|
الصراع السياسي الأشوري القبطي على قيادة الكنائس الارثذوكسية – 1
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 23:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الصراع السياسي الأشوري القبطي على قيادة الكنائس الارثذوكسية – 1
تعليق الأنبا بيشوى مطران دمياط على الأوراق المقدمة من الكنيسة الأشورية
أولاً : الورقة التي قدمها باواى سورو مطران الكنيسة الأشورية في المؤتمر الثاني للحوار السرياني الذي رتبته منظمة برو أورينتا في فبراير 1996 في فيينا
بعنوان
هل أفسس يوحّد أم يفرق؟إعادة تقييم لمجمع أفسس - رؤية للكنيسة الأشورية في الشرق
نبذه مختصره عن أفسس
فسس باليونانية Έφεσος و بالتركية Efes وبالإنجليزية Ephesus وتقع في منطقة ليديا ( Lydia ) – وهى غرب الاناضول- عند نهر كيستر ( Cayster River ) الذي يصب في بحر ايجة ( في تركيا الحالية) . قد وجدت المستعمرات في اثنا اولاً مدينة أفسس. تقع مدينة أفسس على ضفاف نهر كايستر الذى يخترق أراضى آسيا الصغرى فى الشمال الغربى , وأشتهرت أفسس بأنها كانت من المدن الكبيرة والعظيمة كما كانت ميناء تجارى هام وفى بداية عهد الأمبراطورية الرومانية أشتهرت مدينة أفسس قبل المسيحية بعبادتها للإلهة أرطاميس (1) ( الصورة المقابلة ) (إلهة القمر - الإلهة الأم عند اليونانيين، واسمها عند الرومان ديانا) ومعبدها الشهير (أع 19: 28). وبدخول المسيحية إليها أصبحت تشتهر بإكرامها العظيم للقديسة مريم الإكرام الذي وصل في كثير من الأحيان إلى درجة العبادة. فإن عقيدة أمومة مريم لله كانت معروفة ومنتشرة في تلك المدينة. وقد شيدت فيها كنائس أثرية على اسم مريم وكان آخر منزل سكنته العذراء مريم (4). وكنيستها كانت بجوار قبر القديس يوحنا الرسول ( كنيسة القديس يوحنا ) التي بٌنيت في القرن السادس الميلادي في عهد الامبراطور قسطنطين الاول ، على انها مكان ضريح الرسول يوحنا , كما كانت العذراء مريم شفيعة مدينة أفسس. فهل تم إختيار هذه المدينة بالذات تم بناء على حكم مسبق لنسطور بطريرك القسطنطينية أم أنه مجرد صدفة وخاصة أن الكنيسة التي انعقد فيها المجمع تسمى كنيسة القديسة العذراء مريم هذه مجرد تساؤلات ينبغى للباحثين بحثها.
• في ورقته التي ألقاها في فبراير 1996 في فيينا في حوار الكنائس ذات التقليد السرياني، طالب المطران سورو بأن يبقى نسطور موضع تقدير وإعجاب كنيسته الأشورية وبأن يُفهم تعليمه كتعليم أرثوذكسي وفيما يلي سطور من الورقة المذكورة وهى بعنوان "هل مجمع أفسس يوّحد أم يفرِّق؟"
"نحن نطلب فقط أن يُبذل جهد مماثل لفهم الاهتمام الأرثوذكسي المساوئ لنسطور في تعزيز استخدام اللغة التي تعبّر عن طبيعتي المسيح الإنسانية والإلهية الكاملتين والغير قابلتين للمقايضة. وكما أننا لا نسأل أحداً أن يلعن ذكرى كيرلس، هكذا نسأل بوقار ألا يطلب منا أن نتخلى عن إعجابنا وتقديرنا لنسطور، الذي تمسكنا به طويلاً."
• وعاد فكرر الطلب من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية أن ترفع سوء الفهم والحكم غير الصائب ضد كريستولوجية نسطور التي أعيد (من وجهة نظره) اكتشافها، وتقييمها، وقبولها بواسطة الدارسين الحديثين كتعليم أرثوذكسي. وفيما يلي سطور من نفس الورقة بهذا الشأن :
"يمكن للواحد منا فقط أن يصلى ويأمل أن يستطيع الأخوة الأرثوذكس الشرقيين في سائر التقاليد الكنائسية، في المستقبل القريب، أن يتخذوا خطوات مماثلة للخطوات التي اتخذتها الكنيسة الأشورية، وأن يسموا فوق سوء الفهم والحكم التاريخي الخاطئ، أو أية صعاب لا تزال لديهم ضد كريستولوجية نسطور، التى أظن أنه قد تم اليوم إعادة اكتشافها وإعادة تقييمها وفهمها وقبولها كتعاليم أرثوذكسية، عن طريق أبحاث الدراسات الحديثة."
