|
الفكر الغيبي هو افيون العقل والدين مصدره
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 14:43
المحور:
المجتمع المدني
كيفية التخلص من الادمان على الدين
التدين هو وسيلة يلجأ اليها اصحاب العقول الكسولة التي لا تريد ان تبذل جهدا في التفكير للبحث عن الحقيقة واستكشاف الاشياء وفهمها بجوهر تكوينها الايمان هي حالة الخمول الفكري والسكون والاستسلام للخيالات والاوهام التي لا تحتاج لاي جهد فكري وهو حالة اخذ الافكار الجاهزة على شكل مسلمات غير قابلة للبحث والفهم والاستيعاب كي لا تحتاج الى جهد فكري العقل المؤمن هو عقل ساكن خامل متراجع منسحب من مواجهة الحياة وتحدياتها والخوض في غمارها وهو العقل الذي يبحث عن وجود يحقق به ذاته غير الحيز الطبيعي الموجود به موضوع الحياة العقل المؤمن نظرا لخموله وانسحابه من حراك الحياة فهو محدود القدرات الذهنية ولا يمتلك خبرة التمرس والمهارة في ادارة الشؤون الحياتية ولذا يتصف صاحبه بالخوف من المجهول وكون معظم الاشياء في الحياة بالنسبة له مجهولة لانها خارج نطاق استيعابه وفهمه وخبرته ومعرفته وعلمه فهو يخاف من الحياة عموما وكما هو معروف بعلم النفس ان الخوف سبب للعدوانية والتسلط والارهاب لذا فان المؤمن عدواني ومتسلط وارهابي بسلوكه ولا يردعه ضميره في ممارسة هذا السلوك كونه يفتقد للضمير الانساني الراقي بسبب عدم امتلاكه لتقنية الحياة وعليه فانه يحتاج لقانون وضعي نظامي انساني يكون بيد السلطة الحاكمة كي يحدد له سبل حياته وشروط مسيرته ونظام معيشته ويوجهه بشكل يتناسب ويتلاءم ويتناسق ويتوافق مع المسيرة العامة للمجتمع ضمن المعايير الحضارية القائمة في الزمان والمكان اذن في حال افتقد الانسان محفزات التطور الذاتية ومحفزات الحركة الطبيعية المنسجمة مع الكون والطبيعة وافتقد بوصلة التوجه في طريق حياته ضمن حيزه الوجودي وداخل مساحة الحياة الانسانية الواجب تتبعها في سياق المسيرة الهادفة لخلق واقع حياتي افضل يحقق للانسان اقصى درجات الرفاهية والرخاء والسعادة والهناء فان على السلطة الحاكمة او ولي الامر او صاحب القرار او المدير والموجه كلهم يتحملون المسؤولية الكاملة في خلق محفزات التطور وتفعيلها في شخصية الفرد وادراة ديناميكية التواصل والتفاعل بين الافراد في نطاق اجتماعي موجه ومبرمج وهادف في طريق النمو والتطور والحداثة والرقي للوصول الى اعلى الغايات في حياة الانسان كفرد وكمجتمع ضمن هذا السياق يعتبر المؤمن انسان بحاجة الى تنمية وتطوير واعادة صياغة وصقل وتوجيه وتدريب وبرمجة وتاهيل وتوعية وتعبئة وتعليم وتربية وضبط ومن ثم اطلاقه ضمن خطة مرسومة مبرمجة على اسس علمية معرفية ومنطقية حضارية انتاجية خلاقة مبدعة ترعاها السلطة المسؤولة عن هذا الفرد فرب الاسرة او الام يعتبر كل منهما مسؤول في هذه المهمة عن الابناء والمدرس في المدرسة ايضا مسؤول عن الطالب والمدير في المؤسسة مسؤول عن الاعضاء وهكذا ضمن تسلسل المسؤوليات للوصول الى راس السلطة الحاكمة فهو مسؤول عن الافراد والمجتمع والمقصد من هذا الاستعراض هو ان الايمان حالة مرضية تؤدي بالانسان للخروج عن المسيرة الطبيعية لحياة المجتمع الانساني بمعنى ان المؤمن معاق يسبب الاعاقة لنفسه وللمجتمع المحيط به عن النمو والتطور والرقي والسير قدما للوصول الى الغايات الانسانية الحضارية العليا ومن الناحية المنطقية فان المريض بحاجة الى علاج حسب تشخيص حالته وليس من المنطق اقصاءه او اهماله لان الاقصاء يؤدي لخسارته فيما لو كان سليما والاهمال يؤدي الى تفاقم مشكلته والتسبب بالاذى الاكثر للمجتمع من حوله كما هو من المخالف لمنطق الحياة وقانون الطبيعة اعدامه والتخلص منه الايمان هو حالة عقلية تعطي نتائج مسلكية معاكسة لمنطق الحياة السليم والطبيعي اذن هو حالة غير طبيعية وهو اشبه ما يكون بحالة السكر او حالة التخدير تحت تاثير مخدر ومن هنا يستوجب اولا ابعاد مادة المخدر او السكر عن متناول اليد ووضع حدود مانعة لاستعمالها مرة ثانية او وضع قانون يحدد استعمالها بشكل لا يؤدي الى حالة شاذة او خارجة عن السياق الطبيعي للحياة الانسانية الدين هو المادة المجانية المتوفرة بكثرة في كل مكان لدى متناول عشاق الايمان المدمنين على