أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - قوى توحيديةٌ بين المعسكرين














المزيد.....

قوى توحيديةٌ بين المعسكرين


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الاستقطاب بين القوى التقليدية السياسية والقوى التقليدية الدينية هو نتاجُ عدم تشكل بُنى ديمقراطيةٍ تحديثية على المدى العقود الماضية، ولهذا فإن المشكلات متفاقمة وقوى الحل غائبة أو جنينية.
هناك حالة شد لحبلٍ شبه ذائب والطرفان يسحبان بقوة.
يتجلى ذلك في الدول المعرضة لتمزق هذا الحبل الوطني مثل سوريا.
الذين يشدون جهة المذهب المُسيّس يركزون على السياسةِ المقطوعةِ الصلاتِ بإصلاحِ أحوال الناس. فيُفترض من حزب جهادي ظهر من بين العامة أن يركزَ على تغيير أحوال الفقراء وإحداث نقلة اقتصادية ثقافية في أحوالهم، لكن عندما يركزُ على العمليات العنيفة والمجابهات على مستوى المنطقة والوطن تتأزم سياسته ويُوضع الشك على تمذهبه معاً.
تطور المذهبية السياسية هنا لم تكن على أسس جماعية حسب أغلبية المراجع، والسياسة الخاصة اختطفتْ المذهب، وهي لها جدول أعمالها في المجابهات المستمرة، ونجد الآن أن ثروات بشرية ومادية هائلة تضيع في سوريا كمثالٍ صارخ.
في الجانب السياسي التقليدي نجدُ الأحاديثَ الكثيرة عن التغييرات وخدمة الناس ولكن على الأرض لا نجد شيئاً كبيراً من ذلك، فالقوى التقليدية السياسية القديمة لها طرقها في تحريك الأعمال والاقتصاد والثروات، فهنا لا معلومات حقيقية دقيقة، لكن المتابعة العامة على مدى سنواتٍ تكشفُ إن موازين الثروات في البلدان العربية ذات السياسات التقليدية لم تتعدل، فالثروات تصاعدت لدى البعض والذي يتبدى بشكل تضخم أعداد المليونيرات وتضخم أعداد الفقراء، وبشكل ترحيل الثروات للخارج وتصاعدها المخيف في الصناديق الغربية، ولا نجد من بشائر الديمقراطية المحاسبات وكشوفَ الثروات إلا ضد رجال العهد البائد، وفي السياسات التنفيذية المعبرة عن هذه الرؤية نجد الارتباك والأسواق في حالات تضاد واضطراب والأسواق محددة المصالح مُسبقاً وليس فيها خطط أو نمو عقلاني.
الأجهزة والأدوات التنفيذية والإصلاحية لا تصل لضبط هذه الخرائط المنفلتة من التخطيط والسيطرة البرامجية التحولية الهادفة.
وقد رأينا أحجام ثروات المسئولين بعد الثورات العربية أغلبها في مواسير صدئة لا تثري شيئاً في المجتمع ومركونة جانباً أو تحصل على عوائد ثم هرب أغلبها في زمن الاضطرابات، فالثورات ذاتها هي نتاج العقليات السياسية التقليدية الدينية والتحديثية المفترضة. فالقوى التي تمثل البديل هي ذاتها تنتمي للقوى التقليدية الدينية المنافسة للقوى التقليدية السياسية الحاكمة.
فهي ليست نتاج تراكم للقوى التحديثية النزيهة التي تكون قد دخلتْ في علاقات تغيير للناس بشكل صناعي مغير لحياة المجتمع، ولهذا فإن مستويات العلوم الاجتماعية خاصة القارئة للأوضاع لديها سلبية، ولا تعرف طرق سير التاريخ وكانت قد كرست مصالحها الضيقة القريبة.
على مدى عقود انتقلت قوى دينية من الحروب والمواجهة إلى أن تكون معبرة عن القوى المدنية التحديثية بصورٍ ليست عميقة، وكان ذلك انفصال لها عن التطرف الديني، والمواجهات المسلحة، وأخذت تقارب بعض التقارب الوعي الغربي، لكن عدم تلاحمها مع القوى التحديثية العلمانية مثّل نقطة ضعف فيها أدت إلى تبعثر قوى التغيير وصراعاتها.
قوى التوحيد المفترضة قوى موضوعية، ترى الأخطاء والايجابيات فتعرضها في كل قوة سياسية اجتماعية، وهي تهتم بالوقائع ومصالح الناس ومشكلات الواقع وتبحث عن الحلول ودفع الواقع للحركة، لا أن تقف في موقف معارض أزلي أو موقف تابع أزلي، وهذه ممكن أن تكون من اليسار واليمين، من المرجعيات الدينية والعلمانية، والبحث عن إصلاح الواقع وتطويره هو الجسر الذي يوحد الأطراف المهتمة بالتقدم.
من الممكن أن تقدم البلدان التي اكتسبت قوى توحيد فاعلة مغيّرة لأحوال الناس مثل تونس والمغرب نموذجاً، فالألوانُ الايديولوجية لم تكن هي الأساس في التوحد، فهنا يمينٌ ديني ووسط علماني ويسار، لكن البرامج المشتركة لتغيير الواقع قرّبت هذه القوى، وشكلتْ تحالفاً ديمقراطياً جمعَ أطرافاً كثيرة، بين قوى المُلكية وقوى العمل، في زمنِ السيولة الاجتماعية الراهن، وعدم وجود الاصطفاف الاجتماعي الكبير المقام على تطور الصناعة والثقافة، وبين الطبقة المالكة والطبقة العاملة، لكن هذه التحالفات تمهدُ لتحولات العيش وأسس الحداثة، وتحتاج لفترة تحول يُفترض أن تحافظَ فيها الأحزابُ على إنشاء قواعدِ الصناعة الواسعة وازدهار الاقتصاد، ثم بعد ذلك تختلف هذه الأحزاب حسب رؤاها والمصالح التي تمثلها.
في شمال إفريقيا المقاربة أكبر، من المشرق المشحون بالفسيفساء الدينية والمذهبية والتطرف والإلغاء المتبادل، لكن تجارب دول شمال إفريقيا ستكون طليعية لوعي ونموذج الديمقراطية في الوطن العربي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجاوزُ التطرفِ المحافظ
- الأزماتُ والتحولاتُ
- التوحيدُ والتطورُ السياسي (2- 2)
- التوحيدُ والتطورُ السياسي
- سذاجةٌ سياسيةٌ
- البيروقراطية والديمقراطية
- انتهى زمنُ العمالِ الآليين
- كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- صراعٌ طائفيٌّ متخلفٌ
- الإخوانُ والرأسمالية الحرة
- الطائفية وتدهور الثقافة
- صراعٌ طائفي إقليمي
- التطورُ الاقتصادي السياسي في الخليج
- الأجهزة والتجارة
- العسكرُ والقومية
- ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)
- ولاية الفقيهِ والقاعدة (١-٢)
- القيمة في التوحيد
- بنتُ الشاطئ وأبوالعلاء المعري
- تحرك عربي ماركسي ديني (٢-٢)


المزيد.....




- هكذا كشفت المغنية ريانا عن حملها الثالث في حفل -ميت غالا-
- فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على ...
- حزب -الحلم الجورجي- الحاكم يختار رئيسا جديدا له
- كينيا.. الحكم على سارقي 5000 نملة إفريقية بأقصى عقوبة
- إطلالة -جريئة- لمغنية البوب ليزا في ميت غالا
- في أول مقابلة منذ مغادرته البيت الأبيض، بايدن لبي بي سي: ترا ...
- حماس تنعى القائد في كتائب القسام خالد الأحمد إثر غارة إسرائي ...
- شركات وادي السيليكون تتسابق لإطلاق السيارات الطائرة.. لماذا؟ ...
- خسائر -ضخمة- بمطار صنعاء وقتلى في غارة إسرائيلية على غزة
- مراسلنا: عشرات القتلى والجرحى في قطاع غزة وارتفاع قتلى مدرسة ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - قوى توحيديةٌ بين المعسكرين