• وقد أشار المطران باواى سورو في نفس الورقة إلى الحروم التي فرضتها كنيسته ضد القديسين كيرلس السكندري وساويرس الأنطاكي، كما ذكر تكريم كنيسته وولائها لنسطور وثيئودور واعتبار أن هذه صعوبات تواجه الأرثوذكس الشرقيين، فكتب ما يلى:
أولا..إن الحروم التي فرضتها الكنيسة الأشورية على كيرلس السكندري وساويرس الأنطاكي وفى نفس الوقت تكريمها، وولاءها لنسطور وثيئودور…"
• وفى نفس الورقة هاجم المطران سورو المحاكمة التي قادها كيرلس السكندري ضد نسطوريوس وقال أنها كانت محاكمة غير عادلة وغير قانونية كان فيها المدعى هو القاضي. وأشار إلى أن لاهوتيين من غير الأشوريين قد اعتبروا أن دوافع الكراهية الشخصية، والطموحات السياسية هي التي حركت كيرلس السكندري للحكم على نسطوريوس. وأستشهد في ذلك بورقة الأب أندريه دى هالو الكاثوليكي التي قُدّمت في فيينا وفى الحوار مع MECC في ليماسول:
"جرى مجمعاً مشوشاً، قام فيه كيرلس بدور كلٍ من المدعى والقاضي لنسطور. وكانت نظرة كنيسة المشرق دائماً للمحاكمة التى أُدين فيها نسطور في أفسس، أنها غير عادلة وغير شرعية. ويجب أن نشير إلى أن آخرين، من خارج كنيسة المشرق وبأوراق معتمدة معصومة كدارسين أرثوذكس قد وافقوا أيضاً على هذا التقييم ناسبين الجو المشوش والمرير في أفسس إلى العداء الشخصي والطموح السياسي من جانب كيرلس. فقد كتب اللاهوتي أندريه دى هالو من الكاثوليك الرومانيين عام 1992 واصفاً إجراءات المحاكمة بنفس الطريقة تقريباً التي وصفها بها آباء كنيسة الشرق. وقد لخصت نتائجه فيما يلي: "إن ما حدث في الحقيقة هو أن كيرلس قد حوَّل مسار مجمعاً أراد فيه الإمبراطور تعريف العقيدة "بدون أي شقاق وليد للنفور". ولأن المجمع قد تم انعقاده في عدم شرعية وبمحكمة كان القاضي فيها هو نفسه المدعى، ولم يكن الاتهام غرضاً لفحص مدقق، لذلك لم يكن هذا الحكم الغيابي إلا لينتهي بعزل مشكوك فيه. وعلى الرغم من ذلك فقد سرى سريعاً كحرم عقيدي فُرض على أساقفة الشرق عن طريق الإمبراطور الذي كان عداؤه يتزايد أكثر فأكثر تجاه رئيس أساقفة عاصمته."
ثانياً : الورقة التي قدمها المطران أبريم من مطارنة الكنيسة الأشورية في المؤتمر الثاني للحوار السرياني الذي رتبته منظمة برو أورينتا في فبراير 1996 فى فيينا
بعنوان ملخص الحوار الكريستولوجى…
• في ورقته المذكورة قال المطران أبريم أنه لا كيرلس السكندري ولا نسطوريوس يصلح لأن يكون هو الأب المشترك ثم طالب برفع الحروم بالتبادل من الجانبين عن كليهما. ما يلي هو اقتباس من ورقته: "إذا حاولنا تدبير "الأب المشترك لنا فى المسيح" يجب أن يكون أي إنسان سوى كيرلس السكندري أو نسطور القسطنطينى. فيجب حذف المحرومات المتبادلة ضد كيرلس ونسطور من تلك الكنائس التي تتلوها في الوقت الحاضر، حتى فى هذا الزمن المسكونى". • وأفاد أيضاً في ورقته أنه بالرغم من أن نسطوريوس ليس هو مؤسس الكنيسة الأشورية، ولكنه هو أب لهم بصورة قوية جداً. وعلى حد تعبيره باللغة الإنجليزية : "إلى أي حد يهتم الأشوريون بنسطور؟ كم "يكرهون" كيرلس السكندري؟ بالرغم من أن الأشوريون يذكرون أن نسطور ليس مؤسسهم ولذلك فإنهم يرفضون أن يُدعوا نساطرة، إلا أن الاتجاه العام هو أن نسطور، رغم كونه يونانياً، فهو أب لهم بصورة قوية جداً. لم يهتم الأشوريون أبداً بفهم تعاليم كيرلس السكندري".
ثالثاً : الورقة التي قدمها المطران باواى سورو من مطارنة الكنيسة الأشورية في الحوار السرياني الذي رتبته منظمة برو أورينتا فى يونيو 1994 في فيينا
بعنوان
هل التعليم الاهوتى لكنيسة الشرق هو تعليم نسطورى؟
• شرح المطران باواى سورو كيف تكرّم الكنيسة الأشورية نسطوريوس مع ديودور الطرسوسى، وثيئودور الموبسوستى في صلواتها، وتعيّد لهم فقال : إذا كان السؤال هو بشأن تكريم كنيسته لنسطور واستمرارها في ذلك فإن الإجابة واضحة.
