|
الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي واعادة البناء أ- مخطط تقييمي لموجز تاريخ ب ك ك : 2- حملة التحول الى ب ك ك الثانية
عبدالله اوجلان
الحوار المتمدن-العدد: 1128 - 2005 / 3 / 5 - 10:58
المحور:
القضية الكردية
2ً- حملة التحول إلى PKK الثانية:
ووصلنا إلى مفترق طرق؛ فإما أن نكون حركة لاجئة أو حركة تحررية وطنية معاصرة، أي حركة تحررية شعبية. لقد كان لَوذُ حركة الحرية بالصمت الطويل الأمد يلقي علينا مسؤولية ثقيلة الوطأة قد لا نطيق تحمل عواقبها أمام التاريخ. خاصة وإن شهداء السجون وأجواء التعذيب كانت تحتِّم القيام بعمل ما، وإلا فلن نفلح في النجاة من التطبع بالخيانة. فكانت قفزة 15 آب 1984 المجيدة – رغم تأخرها ونواقصها – رداً على هذه المخاوف. لم يتحَلَّ موقف الدولة بالجدية اللازمة في عهد رئاسة أوزال الجديدة. فنظرتها إلى الأنصار (الكريلا) على أنهم (حفنة من الذعران) لم يعطِ ولو بصيصاً من الأمل في حصول أي تقرب سياسي منا. بل كان يُنتَظَر سحقنا في أقرب فرصة استناداً إلى الثقة اللامحدودة بالقوة العسكرية التقليدية. وتحاملوا علينا بالدعاية الضوضائية. ومع ذلك لم يُحرَز أي نصر يذكر حتى أواخر عام 1984. كانت الأبواب مفتوحة على مصراعيها أمام حرب الأنصار، إلا أن إضافة العراقيل المزروعة على يد (الحزب الديمقراطي الكردستاني KDP) إلى العوامل الداخلية الثقيلة الوطأة علينا، كان يزيد من استحالة القيام بالانطلاقات القوية والجبارة المرجوة. كانت ردود أفعال الشعب إيجابية، لكنها افتقرت إلى كوادر قيادية حقيقية قادرة على إدارة الحركة وتنظيمها دون الوقوف بموقف المتفرج. وهذه المشكلة تركت بصماتها على كل السلبيات الظاهرة منذ البداية وحتى النهاية. اتسمت الانتقادات التي وجهها كل من كمال بير ومعصوم قورقماز بشأن الكفاح المسلح بالواقعية. وربما كانا رفيقين عزيزين كفوءين للقيام بما مطلوب منهما. إلا إن استشهاد كمال بير في 1982 ومعصوم قورقماز في 1986 كان ضربة ساحقة لحقت بفرصة تطوير الحرب حسب قواعدها وأصولها. ومن ثم كان الانسحاب النسبي وانعقاد مؤتمر PKK في 1986 كنشاط زاد من تفاقم الأزمة، ليس بسبب نقص الإمكانيات، بل لزيادة تأثير وتفشي مفهوم التربع على بعض الإمكانيات المخلوقة بصعوبة شاقة. فتقربات كسيرة (زوجتي سابقاً) المغيظة كانت تثير الأعصاب وتوترها إلى أبعد الحدود. ورغم كل السلبيات تجهزنا لعام 1987 بإرشادات شاملة وإمكانيات ظاهرة للقيام ثانية بانطلاقة جدية. إلا إن ظاهرة السمسرة الداخلية التي تغلغلت في أحشاء الحركة لتأخذ بُعداً واعياً ومقصوداً، إضافة إلى لامبالاة الكوادر الأساسية شلَّ نشاطات الكثير من الأفراد القيِّمين والنبلاء والمتسمين بروح التضحية العليا والخارقة. هذه الأوضاع الصعبة التوضيح والشرح فرضت على القيادة العامة – التي يزداد عبئها وتحال إليها الأمور مع الزمن – حتمية القيام بتحليلات شاملة وتعميق التدريبات أكثر. ورغم ثقل كل المسؤوليات الذي لا يُحتَمَل، إلا أنها كانت تُنفَّذ وتُلبَّى بكل نجاح، لدرجة إن كل كادر مرشح على وجه التقريب تلقى المساعدات اللازمة لصون كرامته الثورية وبتفوق ماهر. وعوضاً عن إبدائهم الاحترام والتقدير اللازمين بتقديمهم مساهمة إضافية، دخلوا في حسابات السلطة الداخلية لينفثوا سمومهم في الأجواء والنشاطات القائمة. وابتدأت المجموعة التي أسميناها بـ(العصاباتية الرباعية)، والمؤلفة من شاهين باليج، شمدين صاكك، كور جمال وهوكر؛ ابتدأت رسمياً بمجزرة الكوادر. وبحجة (قُتِلوا في الاشتباك)، لا يزال مجهولاً حتى الآن عدد خيرة الكوادر المقتولة على أيديهم. وما برح سر الموت (المظلم) للعديد من رفاقنا الأعزاء محصناً إلى الآن، إلى جانب أعداد جليلة من النساء والأطفال والناس العاديين الذين لا يمكن استهدافهم في الحرب، قُتِلوا دون انقطاع أو توقف. وغابت المبادرة المركزية في الوسط. ولا زالت مسألة مدى صحة إعلامي وإخطاري بالأمور – وأنا على بُعد كل هذه المسافة – أمراً ضبابياً يكتنفه الغموض. ولم أتيقظ لهذه المسائل إلا بعد السفالة الشنيعة المرعبة التي حصلت في 25 كانون الثاني عام 1990 باغتيال رفيق طفولتي (حسن بيندال) أمام ناظري بحجة أنه (قُتِل خطأ في التطبيقات العسكرية). تلك الخيانات السافلة التي لا يمكن إيضاحها أو تفسيرها، والحاصلة في بنية الحركة، مهدت الطريق مع الزمن إلى تفشي اللامبالاة رغم معتقداتي الاشتراكية والوطنية العظمى. وعلى الأرجح أن عدداً ليس بالقليل من الناس الأبرياء قُتِلوا بذريعة (اصطياد العملاء). وبما أنهم نفذوا بعضها وهم إلى جانبي، فما بالك إذن بأبعادها في الداخل! إنها مريعة بالتأكيد. وإذا ما أضيف إلى تلك الخيانات تساوُم الطالباني