|
تحالف المليارديرية مع اليسارية شكل آخر من إبداعات الأمن
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 15:11
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
إذا كان قصر عمر ثورة 2011 ، و التي ماتت و فشلت بسبب السذاجة الثورية التي إتصف بها أغلب المشاركين بها ، لم يتح للسلطة المباركية أن تكشف عن كل إبداعاتها الفكرية التي أعدتها لإحباط الثورة ، و إن كانت الثمانية عشر يوما الخالدة سمحت لها بأن تكشف عن مدى دمويتها ، فإن عهد طنطاوي ، و ما إنقضى من عهد مرسي ، كشفا عن الإبداعات العقلية للمباركيين الأمنيين في محاولاتهم العقيمة لإعادة الزمن للوراء .
تحدثت في يوم الجمعة الثاني عشر من أكتوبر من هذا العام ، 2012 ، عن واحد من تلك الإبداعات التي تفتق عنها ذهن السلطة المباركية ، التي لازلت لها اليد العليا في إدارة شئون مصرنا ، و ذلك في مقال : السلفي المودرن وجه من إبداع الأمن ، و كيفية التعامل مع السلفيين الأمنيين .
اليوم أريد أن أتحدث عن إبداع آخر لنفس الجهة ، و هو إبداع يندرج تحت باب الإبداعات الأمنية المباركية السياسية ، و يجمع المتناقضات ؛ إنه تحالف الرأسمالية مع الشيوعية و الإشتراكية ، أو تحالف المليارديرية مع اليسارية .
إنه تحالف ظهر قبل إنتخابات البرلمانية التي جرت في عهد طنطاوي الدموي ، و خاض الإنتخابات البرلمانية ، و بالطبع مني بخسارة فادحة ، و الخسارة كانت بالتأكيد منطقية ، و كذلك متوقعه ، على الأقل بالنسبة للواعين سياسيا ، و ليس للجهة الأمنية التي هندست ذلك التحالف و سوقته للشعب .
هزيمة منطقية لتحالف جمع النقيضين ، تماما كما إجتمعت الأحزاب السلفية مع العديد من التيارات الليبرالية ، على تأييد أبو الفتوح في الإنتخابات الرئاسية التي أتت بمرسي رئيسا لمصر ، بعكس المنطق الذي يقول إنه لو كانت تلك الأحزاب سلفية حقا لألقت بثقلها في كفة مرسي بدون تردد لترجحها ، أو قاطعت الإنتخابات الرئاسية برمتها لعدم وجود من يمثلها حقيقة .
و لكن هل كانا نقيضان فعلا ؟؟؟
أيديولوجيا هما نقيضين ، كان راعي ذلك التحالف رأسمالي كبير ، فاحش الثراء ، و أحد الأطراف يمثل العديد من التيارات اليسارية ، من الإشتراكية إلى اليسارية ؛ لكن كان هناك و لازال ما يجمعهما ، و يمثل لهما ما هو أكبر من الأيديولوجيا ، و الكلام النظري ، إنها المباركية .
كل أطراف ذلك التحالف كانت ، و لازالت ، جزء من المباركيين ، و إن كان كل واحد منهم له المربع الذي يقف فيه ، كما تقف قطع الشطرنج ، و كل منهم يعرف دوره الذي يمثله أيديولوجيا ، و دوره المرسوم في اللعبة الأمنية ، تماما كما يعرف السلفيون الأمنيون دورهم المرسوم لهم جيداً .
لا أريد أن يفهم أحد أن حزب كل مصر - حكم ، حزب ضد إقتصاد السوق الحر ، أو ضد الثراء ، فحزب كل مصر - حكم لا يمانع في أن يكون هناك أثرياء ، أو حتى فاحشي الثراء ، مادام ذلك الثراء جاء بالطرق القانونية ، على أن تكون القوانين عادلة ؛ دون أن يكون في ذلك تناقض مع بقية مواقف الحزب المساندة لبقية الطبقات الإقتصادية - الإجتماعية ، و مساندته لأصحاب الأعمال الصغيرة ، و دعمه للضعفاء و المحرومين .
و منعا لأي لبس أو تشويه ، فإن موقفنا في هذه القضية الهامة ، و أعني القضية الإقتصادية - الإجتماعية ، واضح تمام الوضوح ، و ذلك في الوثيقة الأساسية للحزب ، و التي خرجت من السر إلى العلن منذ أكثر من خمسة أعوام ، و تحديداً في أكتوبر 2007 ، تحت عنوان : هذا هو حزب كل مصر ؛ و توجد كتسجيل صوتي في يوتيوب في أحد قناتي حزب كل مصر - حكم ، و عنوان القناة :
ppslv .
لكن لماذا أتحدث اليوم عن ذلك الإبداع الأمني ، و هو تحالف الرأسمالية مع الشيوعية و الإشتراكية ؟
لقد فتحت ذلك الموضوع اليوم ، و تحديداً في صباح الأحد الحادي و العشرين من أكتوبر 2012 ، لسببين .
لم أفتح ذلك الموضوع لمجرد الحديث عن التاريخ ، و لو كان ذلك التاريخ قريب جداً لم يكمل عام ميلادي واحد ، و لكن للحاضر و المستقبل .
