امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 13:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
صباح اليوم .. عند ذهابي الى المُختبَر لإجراء بعض التحاليل الروتينية ، .. قال لي سائق التكسي فور جلوسي : هل اليوم هو أول أيام " العشرة " أم غداً ؟! .. تفاجأتُ بالسؤال ولم أفقَه ما يعنيهِ لأول وهلة .. قلتُ : ماذا تقصد ؟ أية عشرة وأية أيام ؟ إستغربَ صاحبنا وقال مُستنكراً : ألا تعرف وأنتَ بهذا العُمر ما هي الأيام العشرة والأيام الستة ، التي ينبغي لنا فيها التعبُد والصوم والصلاة ؟ .. قلتُ لهُ ببساطة وبِكُل برود : في الحقيقة لا أعرف ولا يَهّمني أن أعرف .. لأنني أصلاً لا أصوم ولا أُصّلي ! .. إرتفعتْ نبرة صوت صاحبنا وقال مُتشكِكاً : ألستَ مُسلِماً ؟ قلتُ له : بلى أنا مُسلم .. ولكن هل من المُحّتَم ان يعرف كُل مُسلم ، ما هي الأيام العشرة او الستة ؟ .. قال مُستنكراً : من الطبيعي عليه أن يعرف .. ولكن ماذا أقولُ لك ؟ اريد أن أعرف لماذا لاتُصّلي ولا تصوم ؟ قلتُ : وما شأنُكَ انتَ ؟ هذه مسألة شخصية وهي بيني وبين الله ، وهو فقط الذي سيحاسبني ! . في الدقائق المتبقية من الطريق .. لم ينبس كلانا بشئ .. نقدته الأجرة ونزلتُ بهدوء .. وهو لايدري انني صائمٌ إجبارياً .. لأنني لم آكل ولم أشرب منذ ما يزيد عن الخمسة عشر ساعة .. من أجل إجراء الفحوصات المختبرية ! .
قبلَ نزولي ، أردتُ ان أرُدِدَ لصاحبنا السائق المُستاء والمُستنكِر .. بعض أبيات الشاعر البصري " كاظم الحجاج " ، التي قرأتها اليوم مُصادفةً ضمن مقال الأستاذ " علي حسين " الموسوم : يُصلون نهاراً ويسرقون ليلاً في جريدة المدى . لكنني كنتُ متأكداً ان صاحبنا السائق ، لن يفهم ورُبما يزداد عصبية وإنفعالاً ! :
أنا أتوضأُ .. دونَ صلاة .. وهذي شمالي
أعَفُ وأطهرُ مِمَنْ يُصّلي نهاراً .. ويسرقُ في الليلِ خُبز عيالي
أنا لا أصومُ .. انا صائمٌ منذ ستين عام
أجوعُ وآكُلُ .. لكنني لا أبسمِلُ عن لُقمةٍ بالحرام
أنا لا أزّكي .. فَمِنْ أينَ لي
وحتى لحافي .. قصيرٌ على أرجُلي !
.......................
متى يكُف البعض عن إعتبار أنفُسِهم .. وكلاء الله في الأرض .. والناطقين بأسم الإيمان والدين والأخلاق .. متى يكفون عن طرح أسئلةٍ لاتعنيهم على الإطلاق ؟!
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