أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - متى نظفر بعودة مظفر؟؟














المزيد.....

متى نظفر بعودة مظفر؟؟


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1128 - 2005 / 3 / 5 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصراحة ابن عبود

من منا ، لم يشتم الحكام العرب مستفيدا من شعره. من منا لم يستمد الشجاعة، والصمود، وتحدي الضعف وهو يتذكر معلقة "البراءه"؟ من منا لم يطرب، او يشتاق، ويحب، ويتوه على انغام الريل، وحمد. من منا لم يعاتب خليله مستعيرآ :"شكد نده نكط عالضلع، ونسيت اكلك يمته".

هذا الثائرابدا، المتمرد، المتحدي، عابرآ الحدود، لتحقيق حلمه الثوري، وتجسيد جرأته البطوليه. هذا الجيفاري الذي خبر نضال اليمن، وظفار، وعربستان، واريتريا، وفلسطين، ولبنان. شتم الحكام العرب في عقر دارهم. ذاك الذي تغنت بنوحه الثكالى، والأرامل، وأخوات الشهداء. ذلك الباحث دوما عن الحقيقه والبطوله، ومنابر التحدي، ومواقع الكفاح. تحدى البعثيين، وهرب من سجونهم، وهجاهم، وعراهم . لم يستسلم لأغراءاتهم، ولم تثنه تهديداتهم. كانوا هم الخائفين من اسمه، وشعره، وحضوره الدائم.

ذلك الساحر، والمسحور بالشعر، وألأبداع، والمغرم، والملهم بأغاني الهور، واهازيج الفلاحين، وهوسات الثوار، والمنتفضين. المبدع، المتجدد. تملكه سحر الريف، ونخيل الجنوب، وبردي الهور. اي شاعر لم يحاول محاكاته، واي مبدع، لم يستلهمه، واي ثائر لم يحفظ له. انه رصاص الثوار، وخيل الزلم، وسلاح المنتفضين، وكحل المناضله، ودموع الأم، وحنين ألأخت، ولوعة الزوجه، وشوق الحبيبه. وزعت قصائده مناشيرآ تحريضيه على طول الوطن العربي، وعرضه. وحملها المتشردون زادآ لطريق الغربة .

كم نحن بحاجه، الى صوته، الى شعره، الى هجائه، الى قذفه، الى شعاراته، قصائده، لياليه، امسياته. شتائمه، وسبابه. لقد تحقق ما كان يحلم به، وناح، وتغرب من اجله. عراق بلا صدام، واعلام بلا قيود، وقصائده تردد بصوت عالي، ودواوينه تباع على ألأرصفه، وفي المكتبات، واسمه يقال بفخر في المحطات، وألأذاعات. فهل سيعود هذا البطل الغائب الحاضر. هذا المسافربالروح، ليمنحنا شعرا، و يلسعنا نقدا. يضع يديه على علة اخطائنا، واوهامنا.

توقعت من الحكام الجدد ان يدعوا الرموز! يدعوا من حملوا اسم العراق ونقله الى ألأفاق! هل ننتظر ليودعنا غريبا مثل الجواهري، والبياتي، فنتذكره، ونقدم لأهله، واصدقائه العزاء؟ لنقيم له اكبر مواكب التشييع، ونقول اطول قصائد الرثاء، او نقيم حفلات التأبين الفخمة لنضعه بعد ذلك على الرف.

اعتقد ان جماهير الشعب. الجمهور المثقف، العمال، الفلاحون، الطلبه، والشباب، الرجال، والنساء ينتظرون ذلك العاشق الثائر، والحالم المتمرد. الفارس، المطلوب من كل قتلة شعبنا، والمحبوب من كل افئدة شعبنا. نريد ان تهرع الجماهير المليونيه تستقبل وجوهنا، رموزنا، اعلامنا، علمائنا، ابطالنا، ثوارنا، احبابنا هؤلاء، الذين حملوا ارواحهم على اكفهم، من اجل العراق. اما حان ان يخرج الشعب ليحملهم على اكتافه؟

كتبت هذا قبل، ان تبدا الحمله ألأنتخابيه. وتحت حماسة المساهمه، وشغلة المتابعه، اجلت اكمال الموضوع. وسمعت بعدها أن الشاعر الكبير مظفر النواب مريضا، ولكنه خرج متحديا ألأرهاب، والمرض ليدلي بصوته. كما شاهدت بعد انتهاء ألأنتخابات لقاء مع كفاح الجواهري، وهو يرد بمراره عن سؤال حول امكانية، نقل رفات شاعر العرب ألأكبر محمد مهدي الجواهري الى العراق. بانه يفضل ألأنتظار فمن يضمن ان لا يقطع رأس الجواهري من جثته، وهو في طريقه الى النجف مسقط راسه.

