعاب بسيطة لقضاء الوقت كما يفعل أولاد وبنات المدارس الابتدائية في هولندا ، والسلام على التلفونات والكابلات فليس من مهام السيد الوزير التصرف بمصائر الخدمات التلفونية والانترنيتية من على الكراسي الوزارية الأوتوماتيكية ..! سادتي الوزراء والرؤساء والقادة : أحسن صديق للحوار معكم هو الكومبيوتر .. لا يتفوق على أحد ولا يتفوق عليه أحد بل يسير مع مستخدمه إلى أمام بلا ترانزستور ..! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بصرة لاهاي في 4 – 3 – 2005
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يولد الغضب من سوء الفهم ..!!
-
إعادة أعمار العراق .. ماء في غربال ..!!
-
عوافي أيها الوزراء الراحلون ..!!
-
مسامير جاسم المطير 839
-
حكة كرسي الوزارة ..!!
-
ديمقراطية للكَشر ..!!
-
أيها العاشقون تعلموا فن التقبيل ..!
-
دراكولا من موسكو إلى بغداد ..!
-
قادة وملوك ليسوا من صنع الخيال ..!
-
وداعا أيها الوزراء - المؤقتين - ..!
-
عجائب الدنيا في برج الأسد ..!
-
من فاته قطار الحكومة السابق يريد أن يستوزر في اللاحق ..!!
-
إنه الحب في عيد الحب أيها العاشقون ..!
-
مرينه بيكم حمد واحنه بسفارة ليل ..!
-
بين سًهيلة الانكَليزية وسُهيلة العراقية ..!
-
عتاب ديمقراطي إلى بعض المرجعية الشيعية ..!!
-
قناة الجزيرة معروضة للبيع في سوق مريدي ..!!
-
مسامير جاسم المطير 824
-
مسامير جاسم المطير 823
-
من مايكل جاكسون إلى صدّام حسين ..!
المزيد.....
-
مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا
...
-
في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و
...
-
قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
-
صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات
...
-
البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب
...
-
نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء
...
-
استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في
...
-
-بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله
...
-
مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا
...
-
ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|