|
-رَأْسُ المِحْنَةِ مخَافَةُ اللهِ-*
فؤاد علي أكبر
الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 09:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في وَطني وَطن الإِيمان.. الخوف أكبر عنوان..يَسري ويَنتشر وينمو في كل مكان.. ويَحتل كل المساحات مابين الله والإِنسان..! تَجَسَّدَ الخوف في وطني فصار الوطن عقيماً لايثمر شيئاً سوى الخوف.. عاطلاً لاينتج شيئاً سوى الخوف..جائعاً لايستهلك شيئاً سوى الخوف..غنياً لايستورد شيئاً سوى الخوف.. مُكْفَهِراً لا ينضح منه شئٍ سوى الخوف.. بُوراً لا يزرع فيه شئٍ سوى الخوف.. وطن لامكان فيه لشئٍ سوى الخوف والخوف والخوف... خوف من الله ومن الشيطان.. خوف من الجَانّ ومن الإنسان.. خوف من المجهول ومن المعلوم.. خوف من المُبهم ومن المفهوم.. خوف من الحقيقة ومن الوهم.. خوف من الحياة ومن الجَمَّاد..خوف من الإيمان ومن الإلحاد..وخوف من الحرية ومن الإستعباد.. خوف من الغريب ومن القريب ..خوف من العدو ومن الحبيب.. وخوف من العودة والبقاء والمُضِيّ.. خوف من القادم والحاضروالماضي.. في وطني يخاف الإنسان من نفسه ومن الله ومن كل شئ ومن لاشئ.! الطفل يخاف من أبويه ومن إخوته.. الأم تخاف من زوجها ومن أهلها.. الأب يخاف من زوجته ومن أولاده..النساء يخفن من بعضهن ومن الرجال..الرجال يخافون من بعضهم أربابهم.. والأرباب يخافون من بعضهم ومن الحُكام..والحُكام يخافون من بعضهم ومن الناس.. والناس يخافون من بعضهم ومن الحكام ومن رجال الدين..ورجال الدين يخافون من بعضهم ومن الناس ومن الحكام.. والكل يخافون من بعضهم ومن الله ومن الناس ومن كل شئ... في وطني لا نعرف شيئاً غير الخوف.. ولا نفهم شيئاً غير الخوف.. ولانجيد أحساساً غير الخوف.. ولا نستسيغ طعماً غير الخوف.. ولا نرضخ لأمرٍ غير الخوف ولا نعبد رباً غير الخوف.. فصرنا هدفاً للمُجرمين والمُشَعْوِذين والطُغاة! يغتصبون البراءة والطفولة من حياتنا ونحن خائفون.. يغتصبون الضحكة والبسمة من شفاهنا ونحن خائفون..يغتصبون الحب والحياة من شبابنا ونحن خائفون.. يغتصبون الأنوثة والجمال من نساءنا ونحن خائفون.. يغتصبون الذكورة والوسامة من رجالنا ونحن.. يغتصبون الفكر والخيال من عقولنا ونحن خائفون.. ويغتصبون الإيمان والهُدَى من قلوبنا ونحن خائفون.. يغتصبون الحق والعدالة من شرعنا ونحن خائفون.. يغتصبون الفضيلة والشرف من عاداتنا ونحن خائفون.. يغتصبون القُوتِ والذخِيرَةِ من أفواهنا وأفواه أجيالنا ونحن خائفون.. يغتصبون الأرض والسماء من حولنا ونحن خائفون من الله ومن الناس ومن كل شئ.. في وطني يَخاف الأبرياء والفقراء والشرفاء والخيرون والمساكين والضحايا والمعذبون من الله ويَضِجّون مِنه وإليهِ بالبكاء والدعاء والنحيب ليُكفروا عن ذنوب وجرائم لم يَقْتَرِفوها! مُفزَّعون ومُرَهَّبون ومَنْهوبون كل يوم في بلادنا ونحن خائفون.. نُضطهد ونُساق عبيداً كل يوم في بلادنا ونحن خائفون.. نُهان ونُذل كل يوم في بلادنا ونحن خائفون.. نُطارد ونُعتقل كل يوم في بلادنا ونحن خائفون.. نُصلب ونُعذب كل يوم في بلادنا ونحن خائفون.. تُنتهك أعراضنا وتُستباح مقدساتنا كل يوم في بلادنا ونحن خائفون..نُذبح وتُقطع أوصالنا كل يوم في بلادنا ونحن خائفون.. نُحرق ونُذرّ رماداً كل يوم في بلادنا ونحن خائفون..ونُفجع في أنفسنا وأبناءنا وأهلنا وأصحابنا كل يوم في بلادنا ونحن خائفون من الله ومن الناس ومن كل شئ... في وطني يلفنا الخوف في المهد قماطاً ثم نرتديه ثوباً طول العمر ويدفن معنا كفناً عند الموت. خوفٌ في خوفٍ في خوف ولا أحد يَسأل عن سر ومعنى هذا الخوف! نؤمن وندعوا للإيمان ونحن خائفون.. نبني المساجد والمعابد ونحن خائفون.. نُؤدّي الصلوات والنوافل ونحن خائفون..