وهنا ارتجف جسدي هلعآ، واعتراني الخوف، والفزع. وانتبهت كيف ساقتني حماستي الرومانسيه، وانا اجلس امام حاسوبي، في المهجر البعيد، ألأمن المطمئن، وانا احاول، ان ابعث برموز شعبنا الى الموت المحقق، او الخطف، او التفجير، او الحرق،او قطع الراس، او في اقل ألأحتملات ألأهانه المره . فحكومتنا لا تحمينا من القتله، والمجرمين. لقد استباحوا العراق امام اعين المحتلين، وبرضاهم، وبتخطيط معهم، ولغاية في نفس يعقوب. فسرقوا اثار، وتراث، وثروات شعبنا، وكنوزه. وهاهم يصفون الرموز الوطنيه، والعلميه، والثقافيه، والكوادر الوطنيه في الداخل. فهل نرسل لهم، وبسذاجه كنوزا جديده ليحرقوها، او ليقطعوا رؤوسها؟

كتب ألأستاذ نبيل الحلاج في مجلة "الغد" التي كانت تصدر في لندن. العدد 4 عام 1979 ما يلي:

"وفي مظفر النواب تتجوهر النار العراقيه لتصبح فنآ مقاتلآ يخترق المسافات والأزمنه. لقد تالق مظفر في مرحلة 14 تموز بشعره العامي العميق الصوره، والحديدي اللفظه والعباره، وفيما بعد 14 تموز بشعره الفصيح الذي تداوله العرب في اقطارهم، سرا، وعلانيه، كما يتداول الفرنسيون نشيد المارسيليز. ويظل مظفر النواب ظاهره تموزيه تجوب العالم العربي مشرفه على مآسيه بكل ابعادها، ومصادرها تفضح وتلعن، وتخرب لتقيم مكان ألأبنيه الهرمه والشرف المتداعي بناءآ جديدا لا مكان فيه للسراق والبغايا، ولا يتصدر منابر ألأفتاء في محاريبه ماسحي احذية ألأنجليز وألأمريكان .. واذا كان مظفر قد استعصى على كل مساومه، وتمرد على كل تزوير باسم اي شعار وتحت اي لون فلأنه ينطلق من وعي النبوه الذي يرفض ان يكون القمر والشمس بديلآ عن الثوره.."

فهل نرضى لمتنبي القرن العشرين ان يقطع رأسه،من جديد، بسيف قاطع طريق بين الحدود السوريه ويغداد؟؟!

ابق مكانك ايها الجبيب، ومعك الاف المبدعين، في الخارج، فانتم ثروتنا، ورصيدنا الثقافي الحي، بعد ان بدد صدام، والحواسم، والمحتلين، والغوغاء، والسلفيين، والبعثيين الجدد، وملالي ألأرهاب ثروات العراق كلها. سيرافقني تانيب الضمير ماحييت، لوعاد مظفر ليس ظافرا كصلاح الدين الأيوبي، وهو يدخل القدس. ألمفروض ان يدخل بغداد، وبساط احمر مفروش من الحدود العراقيه الى باب بيته المصادر.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقعد عوج، واحكي عدل
- لماذا لم تحصل قائمة- أتحاد الشعب- على ما يسر الصديق؟
- متى تشيع دمشق الأسيره حزب البعث الفاشي؟
- العراقيون صوتوا لعشائرهم
- يا حريم العراق ... احتجبوا
- انتخابات عراقيه، والفائز شمعبعثيه
- ألأحد الزاهي في العراق
- تعلموا ألأسلام من مسيحيي العراق
- ما علاقة احمد الجلبي بالمرجعيه؟
- هل تصوت المرأه العراقيه لمن يريد أن يستعبدها؟
- العراق غير ملزم بدفع ديون، او تعويضات لأحد
- علاوي غير نادم، فهل نندم نحن؟؟
- هل فقد السيد السيستاني مصداقيته؟
- الخوف من الهلال الشيعي، ام من شمس الديمقراطيه؟
- ديمقراطيه وسلام يا عراق للأمام
- بعده، ما ركب، هز رجله
- متى تصفي الكويت حساباتها مع السلفيين فترتاح، وتريح؟؟
- شتائم عبدالله، استمرار، لصواريخ حسين
- اقتراح اسم جديد للحزب الشيوعي العراقي
- لا مصالحه ضد مصلحة الوطن


المزيد.....




- في تركيا.. دير قديم معلّق على جانب منحدر تُحاك حوله الأساطير ...
- احتفالا بفوز ترامب.. جندي إسرائيلي يطلق النار صوب أنقاض مبان ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه ويدلي بأول تصريحات ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض عدة اهداف جوية مشبوهة اخترقت مجالنا ...
- شاهد.. لحظة هبوط إحدى الطائرات في مطار بيروت وسط دمار في أبن ...
- -هل يُوقف دونالد ترامب الحروب في الشرق الأوسط؟- – الإيكونومي ...
- غواتيمالا.. الادعاء العام يطالب بسجن رئيس الأركان السابق ما ...
- فضائح مكتب نتنياهو.. تجنيد -جواسيس- في الجيش وابتزاز ضابط لل ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- تحليل جيني يبدد الأساطير ويكشف الحقائق عن ضحايا بومبي


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - متى نظفر بعودة مظفر؟؟