"إن ليتورجيات الكنيسة تدعو بثبات كلٍ من نسطور وديودور الطرسوسى وثيئودور الموبسويستى في ليطانياتهم. ويحدد التقويم "تذكار المعلمين اليونان" في قائمة الآباء "الغربيين" التي تشتمل -وتؤكد- على نفس الثلاثة لاهوتيين. إذا كان السؤال هو "هل كنيسة الشرق تُكرِّم نسطور وتستمر في استخدام تعبيراته اللاهوتية؟" فإن الإجابة واضحة". • ثم شرح في نفس هذه الورقة كيف تكونت مدرسة الرها وأستقر فيها تعليم الطبيعتين بقوة ووضوح لأن المدرسة الأنطاكية الفكرية قد تمركزت هناك خاصة بواسطة تلاميذ ثيئودور الموبسويستى أسقف ما بين النهرين وكيف أغلقها الإمبراطور البيزنطي زيون 489م فانتقلت إلى الإمبراطورية الفارسية في نصيبين. وكيف استخدمت مدرسة نصيبين التعبيرات التي حرمها (القديس) كيرلس وشركاؤه فى مجمع أفسس. وفى نفس الوقت قدّمت التكريم لنسطوريوس كحامي للأرثوذكسية الأنطاكية وكشهيد لكبرياء وغطرسة كيرلس السكندري وفى الهامش أوضح كيف أفادت كتابات وشروحات تُرجمت إلى السريانية لثيئودور الموبسويستى، كنيسة الشرق (يقصد الكنيسة الأشورية).
"تحت تأثير متولي الأمر، نارساى، وهو المدافع الغيور للوضع الأنطاكي، وبإختياره لرئاسة المدرسة، فقد أزدهر المعهد ونال تكريماً كمركز علمي خطير. روَّج الموالين الأنطاكيين في نصيبين بقوة، وضعهم الكريستولوجى مستخدمين التعبيرات المألوفة لهم، أي نفس التعبيرات التي تم حرمها فى مجمع أفسس، وعن طريق الموالين لكيرلس. وكان يتم تكريم نسطور بينهم كمدافع قوى للأرثوذكسية الأنطاكية وكشهيد لكبرياء وغطرسة كيرلس السكندري. إن إحجام أساقفة الكنيسة في الشرق عن اتخاذ وضعاً قطعياً، إما إيجابياً أم سلبياً، بالنسبة لنسطور أعطى هؤلاء الموالين الفرصة والحرية لتصعيد علتهم في الدفاع عنه." (انظر الحاشية 16)
إن التعليم اللاهوتي لمدرسة الرها كان مرتبطاً بمدرسة أنطاكيا الفكرية. فقد تعلَّم بعض أساتذة الرها تحت أقدام ثيئودور الموبسويستى، ويعد ما قدمته مدرسة الرها من ترجمات للكتابات اللاهوتية الأنطاكية والتفاسير الكتابية للمتكلمين بالسريانية نتاجاً له شأنه فيما ساهمت به نحو كنيسة المشرق عموماً.
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القمني واله بني إسرائيل رد على مقالته!! الإسلام والحضارة
-
مسيحيو العراق !!الكنيسة الأشورية- 3
-
وثيقة أهل الذمة مؤامرة عثمانية مسيحية -الكنيسة الأشورية -2
-
زاغروس آمدي بين السعلوه والحنفيش ..رد على مقالته الآيات الشي
...
-
مسيحيو العراق!! الكنيسة الأشورية -1
-
الدولة العثمانية الفاسدة بين الكاثوليك الارثذوكس
-
مسيحيو العراق !!
-
دخيل جدك مولانا أمدي ..رد على مقالته الآيات الشيطانية
-
الأقباط بين التطرف الديني والدعوة القومية -3
-
رد على مقالة سامي لبيب.. لماذا إله واحد ؟!- نحن نخلق آلهتنا
-
الأقباط بين التطرف الديني والدعوة القومية -2
-
الأقباط بين التطرف الديني والدعوة القومية -1
-
الدعوة الدينية القومية القبطية لإقامة وطن قومي في مصر -5
-
الاشتراكية هي الحل!! رد على مقالة سيد القمني ..
-
الدعوة الدينية القومية القبطية لإقامة وطن قومي في مصر -4
-
جمشيد إبراهيم والبضاعة الصينية .. رد على مقالته الباطنية الم
...
-
الدعوة الدينية القومية القبطية لإقامة وطن قومي في مصر -3
-
الدعوة الدينية القومية القبطية لإقامة وطن قومي في مصر -2
-
الدعوة الدينية القومية القبطية لإقامة وطن قومي في مصر -1
-
الاسرائليون والأقباط في دعوه قوميه دينيه موحده
المزيد.....
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|