أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - ملالا يوسف زاي .. -جان دارك- باكستان














المزيد.....


ملالا يوسف زاي .. -جان دارك- باكستان


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 01:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلما نفّذت مجموعة مسلحة تدعي أنها تدافع عن الإسلام وتكفّرغيرها من المسلمين، فعلة يندى لها الجبين، يدفن المسؤولون في العا لم الإسلامي -- سياسيون ورجال دين، لا فرق -- رؤوسهم في الرمال وكأن الأمر لا يعنيهم. وآخر فعلة من هذا القبيل كانت إطلاق النار في التاسع من هذا الشهر على الصبية الباكستانية ملالا يوسف زاى، ذات الأربعة عشر ربيعا، التي لا تزال في الصف التاسع، لأنها تحدّت حركة طالبان باكستان في وادي سوات التي دعت إلى إغلاق مدارس البنات، وصممت على أن تذهب، هي وأقرانها، إلى المدرسة. لقد صارعت ملالا الموت في إحدى المستشفيات، ونقلت في 14 تشرين أول إلى لندن للعلاج. أما مجاهدو طالبان، الذين أطلقوا النار على رأسها ورقبتها بقصد قتلها، فقد أصدروا بيانا آخر يعربون فيه عن تصميمهم على قتلها إذا عاشت.

هل باستطاعة القارىء أن يتخيل فعلة لا يمكن تبريرها أكثر من هذه الفعلة، في أي عصر وفي أي ثقافة؟ كيف نستطيع أن ندافع عن أنفسنا؟ لم أر إلى الآن أي اهتمام بهذه القضية من قبل العالم العربى، مع أن إعلام وتلفزيونات العالم تنقل أخبار من باكستان تتحدث عن مظاهرات عارمة ضد طالبان تأييدا لهذه الطفلة البطلة، وأن50 من رجال الدين هناك أصدروا فتاوي ضد طالبان. إن المسلمين في أسيا يعتبرون العرب مثلهم الأعلى -- أنظر كيف أخلصوا لإبن لادن ورفاقه العرب وتحملوا حرب أمريكا المدمرة في سبيلهم -- وقد إعتادوا على تقليد العرب وتطبيق واعتناق المبادي التي تتبناها معاهد العرب ومؤسساتهم، مثل جامعة الأزهر، المفروض أن تكون مركز للإشعاع والتنويرالإسلامي، ولكن العرب لم يحركوا ساكنا، وكأن الأمر لا يعني شيئا بالنسبة لهم. لقد أصبحوا يخافون من الإرهاب والإرهابيين، وانشغلوا بدول "الفوضى العربية" بالصراع على السلطه وبمرابحهم السياسية.

بدأت ملالا التدوين على الأنترنت منذ عام 2009 وكانت في الحادية عشرة، مسجلة مذكرات يومية عن أفعال طلبان منذ أن منعوا تعليم البنات وبدأوا بتدمير مدارس الإناث، وشجعت بنات صفها أن يتحدّين طالبان، الذين هددوها مرارا وهددوا والدها، ضياء الدين، بالقتل. ولكن ملالا صممت على المضي في حملتها التنويرية بين البنات و جلبت إنتباه أذاعة ال (BBC) و(New York Times) وأصبحت رئيسة مجلس أطفال مقاطعة سوات، وتم ترشيحها لجائزة السلام الدولية للأطفال وربحت جائزة السلام الوطنية للشباب في باكستان.

لماذا لا يعلن الساسة ورجال الدين العرب براءتهم من أفعال طالبان المشينة ؟ لماذا لا يجتمع الزعماء الدينيون ويصدروا قرارا يعلنون فيه أن هؤلاء مسلمون ضالون وأن آراءهم لا تمت للإسلام بصلة؟ لماذا لم يتبنى هؤلاء قضية ملالا قبل أن يتبناها الغرب وتصبح وصمة عار على المسلمين؟ لماذا لم يبادر الخليجيون وقناة الجزيرة وقناة العربية إلى الدفاع عن ملالا وإعطاء قضيتها حيزا على الهواء بدل أن يكرسوا كل برامجهم للتطبيل والتزمير "للفوضى العربيه" وإثارة مشاعر الناس في سوريا وتحريضهم على بعضهم البعض؟ إن تبني الغرب لهذه القضية الإنسانية، وفشل العرب في معالجة قضايا من هذا النوع، يؤذي العالم الإسلامي ويكرس الأفكار التي يحملها بعض الغربيين عن المسلمين. لماذا يفشل المسلمون دائما في أخذ زمام المبادرة ومنع وسائل الإعلام الغربية من إستغلال هذه القضايا؟

