خالد عياصرة
الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 03:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خالد عياصرة – خاص
من الممكن التخلص من مشاكل الحكومات السابقة والحالية والمستقبلية، هذا الأمر جميل بحد ذاته، لكن ثمة شرط أساس لابد من وجوده، لإنجاح التوجه، يقوم على إنهاء مشاكل الشعب نفسه أولا الخاصة به، التي لا ترتبط بالنظام وبأدواته.
هذا لن يكون الا من خلال تغيير مفاهيمه ونظرته ومصطلحاته وطرائق فهمه للاشياء، بحيث تكون حقيقية أكثر ارتباطا بالواقع، لا وهمية منفصلة عنه.
مثلا من العار كل العار حصر المعاني المصيرية لكلمة الـ ( ديمقراطية ) في الإنتخابات وقانونها، كونها أوسع وأخطر من ذلك بكثير !
الأدهى من ذاك، تكبيل فضاءات ومساحات حرية التعبير بقيود المسيرات والمظاهرات والاعتصامات، والمطالبة بتركها على حل شعرها !
من المصيبة التلاعب بالمصطلحات هكذا دون تحديد وظيفتها، نحو مكافحة الفساد المؤسسي في الأردن، دون التأكيد على أن مكافحة الفساد فعل يومي، كون الفساد فعل مستمر لا يمكن القضاء عليه مطلقا، لكن لا أحد يستخدم مصطلح (محاسبة ومحاكمة) الفاسدين، لان هناك فوارق كبرى بين مكافحة الفساد ومحاسبته. لذا ادعو هئية مكافحة الفساد لإعادة النظر في تسميتها، قبل الشروع في وظيفتها !
ولتوضيح الفكرة أكثر، لابد من طرح المثال التالي، أحد المسؤولين معروف شعبيا يتعاطى فعل الفساد، ومع هذا نجد أن (بعض) أفراد الشعب يذهب اليه مستعطفا ذليلا من أجل تعيين ابنته، أو تسفير ابنه، او تدريس زوجته.
ما الفرق هنا بين الفاسد الأول والثاني، هل يوجد فرق بالاصل، الا يقود الثاني بدعم الأول. الا يتوجب علينا قبل المطالبة بالإصلاحات العمل على تثقيف المجتمع، ليصر الفرد فينا قادرا على التمييز الفعلي بين الفاسد الحقيقي من غيره.
الكثير من شعارات الحراك الإصلاحي تسهم دون أن تعلم في حماية الفاسدين من خلال استخدام شعارات مبنية على مصطلحات ساقطة ضمنيا لأنها لا تدعو إلى محاسبة ومحاكمة الفاسدين، بل إلى مكافحة الفساد، وكأن الفساد عبارة عن خنفساء أو ذبابة، فأي جنون هذا !
لهذا نقول: قسما بالله لو طالب الشعب الأردني بإسقاط الملك نفسه، فإن الشعب لن يتغير، لا جراء عدم مقدرته على ادارة نفسه كما يقول البعض، بل بسبب عدم مقدرته ورغبته في التخلي عن اساليبه التي تتماهى مع أفعال الفاسدين وتحميهم، أفعال تؤمن بالعشيرة أكثر من الدولة، ترضخ لفنجان القهوة أكثر من القانون، تفضل والواسطة والفاسدين على العدالة، شعب في زيادة جرع المكرمات ويرفض استعادة الحقوق، شعب يريد الحصول على الحقوق، دون أن يعترف بالوجبات.
شعبنا الذي يرفض البوح بمكنون صدره، ويستبدل ذلك باستخدام لغات ترميزيه، خوفا من بطش او رعبا من انتقام.
في السابق انتقدنا النظام وأدواته لانه حاد عن الدرب، أما اليوم، لا فرق بين النظام والحراك الإصلاحي بكافة اطيافة، فكلاهما يستخدمان عين الأساليب والوسائل.
خالد عياصرة
[email protected]
#خالد_عياصرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