محي الدين عيسو
الحوار المتمدن-العدد: 1128 - 2005 / 3 / 5 - 10:52
المحور:
القضية الكردية
وقعت الأحداث في مدينة أشبه ما تكون بالمنسية ، في مدينة أسمها القامشلي ،على صوت الرصاص الحي أيقظوا كل النائمين ، وبصوت الرصاص الحي أرعبوا الأطفال والنساء والشيوخ ، جعلوا ربيعنا شتاء من الدم ، ومارسوا علينا أصناف التعذيب ، حاولوا تدمير الأخوة العربية الكردية التي بنيت منذ أعوام قليلة ، وعبر الأبواق الإعلامية قالوا عن الأكراد وكأننا الصهاينة ، وكأننا من اغتصبنا الوطن ، وقتلنا وجرحنا وعذبنا آلاف المواطنين ، وكأننا نحن من رفعنا صور الطاغية صدام ، وهتفنا بحياة الإرهابيين في الفلوجة العفنة ، وجعلنا من ملعب القامشلي ثكنة عسكرية ، وأطلقنا الرصاص الحي على كل ما هو حي ، وكأننا نحن الأكراد من نطبق قانون الطوارئ والأحكام العرفية على البلاد والعباد ، وجعلنا من حرية الصحافة مقيدة ومكبلة وسرقنا تراث ومعالم هذا الوطن ، وغيرنا أسماء القرى والمدن العربية بأسماء كردية ، وجعلنا آلاف العرب مجردين من الجنسية وكأننا نحن من أهدرنا حقوق الإنسان في الوطن واعتقلنا رئيس لجانها واغتصبنا الوطن وجعلناه مجتمعاً ريفياً متخلف ، وأغلقنا جميع المنتديات في المدن السورية ، وكأننا نحن المجرمون ونحن من ننهب الوطن .
في هذا الوطن الجريح المنتهك حقوق الإنسان فيه صوت البندقية أعلى من صوت القلم ، والظلم فيه عادة والعدل والسلام من النوادر ، أليسا من حق الأكراد أن يسألوا بأي ذنب قتلوا ؟ منظر الدم كان بشعاً في القامشلي وسواها لأننا لم نتعود على رؤيته لأننا كنا نطالب على الدوام بالأخوة والسلام .
يجب أن يكون يوم الثاني عشر من آذار عيداً قومياً للأكراد لأنهم تحدوا الأجهزة الأمنية القمعية في البلاد ، وقالوا لا لمن تجرأ على قتل وهدر دماء الأكراد .
عاشت القامشلي حرة أبية
وسيكون مصير المجرمين في مزبلة التاريخ إن شاء رب العباد
#محي_الدين_عيسو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