أحمد الشافعي
الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 22:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مأساة الإخوان المسلمين تكمن في إلغاء الإضطهاد التصحيحي الذي يريدون أن يتمتعوا به في هذه الأيام بعد ثورة 25 يناير وأن يعمقوا قدرتهم على تأمين حياتهم باضطهاد ونفي غيرهم كيهود فلسطين ، ولا سيما أن الأيدلوجية واحدة وهي الأيدولوجية الدينية ووسيلتهم أن يسقطوا على الآخرين شعورهم بالاضطهاد والنفي وأن يسلبوا شبكة الأمن الأخلاقية فاعليتها ، وتجلى ذلك في هجومهم على شقة المستشارة تهاني الجبالي ، وهجومهم المدبر على فعاليات تجمع القوى الشعبية يوم جمعة الحساب ، وتهديدهم بحرق مصر لو لم ينجح محمد مرسي ، وأخيرا تهديدهم بفرض الشريعة حتى لو استخدموا السلاح ، إن هدم شبكة الأمن الأخلاقية هو هدم متعمد لشبكة الأمن القومي المصري التي يقوم على أساسها وجود الإنسان المصري بعناصره: الرجولي والنسائي والمسلم والمسيحي والعلماني واللبرالي والشيوعي والشيعي والسني والملحد على أرض الكنانة .
إن وباء فرض الشرعية المزيفة في انتخابات محمد مرسي ، واستفتاء مارس 2011 لجماعة إرهابية وعنصرية ، أصبح مقززا ومنفرا ، وأخذ يستشري وينتشر ويجد من الكتبة وسائل التبرير التي تستخدمها الصهيونية في فلسطين لفرض وجودها المزيف ويلتهمنا بكل فم وناب .إن سني الاضطهاد والمعتقلات والسجون لهذه الجماعة الطويل يشوش على العقل المصري ، وسني الاضطهاد هذه هذه يبررها الأمن القومي المصري منذ 1928 للشكوك الممنهجة والمنطقية لتوجه هذه الجماعة الاستعماري ، والتي تلقت أول ما تلقت من تبرعات تلقته من فرع المخابرات البريطانية في هيئة قناة السويس ، وكان مبلغا ضخما في زمانه وهو 500 جنيه مصري يساوون 50 مليون في زماننا . كل ذلك يشوش على العقل المصري ، ويدخلنا في نفق التخلف المظلم حضاريا وماديا وعلميا ومدنيا ، كنفق الخلافة الإسلامية الذي رسفنا فيه لمدة 600 سنة ، تحت الحكم التركي البغيض المتخلف . إفريقيا تتقدم وأكبر مثال على ذلك رواندا وبروندي وأوغندا التي استهلكتهم الحروب القبلية والطائفية ، أصبحوا الآن أكثر نموا وتقدما ، ويكفي أن بروندي التي سقط فيها مليون شهيد ليس في عاصمتها مناطق عشوائية . أهذا يكفي . ياإخوان .
#أحمد_الشافعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