نرفع الذكر والدعاء ونحن خائفون.. نُقدم فروض الطاعة والنُذُور ونحن خائفون.. نصوم الواجب والمستحبات ونحن خائفون.. نذهب للحج والعمرة ونحن خائفون.. نهجر الدنيا ونسعى في طلب الآخرة ونحن خائفون.. نجاهد في سبيل الله والشيطان ونحن خائفون...نَجلد ذواتِنا وجلودِنا ونحن خائفون.. نَكفر بالله وبالسماء ونحن خائفون..نجعل حياتنا جحيماً لا يُطاق ونحن خائفون.. من الله ومن الملائكة ومن عذاب جهنم ومن كل شئ.. في وطني يَسكن فينا الخوف في الليل والنهار والكل خائفون بأستمرار حتى سَئِمَنا الله وأختلط الصالح بالطالح فينا وفقدنا سبيل الرّشد والمسار! الطيبون والأشرار خائفون، الضحايا والجناة خائفون، العاشقون والزناة خائفون، المثقفون والجهلة خائفون، الصادقون والمنافقون خائفون،الأوفياء والغادرون خائفون، المسالمون والمتاجرون بالسلام خائفون، المحاربون والمتاجرون بالحروب خائفون، المتدينون والمتاجرون بالدين خائفون، الشعوب والحكام خائفون. والكل من الله ومن الناس ومن كل شئ... في وطني..يُستثمر الخوف في الدين والسياسة والتجارة والإقتصاد والأسرة والتربية والمجتمع والحياة وفي كل شئ ويُعلم الناس أن رأس الحكمة تكمن في مخافة الله والناس والأشياء.. ولايعلمون أن " رَأْسُ الحِكْمَةِ محَبَةُ اللهِ وَالإنسانِ وَالوُجُودِ"...!
* أصل القول... ـ قال سليمان الحكيم (رأس الحكمه مخافه الله و معرفه القدوس فهم ) أم 9 : 10 وهناك مصادر ضعيفة .. ـ (رأس الحكمة مخافة الله عز وجل) الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: البيهقي - المصدر: شعب الإيمان - الصفحة أو الرقم: 1/409 ـ (رأس الحكمة مخافة الله تعالى) الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني ...المصدر ضعيف الجامع ـ حديث : (رأس الحكم مخافة الله) رواه الحكيم الترمذي وابن لال وابن عساكر وغيرهم وهو حديث واهٍ انظر ضعيف الجامع(ص/451رقم 3066) ـ (رأس الحكمة مخافة الله) الراوي: عقبة بن عامر - خلاصة الدرجة: لا يصح - المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة و الرقم: 4/198
#فؤاد_علي_أكبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مراجعات ذهنية بسيطة...
-
الدين أكبر منزلة من الله والإنسان...!
-
* اقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
-
نِيران البوعزيزي تَصلِية سَعير وحُجُب دُخَان عن حَقيقة الكَث
...
-
صاحب الزمان والسفياني أسلحة الربيع الطائفي لأبادة شعوب المنط
...
-
الربيع الطائفي يحرق آخر أوراق الخريف الديمقراطي العربي
-
لِنَعُد لِسِيرَتِنا الأُولى
-
متلازمة ستوكهولم والمغرمون بصدام ومن على شاكلته من مجرمين وح
...
-
المُتَدَيِّنون أَكثرُ جُرْأَةً عَلى الله
-
نَزَغات الشَيطان العُظمى
-
رِسالة إِلى ...فَخامَة دَولَة رَئيس مَعالي سَماحَة السَيد ال
...
-
كُلُّكُمْ رُعاع وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ قَتلِ رَعِيَّتِه
...
-
حَدَّثَني شَقيقيَ المَجْنُون...
-
الديمقراطية العراقية وأنتاج البدائل الصدامية
-
على قارعة الطريق ...
-
جرائم لاتحضا بأهتمام الأنام والحكام والإعلام في العراق
-
أشكالية المكون الكوردي الفيلي في المشهد العراقي
-
مطلوب عشائرياً...!
-
الكورد الفيليون ..أزمة لغة أم لهجة أم وطن؟
-
إِغتِيال وَطَن
المزيد.....
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
-
ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|