زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 12:12
المحور:
المجتمع المدني
كلّ شيء في الطّبيعة وفي الحياة يكبر وينمو مع الزمن حتى الجماد ، فالمحروقات تقفز وتشتعل ، ورسوم التأمينات تكبر وتنتفخ ، والضرائب تسمن ، والأسعار ؛ أسعار المواد الغذائيّة وغير الغذائيّة تشرئب.
الكلّ يكبر الا " قعودنا" كما كانت تقول جدتي رحمها الله:
" كلّ الجِمال محمّلة إلا أنت يا قعودنا". وقعودنا الذي يرفض أن يكبر هو الرّاتب ، المعاش ، فإنّه ومنذ سنوات كثيرة يأبى – وبعنادٍ شديد- أن ينمو ملم واحدًا ، بل بالعكس تراه يتقزّم وينكمش ، وأخاف عليه من التّلاشي.
والمهمّ أن الضربات الاقتصادية قادمة ؛ وقادمة بقوّة ، ولم يؤخّرها شيء سوى الانتخابات البرلمانيّة القريبة ، وبعدها سنرى وترى كلّ عين في هذه البلاد الأسعار تلتهب وتستعر ...انتظروا عدة أشهر فقط وليفز من يفز فسترون رئيس الحكومة القادمة الذي " يتمسكن حتّى يتمكّن " وأظنه بيبي نتنياهو ، سترون كيف سيقصّ من مخصصات الأطفال والشيخوخة ويرفع الضرائب ويقتطع من هناك وهناك ومن ما خطر على بالكم وما لا يخطر ، يقتطع ويُرضي أصحاب رؤوس الأموال، فما عادت الطبقة الوسطى تهمّه إن كان هناك بعد ما يُسمّى بالطبقة الوسطى ، فهَمّه أصحاب رؤوس الأموال وبعدي الطّوفان، وهو يعلم علم اليقين أنّ مُصوّتيه – ومعظمهم من الطبقات المسحوقة – يعلم أنهم قصيرو الذّاكرة ، سينسون في معركة الانتخابات القادمة وسيدلون له بأصواتهم، فقط عليه ان يرفع عقيرته مُحذِّرًا من ايران او حماس او حزب الله .
مسكين هذا المواطن – لورا يا شباب- بل يكاد ان يكون بليدًا ، لا مباليًا ، مسكينًا ، يسرقونه في وضح النّهار وهو صامت وأحيانًا يُصفّق!.
حان الوقت أن نوقف هذا المسلسل التركي الفكاهي والمبكي ، وحان الوقت ان نقول : لا يمكن ان نرضى ان ترتفع الأسعار فتضحي البنادورة بسعر التّفاح بل أكثر والخيار ضعفي سعر الأجاص، ونحن صامتون ، راضون والراتب " مكانك عد " .
علينا أن نصرخ وبلا خوف :كفى ..لن نسكت بعد اليوم ، وسنُعلم سارقي خبز الأطفال درسًا لا ينسونه..
حان الوقت أن نسقي رواتبنا بالعزيمة والإرادة والصمود لعلها تكبر !
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