يجدر بالعرب ووسائل إعلامهم أن يعا لجوا قضايا كثيرة من هذا النوع، في الصومال، والعراق، واليمن، ومالي ونيجيريا، وغيرها وهذا لا يعني إرسال السلاح والمعدات بل التركيز على الأفكار الهدامه التي تخلق الإرهاب والتأخر وتنشر الجهل والتقتيل بين الشعوب الإسلامية. أن الشباب الذين يجندهم زعماء الإرهاب يؤمنون بما يفعلون ولن يستطيع احد في الدنيا أن يتغلب عليهم ما داموا كذلك، فإذا آمن الشاب بأنه على حق وأصبح مستعدا للموت في سبيل ما يؤمن به فإن كل قوى العالم لا تستطيع أن تتغلب عليه. التركيز يجب أن يكون على العقول وليس على الأعمال. إن ما يقوم به هؤلاء يقدم للغربيين أساسا يبنون عليه إنتقاداتهم للإسلام، ولا يكفي أن نرفض هذه الإنتقادت فقط بالكلام والتظاهر.

إن مصادر الأعلام العربية بشكل عام، والجزيرة والعربية بشكل خاص، لا تنقصها الموارد المادية ولا المهاره في محاربة هذه الأفكار الهدامة، عن طريق الندوات والبرامج الحوارية واستقطاب الخبراء الدينيين والإجتماعيين النيرين وذوي النفوذ. لا يكفي أن يقول علماؤنا أنهم ضد هؤلا وأنهم لا يؤيدون أفعالهم، ولكنهم مدعوون لمحاربة افكارهم ومبادئهم، ولكنهم لا يفعلون ذلك بما فيه الكفاية. يجب على الشعوب العربية والإسلامية أن تفهم أن أية قضية، سياسية أو إجتماعية، ترتبط بالإسلام تنعكس عليهم جميعا وهم مسؤولون عنها بشكل أو بآخر.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب يعوّل على الإخوان المسلمين في محاربة الجهاديين
- مؤامرات وحقائق
- الفلم المعادي للإسلام والهجوم على السفارات
- ثورات الشعوب العربية وعلمانية أردوغان
- الربيع العربي و-الفوضى الخلاقة-
- متى يتوقف الإسلاميون المتزمتون عن تدمير الآثار الإنسانية؟
- دول -الممانعة- تصعّد تهديداتها لإسرائيل
- الأردن والدولة الفلسطينية
- تهديدات إيران لإسرائيل أضعفت الموقف الفلسطيني، والمطلوب إنتف ...
- هل يريد محمد مرسي حقا إعادة مجلس الشعب بالشكل الذي كان عليه؟
- مطلوب جهود متواصلة وقاموس عصري لدعم اللغة العربية
- الحكم الهاشمي في الأردن وانتكاسة ديمقراطية الخمسينات
- دعوا الإسلاميين يحكمون
- المطالبة ب -ملكية دستورية- في الأردن الآن تمهيد للوطن البديل
- هل سيبرهن رجب طيب اردوغان أنه أعظم مصلح اسلامي في العصر الحد ...
- ذكرى حرب 1967 -- تاريخ منحوت في الذاكرة
- الثورات الشعبية العربية -- تغيير واضح في الأولويات
- هل انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي بداية الحل العملي للق ...
- هل ستنتهي ثورات الشعوب العربية إلى فصل الدين عن الدولة؟
- خطاب بشار الأسد -- إهانة بالغه للشعب السوري


المزيد.....




- هيئة البث الاسرائيلية:اندلاع النيران في كنيس يهودي بمدينة مو ...
- تونس.. تسعة معالم دينية في القيروان مهددة بالانهيار
- بزشكيان:العلاقات الطيبة بين البلدان الاسلامية تحبط مؤامرات ا ...
- “ارسمي الفرحة على وجه البيبي الصغير” استقبل حالا تردد قناة ط ...
- الرئيس بزشكيان: على الدول الاسلامي التعاون ووضع الخلافات جان ...
- هل أحاديث النبي محمد عن الجيش المصري صحيحة؟.. الإفتاء ترد
- المكتبة الخُتَنيّة.. دار للعلم والفقه بالمسجد الأقصى
- “خلي أطفالك مبسوطين” شغّل المحتوي الخاص بالأولاد علي تردد قن ...
- قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - ملالا يوسف زاي .. -جان دارك- باكستان