|
نمو التيار الليبرالي الديمقراطي في المنطقة العربية
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 3884 - 2012 / 10 / 18 - 16:15
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لم يكن هذا النمو وهذا التقدم في فكر ومضمون - الليبرالية الديمقراطية - إلا نتيجة لجهد وعمل قام بهما - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي - من خلال ثقافتة ونشرياته وأدبياته ، و يتذكر البعض قبل عقد ونيف من الزمان أي حينما أسسنا قواعد الليبرالية الديمقراطية في ذلك الوقت كنا نقول : إن الليبرالية الديمقراطية ستكون هي التيار الأممي والشعبي ، لأنها بإختصار تعبير عن إرادة الإنسان وسعيه من أجل الخير والعدل والحرية والسلام ، وهي لذلك ستكون تيار الشعب حين يطالب في حقوقه وتياره حين يتصدى للظلم وللجريمة وللفساد ، لهذا فهي تيار الشعب العربي والمسلم وهذا القول لايعجب البعض من ذوي النفوس الضعيفة والقامات الهابطة ، ولايعجب من يدعون زوراً إنهم مدافعين عن الإسلام ومن هؤلاء كنا نواجه نقداً ونواجه عدم رضا ، بل وتحزب بعض الأصدقاء للنيل من هذه التوجهات بدعاوى شتى غالبها سياسي مريض خاصةً مع تنامي حركة الإسلام السياسي . في المقابل كنا دائماً نرآهن على عقل الشعوب العربية وعلى ضمائرهم ، ولم يكن ذلك الرهان منا حلماً بل كان نابعاً من قناعة تامة في أصالة العقل العربي وسعيه لحياة حرة كريمة ، صحيح إن المعوقات كانت كبيرة والدعايات المضادة كانت واسعة لكن هذا لم يثنينا على مواصلة الجهد وتثقيف الناس وطرح المشاريع والآراء التي تساهم في التوعية والتنبيه ، ومن هذا الجهد كانت الحركات الشعبية التي إجتاحت الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه حركات أثمرت عن تبدل في موازين الصراع والقوى وأظهرت قدرة الشعب على إنتزاع حقوقه ، وقد رأينا جرأة وشجاعة هذه الشعوب التي كان يظن إنها قد أستسلمت لقدرها ، لكن هذه الشعوب أثبتت إنها أقوى من كل قوى الطغيان فحطمت بوثبتها دكتاتوريات المخابرات والأمن ، وهي تسعى لإعادة بناء الإنسان كي يتمكن من إعادة بناء مفهوم الدولة وتشكيل الحكومة على نحو جديد مختلف . ونقول بتواضع إن هذا الجهد كان بفعل حركية ونشاط وتبليغات - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي – الذي كان له دور الريادة والسبق في مجال التوعية والتثقيف عبر منشوراته وثقافتة التنظيمية والشعبية وأكاد أجزم إن أساس هذا التحول ومنشأه كان من تشجيع وتأييد الحزب ، ولعلنا نشير إلى تنامي حركة وتيار الليبرالية الديمقراطية من خلال هذا الكم من الأحزاب الليبرالية في كل المنطقة ، وهذا يعني إن جهودنا ومناداتنا لم تذهب سدى بل حققت أهدافها الأخلاقية والقيمية وعدلت في ضمير ووجدان وعقل المواطن العربي والمسلم . إننا نقول : إن تنامي وأزدهار الفكر الليبرالي الديمقراطي في البلاد العربية يعني إن الإنسان العربي آمن به وحرر نفسه من عقد الماضي وتراكمات التاريخ ، وهذا الإيمان وهذه الحرية مدعاة فخر وإعتزاز لنا بل هذا ماكنا نقوله عن معنى و بداية العصر الجديد في المنطقة . لقد أخترق الفكر الليبرالي الديمقراطي جدار الصمت في البلاد العربية وحاز على إعجاب الجماهير به لأنه المحرض الحقيقي على كل الأنظمة العربية القمعية والدكتاتورية ، نجح هذا الفكر ونمى في المغرب العربي وأزدهر عوده في ليبيا ونجح في مواطن كثيرة في مصر وفي اليمن وفي المملكة العربية السعودية التي نفتخر بجيلها من الليبرالين الكتاب والصحفيين والأساتذة الذين ينحتون لتعمير وإعادة بناء العقل هناك ، وفي الكويت