الحاضر ، يكشف لنا أن أسلوب جمع المتناقضات لازال قائم ، كما رأينا في مظاهرة أول أمس الجمعة ، التاسع عشر من أكتوبر 2012 ، حيث عملاء الأمن الإبريليين ، الذين سبق أن ايدوا البرادعي الليبرالي و الداعية السلفي المودرن ، و طالبا بهما في الربع الأخير من العام الماضي في مجلس رئاسي ، و تأسست جماعتهم أصلا لتخدم النظام المباركي ضد عمال المحلة الكبرى في إضرابهم الشهير و البطولي في إبريل 2008 ، و ذلك بإلقاء الغطاء على إضراب المحلة و تحويل الأنظار للقاهرة ، إجتمعوا ، أي الإبريليين ، مع الثوريين الإشتراكيين و بقية التنظيمات اليسارية من إشتراكية و شيوعية ، ليجتمعوا كلهم مع الناصريين ، على الرغم من العداء التاريخي بين اليسار الحقيقي ، من الديمقراطيين الإشتراكيين ، و الإشتراكيين الديمقراطيين وصولا إلى الشيوعيين ، من جهة ، و الناصرية من جهة أخرى .
لكنهم إجتمعوا في التحرير أول أمس ، و إن غاب عن تلك التوليفة الأمنية ، السلفيين الأمنيين ، ربما نتيجة أن الأمن تلافى ذلك بعد مقال : السلفي المودرن و جه من إبداع الأمن ، و كيفية التعامل مع السلفيين الأمنيين ، و الذي كتبته و نشرته في الثاني عشر من أكتوبر من هذا العام ، 2012 .
بالنسبة للمستقبل ، الأطراف التي شاركت في التحالف الرأسمالي - اليساري لازالت موجودة على الساحة ، و هناك إنتخابات برلمانية ستقام ، ربما العام القادم ، 2013 ، و هناك تحالف أعلن عنه يجمع هؤلاء الذين شاركوا و أيدوا تحالف النقيضين ، أو العدوين اللدودين ، الرأسمالي مع اليساري ، أو التحالف الأمني المدني .
هذا المقال هدفه الأساسي هو تنبيه المواطن الذي يريد التصويت لليسار ، لحقيقة هؤلاء الذين يخدمون الأجهزة الأمنية ، فلا يضيع صوته هباء ، و حتى لا ينخدع بتلك التحالفات التي تشكلها الجهات الأمنية من عملائها في المعارضة ، أو بقول آخر : حتى لا يصب صوته في صالح الجهات الأمنية المباركية التي تدير كل تلك الأطراف .
رسالة للشعب المصري تعد جزء من المقال : تحاول الجهات الأمنية المباركية منذ شهور تشويه حزب كل مصر - حكم ، من خلال إستعمال جزء من اسم الحزب ، بأشكال مختلفة ، على لسان أطراف تابعة لها ، مرة كانوا من مؤيدي شفيق ، و مرات على لسان بعض تنظيماتها الشبابية و بعض أحزابها اليسارية و المدنية ، أو بوضعه كأسم لبعض أدواتها الإعلامية ، و نحن كحزب نعلن إنه لا علاقة لنا بهؤلاء ، و لا بتلك الوسائل الإعلامية ، و تاريخنا النضالي واضح ، و مواقفنا واضحة ناصعة ، و وسائلنا الإعلامية للآن محدودة لا تتعدى مدونتين في مكتوب ، و مجموعات في جوجل ، و قناتين في يوتيوب ، و بضع صفحات في فيسبوك ، و حسابات قليلة في تويتر ، و نشر المقالات في أحد المواقع المعروفة ؛ و قد قررنا أن نبدأ أولى خطوات تسجيل حزب كل مصر - حكم هذا الشهر ، أكتوبر 2012 ، كما أعلنا عن ذلك سابقا مراراً ، و ذلك للوصول مباشرة للمواطنين ؛ فلا تسمحوا لخبثاء الأجهزة الأمنية التي لازال يديرها المباركيون بتضليلكم .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
الأحد ، الحادي و العشرون من أكتوبر 2012
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برلمان جديد بالقوائم على المستوى الوطني من أجل دستور جديد
-
ثلاثة أسباب خبيثة وراء مظاهرات ما بعد المائة يوم
-
السلفي المودرن وجه من إبداع الأمن ، و كيفية التعامل مع السلف
...
-
ثورة 2011 المصرية ثورة معنوية فقط من حيث النتائج ، و ينتظر ث
...
-
القوائم على المستوى الوطني هي في صالح الشعب المصري
-
جمهورية الجزيرة العربية ستصدر النفط و ستنعش الإقتصاد العالمي
...
-
مرسي ليس إلا دمية في يد المباركيين ، و الدمى لا يمكن أن تدعم
...
-
لم يكن غضبهم من أجل رسول الله
-
الإخوان إلى تمرد داخلي ، و الأحزاب الحقيقية إلى ظهور
-
دولة آل سعود ستصبح جزء من الإمبراطورية الإخوانية
-
إنهم يتلاعبون في الإنتخابات من المنبع ، و مرسي يقر إستخدام ا
...
-
إنهم يتلاعبون في الإنتخابات من المنبع ، و مرسي يقر إستخدام ا
...
-
يا مرسي إحترم شهداء الثورة السورية و كل شهداء ربيع العرب
-
رفض تبني نظام القوائم على المستوى الوطني لإنتخاب البرلمان هو
...
-
قلادة النيل لطنطاوي دليل آخر على زيف مرسي ، و الجيش ليس من م
...
-
ربيع الإخوان لإحتواء ربيع العرب في مصر و المشرق العربي
-
مجلس الشعب بالقوائم على المستوى الوطني يجب أن يكون المعركة ا
...
-
لأن علينا أن نجتاز المرحلة الإخوانية قبل الوصول للديمقراطية
...
-
السذاجة الثورية سبب فشل ثورة 2011
-
أول قصيدة مرسي كفر بالثورة التي أتت به رئيساً لمصر
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|