أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين عبدالله الناصر - ليسَت إسرائِيل ؛ إنّها فلسطين المُحتلّة














المزيد.....

ليسَت إسرائِيل ؛ إنّها فلسطين المُحتلّة


حسين عبدالله الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 12:40
المحور: حقوق الانسان
    


جرت العادة فى نشرات الأخبار المصرية أن تظهر فلسطين بشكل مشوه تماماً ، حيث هناك بقعة متناهية الصغر تسمى قطاع غزة ، وبقعة أخرى أكبر منها قليلاً تسمى الضفة الغربية ، بينما هناك جذع سرطانى بينهما تمتد أطرافه على هيئة مستوطنات تمزق أوصال الضفة الغربية ، وتمتد طائراته لتخترق أجواء قطاع غزة ، وتمتد بارجاته لتحاصر كامل سواحل فلسطين ، والمدهش أن هذا الكيان يعترف به المجتمع الدولى وتعترف به الدول العربية على أنه "دولة إسرائيل" .

لكن واقع الأمر يختلف تماماً ، بدون شعارات جوفاء وسنلقيها فى البحر ونسقطها فى المريخ وغير ذالك من العنتريات التى ما قتلت ذبابة ، لنرى هل بالفعل إسرائيل دولة ؟

دولة = شعب + إقليم + سيادة ..

هذة هى التركيبة الطبيعية لأى دولة ، لنطبق الأمر على الكيان السرطانى :

الشعب ؛ هو الشعب اليهودى المشتت فى كل أنحاء العالم ، من أستراليا حتى اسكتلندا ، ومن روسيا حتى البرازيل ، إذاً هو شعب تم إختياره على أساس عنصرى (على أساس الدين) .

السيادة ؛ فى الوقت الحالى تسيطر على أرض فلسطين المحتلة قوات عسكرية تخضع للكيان الإسرائيلى .

إذاً فإن معادلة قيام الدولة هنا تحتوى على السيادة عبر القوات العسكرية ، والشعب عبر إستجلاب اليهود (إنتقائية على أساس الدين) ، لكن تبقى خانة الإقليم لتصنع الخلل الواضح فى شرعية إسرائيل .

الإقليم ؛ إقليم فلسطين الذى كان منذ الأزل ملكاً للشعب الفلسطينى ، ولم يكن أبداً أرضاً خربة أو صحراء جرداء يمكن أن تقام عليها دولة بوضع اليد ، ومشاهد التهجير كافية لإيقاظ ذكريات إزاحة شعب فلسطين عن مكانه وتوطين مجموعة هجينة من أقاصى الأرض فى وطن لم يروه من قبل إلا فى خيالتهم ، بينما تُزاح العائلات التى تأصّلت كما تتأصل أشجار الزيتون وتوضع مكانها عائلات تركت منازلها فى الولايات المتحدة وموسكو لتقيم لأنفسها منازل أخرى على الأراضى الفلسطينية .

لكن ألا يكفى إعتراف الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى والإتحاد السوفيتى سابقاً روسيا حالياً بإسرائيل كدولة ؟
ألا يعتبر وجودها على الخريطة الدولية وتمثيلها فى المحافل العالمية سبباً كافية لأن نضفى عليها "نحن كأشخاص" صفة الدولة ونتحدث بملء أفواهنا لنعلن أنها دولــة إســرائــيــل ؟

فى الحقيقة لا ، لو اعترفت الولايات المتحدة وروسيا والعالم بأكمله بأن الأرض مسطحة فإن هذا لا ينفى واقع أن الأرض كروية "إهليلجية إن تحرينا الدقة" ، ولا يعنى إعتراف الحكومات بدولة ما أن هذة الدولة تتمتع بالمقومات الأخلاقية للوجود ، لأنه فى أغلب الأحيان تتحرك الإتجاهات السياسية فى تيار لاأخلاقى بناءاً على مصالح وإعتبارات أخرى ، وأعتقد أنه لو كان هولاكو خان حيّاً بيننا وأقام إمبراطوريته من الصين حتى الشام لوافقت الولايات المتحدة على أن تمنحه إعترافها بالدولة التترية العظمى مقابل بعض التنسيقات السياسية والمصالح المشتركة ، ولو أعلن الشيطان دولة لاعترفت بها الحكومات بعد إخضاع الأمور لقواعد المصلحة ، لذالك فليس علينا أن ننساق وراء الإعترافات الدولية التى تصدر من الحكومات ويتم خطّها فى إتفاقات إن أردنا فعلاً أن نسير فى خط فكرى أخلاقى .

ما الفائدة من رفضى ورفضك للإعتراف باسرائيل كدولة ؟

إجابة هذا السؤال تتوقف بالدرجة الأولى على تقديرك لذاتك كعضو فى مجتمع ، خلية فى جسد الدولة ، أنا وأنت وباقى الأفراد نمثل العصب الحقيقى لأى دولة ، نمثل الشعب ؛ لذالك فإن الرفض الشعبى هو الخطوة الأولى نحو تصحيح الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعى ، إستمرار الرفض الشعبى للإعتراف بالكيان الإسرائيلى كدولة يعمل على نزع الشرعية منها ، ربما يعد هذا حلماً بعيد المنال ، لكن هذا لا ينفى أن الأخلاقيات عموماً هى حلم بعيد المنال ، وليس معنى صعوبة الهدف أن نتخلى عنه ، وليس معنى أن نزع الشرعية عن إسرائيل عبر الرفض الشعبى لها هو إفتراض صعب أن نفقد الأمل فى تطبيقه ، لأن الخيار الآخر هو الإعتراف بإسرائيل وإهدار الحق المعنوى لعشرات الآلاف من الأسر التى تم تهجيرها قسراً من بيوتها ، وهذا هو ما لا أطيق تحمل عواقبه أمام ضميرى ، ولا يطيقه أى صاحب ضمير متيقظ أو روح حرّة .

إقرأ للإستزادة : فلسطين ~ شعب الله المرفوض ( http://dromarabolnasr.blogspot.com/2012/08/blog-post_6.html )




#حسين_عبدالله_الناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل الخليج لم يعودوا بدواً
- الخلافة الإسلامية ومستقبل البحث العلمى
- الحبيب بورقيبة | طاح الباى !!
- العلاقة بين الثورتين السوريَّة والبحرينية
- العلاقة بين الليبرالية والدين
- أزمة العنصرية فى سوريا ما بعد بشار الأسد
- كلمة السر علياء المهدى
- توقّف لحظة !
- المثقفين يخدعونكم
- لماذا أرفض مادة -الإسلام دين الدولة- ؟


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين عبدالله الناصر - ليسَت إسرائِيل ؛ إنّها فلسطين المُحتلّة