ينافس الليبراليون في الدوائر والقطاعات الإنتخابية ، وفي دول الخليج الأخرى تزدهر الليبرالية الديمقراطية قيماً وأخلاقاً وسلوكاً ، وحتى في سوريا التي تشهد صراعاً دموياً مراً يعلو هناك صوت الليبرالية عالياً ، وفي العراق هذا البلد المؤوسس والباني لهذا التحول كانت الليبرالية الديمقراطية دائماً حاضرة فكراً وحاضرة قيماً . إذن فالنمو الذي نقصده هو هذه السعه وهذا الفهم من قبل الناس وهذا التعاطي مع مفهومها ومع قيمها ، لهذا نشاهد سعة هذا التيار وحجمه الكبير الواسع المتعدد الذي بدأ يتشكل وبدأت ملامحه تظهر على الساحة شيئاً فشيئاً ، ونحن قد أجرينا لقاءات وإتصالات مع أقطاب هذا التيار في البلاد العربية والذين لمسنا فيهم الحرص والمثابرة والإصرار والمضي في هذا الدرب حتى تحقيق كامل الأهداف والقيم الإنسانية النبيلة ، لهذا أشعر أنا اليوم بسعادة غامرة تقودني للكلام عن هذا النمو وهذا التطور ، ولم يعد ذلك صفة إعلامية نسمعها أو نقرئها وحسب بل أصبحت صوت الشعب وضميره ، لهذا بدأ الإعلام المرئي والمسموع يتحدث وبلغة واحدة مسموعة عن الآليات التي تمتلكها الليبرالية الديمقراطية في تحسين حالة الحاضر والإطمئنان للمستقبل ، وكوني ليبرالي العقيدة والفكر والسلوك أجزم إن المستقبل القريب سيشهد نقلة نوعية في حياة الإنسان العربي من خلال هذا التطور في الفكر وفي السلوك الليبرالي الديمقراطي . إنني أشعر بالغبطة حين أجد الشباب والشابات يحاورون ويجادلون في الليبرالية الديمقراطية وفي شروطها ومدى قدرتها و تقدمها ونجاحها ، وأشعر بذلك حين أجد من الرعاة الأباء لهذا النهج وهم يسدون لنا النصح ويشدوا على أيدينا معتبرين ما تحقق تطور نوعي وموضوعي في العقل العربي ، نعم لقد تحملنا نحن الكثير في سبيل أرساء قواعد الليبرالية الديمقراطية من العنت ومن الصلف ومن الوقاحة من أعداء الليبرالية حين كانوا يوجهون لنا سهامهم الغادرة للحد وللتقليل من دور الليبرالية ومن نشاطها ، وكانت تأتينا إتهامات في العادة من سذج تقول : إن الليبرالية الديمقراطية هي ضد الدين أو إنها تدعوا للإباحية والتحلل وما إلى ذلك من التهم ، ولقد تكفل الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي في الرد على هذه التهم من خلال جملة الإصدارات التي نشرها عبر موقعه ومن خلال الأصدقاء والأعضاء ، إن هذه التهم ومثلها الكثير لم يثننا عن مواصلة النهج بل زاد في إيماننا وقناعتنا ، وترسخت في أعماقنا تلك المقولة الشهيرة – إن الشجر المثمر يرمى دائماً بالحجارة - . إن نمو وإزدهار الفكر الليبرالي الديمقراطي في أوساط الشباب والشابات الرجال والنساء لهو الأمل الذي يهب لنا الحياة ويزيد من حماستنا وإصرارنا على أن غدنا خير من حاضرنا وإن المستقبل للشعوب العربية هي صاحبة الحق ولها تعود الكلمة ..
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معركة بناء الدولة في العراق
-
الليبرالية العربية
-
بيان إستنكار
-
فلسفة الخلاف
-
الحرب القذرة
-
الحوار هو الحل
-
إنتاج عقد إجتماعي جديد
-
الليبرالية الديمقراطية حركة فكرية شاملة
-
الليبرالية الديمقراطية هي أساس الفضيلة
-
الدكتور أحمد الكبيسي والعقلانية الدينية
-
المرأة العربية والعالم الجديد
-
رسالة الليبرالية الديمقراطية
-
أرحل يابشار
-
العرب وطبيعة التحول السياسي
-
الفدرالية ونظام الأقاليم كيف نفهمه ؟ وكيف نفهمها ؟
-
المنظمة الدولية - للعدالة والحرية والسلام –
-
تطبيق الشريعة
-
الديمقراطية الموهومة
-
الوطنية الجديدة
-
العرب إلى أين ؟
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|