الفكر الغيبي الايماني وتعتبر المقدسات لهذا الصنف من الناس بمثابة لفائف حشيش تسكر رؤوسهم وتسبب لهم المتعة في الحياة والغبطة والسرور والاطمئنان للوهم فيستسلمون لاوهامهم ويركنون لاحلامهم وينزوون تحت عباءة الدين في حجرات الايمان المغلقة والغيبيات الثابتة المقدسة الغير قابلة للفتح والاستكشاف والنقاش كونهم لا يمتلكون قدرات الفهم والاستيعاب العلمية او كونها مغلقة او ضعيفة او ساكنة لا تعمل وكل ذلك بسبب المادة المخدرة الا وهي الفكر الغيبي الخطر من الادمان على الايمان يتمثل بالعدوانية والتسلط والارهاب والادهى من هذا فان الايمان والتدين مظاهر خلقية متوارثة للاجيال اللاحقة من خلال الصبغة الوراثية ويتم تحفيزها بتفعيل نشاط الجينات الوراثية الحاملة للصفات الموروثة عليها فيكون ابن المؤمن او المتدين هو مؤمن او متدين بالفطرة فاذا ما توفرت له البيئة المعيشية المناسبة لممارسة صفاته الخلقية الموروثة سوف تظهر عليه سلوكيات هذه الصفات وما نعاني منه كمجتمع عربي اسلامي هو حالة مرضية عامة تتسم بظاهرة التدين والايمان بالغيبيات وهي ظاهرة ارادية تتم باختيار الافراد لممارستها كنوع من الادمان الذهني وظاهرة ناتجة فطريا من خلال المكتسبات الوراثية عن السلف فالطريق للتخلص من هذا الوباء الاجتماعي العام يكون باحباط واسكات تفاعل الجينات الايمانية الموروثة ويكون بالامتناع عن ممارسة الادمان على تعاطي الفكر الغيبي من خلال الدين ويتم هذا كله بالحث العصبي وبتحفيز الدماغ على التفكير وبذل الجهد الدائم للفهم والاستكشاف والاستيعاب لحركة المادة وعناصر الوجود في الوسط المحيط ثم العمل على توسيع نطاق التفكير وفتح آفاق وفضاءات جديدة للتفكير ثم خلق سبل جديدة وتنويع مسارات التفكير وتشابكها وتعقيدها ثم البحث عن فلسفة خاصة في الحياة تدير عملية التفكير والاستنتاجات واتخاذ القرارات بشكل مستقل حر بعيد عن اي شروط او املاءات ثم البحث عن العلم والمعرفة في كل زاوية من زوايات الحياة ثم تفعيل وتطوير كافة الملكات الذهنية والقدرات وتنميته وخلق قدرات جديدة ومساقات حياتية جديدة متنوعة والعمل على بناء شخصية جديدة في كل موقف حياتي تتبعا لمسار الزمن قدما نحو التغيير للافضل وبعد هذا الانطلاق والتوسع والتمدد في حيز الوجود افقيا وعموديا في سياق قانون الطبيعة الحياتية وقوانين المادة ونظام الوجود وبرنامج تفاعل معادلة الحياة كل هذا الحراك بشكل متواصل ومتناغم مع حركة الطبيعة يعطي قوة للانسان عصبية وجسدية ونفسية تمنحه الارادة والسيطرة والتحكم في شخصيته ومكوناتها لتبقى بحالة مثلى وفضلى بعيدا عن اي امراض او شوائب معيقة للحياة السليمة
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثقافة هي الاساس في البناء الحضاري
-
كيف لمجتمع ان يتطور في بيئة يحكمها الدين والجهل والفقر ؟
-
الثقافة الدينية تشوه الاحاسيس الطبيعية للانسان
-
الحب بين الرجل والمراة تعبير عن قصة حضارة الانسان
-
التفكير المنطقي في اطار فلسفة المادة
-
لبنات اساسية تستعمل في بناء الشخصية
-
الاباحية مصطلح يطلقه الاسلاميون لوصف العلمانية
-
ارادة الحياة هي الدافع الاساسي للتطور والنجاح والرقي
-
علمونا ثقافة القطيع وتربينا تربية العبيد بمنهاج الدين
-
المراة لديها القدرات الطبيعية للدفاع عن وجودها
-
علمتني العلمانية كيف اكون انسانا وكيف اعيش الحياة
-
كيف يعمل الاسلام على تغيير البرمجة الطبيعية الحيوية للانسان
...
-
مقطع من سيرتي الذاتية
-
هم حلقة الوصل ما بين الانسان والقرد متخلفون وراثيا
-
رسالة من حركة العلمانيين العرب الى اجهزة الامن الفاسدة
-
صناعة الحضارة تتم بتوازي الفكر مع العمل والانتاج
-
السلطة الذكورية على المراة نزعة همجية
-
حرية المراة ومساواتها وانسانيتها واجب اخلاقي على الرجل
-
الاتصال الوجداني عن بعد بين الاحبة قدرة طبيعية ذهنية
-
اسس ومبادئ من فلسفة الحب
المزيد.....
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
-
محمد المناعي: اليوم العالمي للإعاقة فرصة لتعزيز حقوق ذوي الا
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام 3 مصريين وتكشف عن أسمائهم وما
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|