إيجارات المباني للمؤسسات الحكومية

زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 10:28
المحور: المجتمع المدني
    

في بغداد ، الكثير من المبان التي كانت قبل حين من الزمن متكاملة وبجمالية كبيرة وبأطلالة زاهية ، إلا أن ما ان أمتدت اليها يد "الحوسمة" ، منذ ما يقارب العقد من الزمن ، حتى انتابتها موجة التدمير الذاتي فأنتقلت لتصبح هياكل كونكريتية ومنها الى مزابل ومنها الى "مبولة" ، حيث تفوح منها رائحة كريهة جداً على الرغم من أنها هي تشغل أماكن مهمة في المدينة .
من جانب آخر ، دأبت الكثير من المؤسسات الحكومية على تأجير بنايات كثيرة ، مختلفة الأشكال والأحجام ، ليشغلها موظفوها بدوائرهم ، ومع مئآت الدوائر التي أستحدثت بعد عام 2003 وتلك التي دمرت بفعل الحرب ، نتوقع أن يكون حجم المبالغ التي أستنزفت لدفع مبالغ الإيجارات كبيراً جداً مع ما نعتقده من فساد قد ي
رافق تلك العملية المهينة لبلد مثل العراق .
فعلى سبيل المثال هناك مبان في شارع الجمهورية ، من أهم شوارع بغداد ، ملاصقة لبدالة باب المعظم ، التي أصبح موقعها اليوم بركة آسنة ، تحول الى نموذج مصغر لحجم الدمار الذي لحق بمثيلاتها من تلك البنايات وأعتقد أن دائرة عسكرية كانت تشغلها ، شؤون المحاربين ، سابقاً ، ومبان كبيرة أخرى في بغداد تشغل مساحات كبيرة ولها إطلالات مهمة على شوارع مهمة في المدينة تنتظر أن تمتد اليها يد الأعمار وإعادة البناء ، كذلك فأن بناية مطبعة دار الحرية الجميلة الواقعة في باب المعظم أمام مديرية الوسائل التعليمية ومبان أخرى كبيرة ومهمة حياتنا لا نرى مبرراً من أن تترك هكذا بلا " إعادة إعمار" حقيقي بعيداً عن الإسفاف والإفساد فليست جميع المبان يمكن إعادة إعمارها فمنها من أنتهى عمرها الأندثاري مما يتطلب قلعها وإعادة بناء بناية جديدة .
إن كلفة الإيجار التراكمية للبنايات المؤجرة لصالح المؤسسات الحكومية ، عالية جداً يتطلب معها وضع حداً وسقفاً زمنياً للتخلص من عملية التأجير تلك وتوفير جزء من مبالغ الإيجارات لدعم إدامت البنايات وجماليتها.

#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات