أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هناء رياض - لأسترداد الحق















المزيد.....

لأسترداد الحق


هناء رياض

الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 22:02
المحور: المجتمع المدني
    



قد تهم وتحزن ,النوم يجافيك والدمع يواسيك .ارق وسهر وعبئ ثقيل , تتخبط بين رأي واخر وتسهر الليل تتسائل ما هو الحل وكيف السبيل ؟
فحين يسلب حقك .او تطلب ولا من مجيب . او ترمى بتهمة وانت منها برئ .او تطلب حقا نام عنه الاخرون وكأنهم ينتظرون منك ان تصرخ او تتبجح او تتشاجر ليدعوا انهم نسوا او عنه بهمومهم قد لهو .

فهنا كيف تتصرف وما هو السبيل للمطالبة او لاستخلاص الحقوق من الاخرين

1_الاحسان والروية بالمطالبة . يقول الله في كتابه الكريم
(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِي احسن فأذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنهُ وليٌ حميم ) صدق الله العظيم
. فللكلمة الطيبة تاثير كبير على الاخرين وما اكثرها تلك العبارات التي نستخدمها عن غير قصد احيانا مثل ( الله ينطيك العافية . اغاتي . عيوني . حبيبي . الله يحفظك . ..... الخ ) فنحن نستطيع تجميل الكلام بتلك العبارات مع ترطيب نبرة الصوت للدلالة على التواضع والتراحم بين الاخرين وكل منا لابد ان يكون قد شهد تاثيرها وسحرها في قلب العاقل المتزن
يقول الشاعر
احسن الى الناس تستعبد قلوبهم فلطالما استعبد الاحسان انسانُ
واستعن بالحلم الجميل فانه زينة العاقل ان يحلم ويصبر على تقصير او اساءة الاخرين فهي اقرب لحفظ المروءة وصلة الرحم والقربى .


2_ الترهيب والاستعانة بالقوة:
حين لاينفع الاحسان ولا يجدي الصبروالعرفان . فلربما ستجد في القوة خير معين وهنا نذكر ان القوة قد تشمل التخويف والترهيب او الاعتماد على قوة العائلة والعشيرة او الاحتكام الى القانون .وطبعا هناك من يحتكم الى السلاح ولكن لايمكن ان ندرجه هنا بأي حال من الاحوال , فنحن ندعوا الى اصلاح المجتمع ولا يمكن ان يُصلح وسلاحٌ بيد افراده . وسأورد مثال عن حادثة قرأتها في احدى المجلات العربية قبل سنتين او ثلاثة وقعت احداثها في الاردن .
كانت هناك شابة وقعت في الخطيئة مع احد الشباب من ابناء منطقتها بعد ما اغواها وغرر بها . وحينما اكتشفت انها حامل استنجدت به مرارا وتكرارا فلم ينجدها بل انه تنكر لها . فما كان منها في لحظة ضعف او لربما هي لحظة قوة بالاساس ان تعترف لوالدتها بما كان منها ومعها . فماذا ستفعل الام . اتسقط ابنتها وتداري على مصيبتها ؟ كيف وهي تؤمن بقول الله تعالى ( ولاتزر وازرة وزر اخرى ) صدق الله العظيم .
فكان ان استنجدت هي الاخرى بالله ثم بزوجها . فان كانت ابنتهم اخطئت بحق نفسها فهم قد اخطئوا بحق ابنتهم حين اهملوها او ربما وضعوها في محل ثقة لم تعتد على استيعابها بعد . لك ان تتخيل ما قد يجري من اب شرقي يوضع هكذا موضع . لكنه كان اكبر مما وضع فيه . واحلم مما قد يكون . عرف هوية الشاب فأخذ ابنيه وترصدا له الطريق وما ان مر حتى كتفوه وكممو فمه وادخلوه في احد الافرع الضيقة . واستجوبوه او بالاحرى استنطقوه حتى نطق واعترف بانه الفاعل فعلته بابنتهم . فما كان منهم الا ان اشترطوا عليه الزواج في الحال والاخسر حياته . وطبعا التهديد هذا لم يكن حقا فمن رأى ان العار قد لحقه سارع لقتل الفتاة . وتلك وللاسف الشديد من شيمنا العربية . لكنهم وجدوا ان القوة بالتهديد كانت الاجدر والانفع فان قتلوه او قتلوا ابنتهم وقعوا في وزر وخطيئة كبرى وان استنجدوا بالقانون كان فضيحة لهم ولحقهم العار .وفعلا تم الزواج والاحتفال كما هو المعتاد وما ان وضعت مولودها حتى طلقوها منه واخذوا حفيدهم ليرعى بينهم .فمن تنكر لفعلته وتبرء من دمه لا يمكن ان يكون شخصا مسؤول مؤتمن .
ولربما الامور ليست بالبساطة التي طرحت بها . لكنها على اقل تقدير تلقي الضوء على كيفية مداراتنا لاشكالاتنا مع الاخرين بطرق قد يصح عليها تسمية ( طرق حضارية ) وان كانت بعيدة عن المحاكم والقوانيين لكنها وجدت في العرف الاجتماعي وتداولها الناس وكانت حقا يُعترف به .


3_ الحيلة والمكر . وقد تستغرب حين ننصح بها هنا لكنها قد تنفع كثيرا مع انواع من البشر
فالكذب منجاة حين لاينجيك احسان
وساورد مثاليين للتوضيح
كان احد المتقدمين للاختبار في احدى الشركات الاهلية قد طال انتظاره ايام واسابيع ولم ينل فرصة المقابلة مع المسؤولين كزملائه لتقييم سيرته الذاتيه ومن ثم اعطائه النتيجة عسى ان يأخذ فرصته في العمل . وكانت المسؤوله عن تقديم تلك الاوراق اي ال (cv) الخاص بالمتقدميين هي السكرتيرة , وكان كلما سألها بدأت بالمماطلة والتهرب من الجواب بحجة ان المتقدمين كثر . وعندما حاول الاستفسار من بعض المتقدمين اتضح له انها تقدم من يرشيها بهدية او بمبلغ مادي على الاخرين . ولانه لايقوى على ذلك ماديا ومعنويا . فقد فكر في حيلة بسيطة
جاء وهو يحمل علبة مغلفة بغلاف جميل وبطاقة صغيرة كتب عليها . الى الانسه الرقيقة (س) مع الشكر الجزيل للتعاون في تسريع مهمتي وتقديم طلبي على عجل ) . وطبعا كان ما خطط له وهي انها ادخلته للمقابلة في ذلك اليوم قبل غيره . لكنها اكتشفت فيما بعد انه قد اهداها علبة فارغة الا من ورقة كتب فيها
(انستي المحترمة .... العمل امانة ومحاباة الناس لنقودهم لا لجهودهم خيانة . واني ارى انك قد خنت امانتك وارباب عملك . وقد كدت ان تضيعي فرصتي في طلبي للرزق الحلال . فكيف سيكون جوابك ان سالك الله يوم السؤال ؟
واني لك ناصح غير فاضح . )

ولا اريد ان اورد هنا النتيجة فلك ان تتخيلها كيفما تشاء . لكنه اخذ فرصته التي كادت تضيع لولا انه اهتدى لتلك الخدعة

وفي مثال اخر وهو وللاسف الشديد من حياتنا فعلا وقد جرت احداثه في احدى المناطق الشعبية في بغداد .
كان قد رأى فيما يرى النائم ان ملك الموت قد اتاه لقبض روحه . فقال له اانت فلان ابن فلان . اجابه انما انا جاره وهو يسكن على بعد بيتين من بيتنا
وما ان استيقظ من نومه واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم حتى سمع صراخ بيت جاره وهم يبكون ابنهم ( فلان ابن فلان ) الذي فارق الحياة .
فسبحان الله الذي يسير الارواح والناس نيام . فكان لابد من زيارتهم ومواساتهم .
وفي العزاء جلس بالقرب من احد اقارب المتوفى واخذ يقص عليه رؤياه وكيف انه استغرب تلك الرؤيا وما زال . فما كان من ذلك القريب الا ان هب وانتفض يصرخ.. أأنت من دل ملك الموت على ابننا ؟!!! فلك منا اكبر قصاص
حاول ان يهدئ من روعه ويستوعب غضبه . وبانها مجرد رؤيا ليس له يد فيها ولم يتعمدها . لكن ذلك لم يكن كافيا اطلاقا بل انه زاد الطين بلة .( هذا بالحلم هيج لعد بالحقيقة اشكد انت حاقد عليه وتتمنى ايموت ) المهم ان اقارب المتوفى ( او بالاحرى عصابة المتوفى ) فرضوا عليه جلسة عشائرية وفصل لابد من دفعه وألا حلّ قتله . وبعد مداولات ومفاوضات باءت بالفشل ولم تستطع اقناع تلك العصابة بالعدول عن رأيهم وانهم اخذون ما يسمونه حقهم ( حياة ذلك الشاب او مبلغ الفصلية غير منقوص ) . وهنا كان شيخ عشيرة ذلك الفتى قد استنفذ كل الحسنى في القول والفعل الواجب تقديمها . لكنها لم تنفع . وطبعا القوة ستؤدي لنتائج وخيمة خصوصا انهم لا يتوانون عن شر وربما ستجر الى حرب عشائرية او على اقل تقدير موت العشرات من البريئيين . فما كان منه الى ان اهتدى الى الاتي
اتفق معهم على يوم لدفع الفدية ( الفصلية ) وفي ذلك اليوم جلسوا جميعهم وبعد تادية بعض الشعائر من قراءة الفاتحة والصلاة على النبي ثم شرب الشاي . استهل الحديث ذلك الشيخ الحكيم قائلا . ندعوا من الله ان تكونوا قد رضيتم الان ولم يعد بيننا الا الخير . فقال احدهم نعم لكننا لم نأخذ حقنا ولم نستلم النقود . فصرخ الشيخ وكيف ذلك ؟ الم نعطكم حقكم حتى اخر درهم ؟ الم تقبلوا به وتستبشروا ؟ كيف تنكرون انكم لم تاخذوه ؟
هبت ما اشبه بالعاصفة . لم نأخذ اي نقود وما مجيئنا هنا الا لاخذه ومتى كان ذلك ومن اخذه ؟
قال الم تزرني يا ابا فلان يوم امس في منامي واخذت حقك غير منقوص ؟!!!
وهنا طبعا اتضح لهم انه قد رمى الطابة في كرتهم . وبعد مداولات اهتدى معهم الا انهم قد رضوا بذنب ورد في رؤيا وعليهم ان يرضوا بالدية التي طلبوها في رؤيا اخرى . وفعلا كان ما اراد وحلت تلك المشكلة بنوع من الحيلة او لنقل الالتفاف الذكي على حيل الاخرين . وهذا النوع من التعامل لايصح الا مع اشكال معينه من البشر وطبعا بات واضحا اي اشكال نقصد .



#هناء_رياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعلاكة


المزيد.....




- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هناء رياض - لأسترداد الحق