واتفاقه مع تركيا في 1991 بشأن PKK، إلى جانب KDP الذي كان يواصل عمالته وتواطؤه حتى قبل ذلك، وتحاملهم على الحركة في 1992 لوضعها أمام خيارين: (إما الاستسلام أو الإبادة)؛ فإننا نرى عدم فلاحنا بأي شكل من الأشكال في الخروج من الأزمات، رغم كل الأنشطة العظيمة الممارسة، ورغم البسالة والبطولات الخارقة ومساعدات الشعب الكبرى لنا. ولم تُجْدِ الكونفرانسات العديدة ولا مؤتمر عام 1990 نفعاً، بل بقيت نقاشاتها كالكلمات العائمة على سطح الماء. رغم كل هذه السلبيات المذكورة، لم يُعِقْ أيٌّ منها قيامنا بالتحليلات العميقة والشمولية الموَثَّقة كلها، ولا ممارسة الأنشطة الكادرية المناهزة للآلاف سنوياً، ولا التحاق الشعب بصفوفنا كالسيل الجارف. ولأول مرة لوحظت تطورات جدية على صعيد الدولة. فطرحُ تورغوت أوزال القضية للنقاش، وموقفه الإيجابي من وقف إطلاق النار، وبرقيات سليمان ديميريل التي مفادها: (نعترف بالهوية الكردية)؛ كانت تبعث على الأمل، رغم افتقارها إلى الضمانات. ولو لم يمت تورغوت أوزال – أو لم يُقتَل حسب المزاعم – في ربيع عام 1993، ولو لم يهجم شمدين صاكك على الجنود العزَّل الثلاثة والثلاثين ولم يقتلهم كردِّ فعل منه على الخسائر المتكبَّدة في صفوف الأنصار داخل الحركة بلا سبب؛ لربما تُوِّج وقف إطلاق النار آنذاك بالسلام الدائمي الراسخ. إلا إن الأوضاع الداخلية الجارية في الدولة، واستلام العصاباتية زمام المبادرة في PKK، وخيانة الطالباني والبارزاني؛ عرقلت تحقيق فرصة كهذه. واختلط الحابل بالنابل، وانحرفت الأمور عن مجراها. وفي أعوام 94 – 95 – 96 – 97 – 1998 أدى العناد في التكرار إلى استنزاف طاقات الطرفين كثيراً. ولكون 28 شباط عبَّر عن صوت مختلف متميز، بادرتُ بإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد في 1998 وأنا على قناعة بأن الدولة لن تنظر إليه بعين الإهمال. إلا إن خروجي الاضطراري من سوريا نتيجة الضغوطات المفروضة عليها أثر على أن تسفر خطوتي تلك عن النتائج المرجوة في الحل. ذلك أن الدولة لم تتراجع قيد شعرة عن هجوماتها المكثفة علينا لقناعة منها بأن فرصتها السانحة قد حانت لتنهي المسألة بالسبل العسكرية بكل عناد. ومع بدء أحداث مغامرة أوروبا وفترة إمرالي المعروفتين، ولجنا في مرحلة مغايرة. هذا الوضع عبَّر عن المرحلة الثانية للتحول إلى PKK. يمكننا القيام بالعديد من التقييمات المتنوعة الجوانب وعلى كافة الأصعدة بشأن الفترة المستمرة خمسة عشر عاماً، والممتدة بين 15 آب 1984 و15 شباط 1999، والتي بمقدورنا تسميتها بمرحلة الحرب ذات الكثافة المنخفضة. ومثلما يمكن تداول هذه الفترة من نواحيها القيادية والسياسية والعسكرية والممارسات الإدارية، فيمكن النظر إليها أيضاً من ناحية فن الحرب والسلطة. هذا بالإضافة إلى تحديد الأمور الأساسية الخاطئة منها والصحيحة، وكذلك الأعمال التي كان واجباً علينا القيام بها بالتأكيد أو عدم القيام بها مطلقاً. هذا ويمكن معالجة الفترة على الصعيد العالمي أيضاً، وخصوصاً بداية التسعينات وانهيار السوفييتات، استلام كلينتون دفة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، أزمة العراق، وحملة العولمة الجديدة؛ ودراسة هذه المواضيع بشمولية تحليلية قصوى. وارتباطاً بذلك يجب تحليل اليسار القديم وتجاوزه، ودراسة كيف يكون اليسار الحديث، وإعادة النظر أيضاً في اليوتوبيا الثورية وفي المواضيع النظرية بعد تحديد أماكن النقص في التقييمات الموجودة وتثبيت أخطائها، والعمل بالتالي على إكمالها وإتمامها.
#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية
...
-
الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردي
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية
...
-
الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية القضية ، الكردي
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية
...
-
الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردي
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية
...
-
الدفاع عن الشعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية القضية الكردية
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الرابع الظاهرة الكردية ، القضية الكردية
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الثالث الفوضى في حضارة الشرق الاوسط والح
...
المزيد.....
-
الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
-
الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف
...
-
الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
-
غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|