الغياب العماني عن ساحة الاحداث العربية

حنان أحمد الخريسات

الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقول ابن خلدون : " إذا زال العدل انهارت العمارة وتوقف الإنتاج فافتقر الناس واستمرت سلبية التساقط حتى زوال الملك " ..!
هذا ما يحدث في بعض الدول العربية التي حررت نفسها من الانظمة الفاسدة بعد ان عجزت عن احداث اصلاحات جذرية في شتى مجالات الحياة لشعوبها المظلومة.
من الواضح ان سلطنة عمان لم تظهر ردود فعل واضحة تجاه ما يجري على الساحة العربية وانما نجدها تنتهج سياسة خارجية واضحة تجاه الاحداث الجارية وحتى على المستوى الداخلي ايضا وهي سياسة "عدم التدخل في شؤون الغير " يقابلها على الجانب الآخر وعدم التدخل في شؤونها من الغير .
ان هذه القاعدة تظهر موقف الدولة العمانية السلبي في موقفها من تطورات الاحداث في تونس وليبيا ومصر وتجاه الابادة في سوريا الآن، فهناك ظروف تستدعي التدخل لحل خلاف دولي أو مناصرة دولة ما لما يحدث فيها .
ما من شك في ان هذه السياسة لها انعكاساتها السلبية على الدولة بفرض نطاق من العزلة على الدولة والشعب بعدم مشاركة الاخرين في طرح حلولهم او مقترحاتهم تجاه ما يجري على الساحة العربية من تطورات ربيعية اصلاحية أو في الشأن العماني؟
ترى هل سيستمر هذا الانغلاق او الانعزال عن العالم الخارجي وهل سيبقى الجيل الشاب موافقا على هذا الانعزال ؟ ما هو موقف الدولة حيال تعرضها لأحداث مشابهة ؟ وهل مفهوم العزلة الذي تفرضه الدولة هو نفس المفهوم الذي يفهمه الجيل الشاب الذي يعيش عصر الانفتاح وشبكات التواصل ؟ هل هو اجراء انتقائي ؟ .
من الواضح أن كل ذلك ليس في صالحها حين يكون موقفها موقف المتفرج أو المحايد الذي لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم . كما أن قانون العزلة حين يفرض على الشعب لن يستمر طويلا في ظل انفتاح العالم على بعضه بوسائل التكنولوجيا والاتصال المختلفة .
تساؤلات كثيرة حول العزلة رغم الدور الذي لعبته عمان في الوساطات وفتح قنوات الحوار بين الدول العربية واخرى غير العربية في اواخر السبعينات وخاصة مع ايران في المجال الدبلوماسي ومع الدول العربية كمصر في علاقاتها مع ايران .
هل هو الخوف من رياح التغيير والربيع العربي وحراكات الاصلاح ان تتسرب الى عمان ؟ ام هو المذهب الاباضي الذي يشكل نسبة عالية في التشكيلة المذهبية للسكان دفعت الى اتخاذ قاعدة العزلة لحماية الدولة من اية تأثيرات خارجية قد تؤدي الى احداث تغيير في نظام السلطة السائد واستقرار الدولة مع ان مفهوم العزلة وباختلاف مفاهيمه هو أمر غير صحي في هذا الوقت على مستوى أفراد ومجتمعات وعلى مستوى دول ..!



د. حنان الخريسات

#حنان_أحمد_الخريسات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات