أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمار طلال - انصح واقبح واعظم امراة في العام














المزيد.....

انصح واقبح واعظم امراة في العام


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 00:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انصح واقبح واعظم امرأة في العالم


ليزي فيلاسكويز، قضت الارادة الإلهية، بحكته التي لا تقهر، ان تجيء ليزي باقبح ما يمكن ان يكون عليه الجندر (النوع البشري بغض النظر عن الانوثة والذكورة).
فيلا سكويز ليس تحت جلدها طبقة دهنية من تلك التي مدتها ملائكة الله تحت جلود الناس اجمعين، وجف البصر في عينها اليمنى حتى باتت لا ترى سوى باليسار.. صف اسنان مقزز ينتأ من تحت الشفتين ووجه نصف مجعد ونصف ضامر، مثل قنينة المنيوم داستها حوافر حمار.
هل استرسل في وصف معايبها، الخلقية، التي فطرها الله عليها، من رحم امها الى ظلم الحياة؟ ام أكف رأفة بنفسي والقراء وليزي فيلاسكويز.
فيلا سكويز لا تحتاج رحمة، فهي سعيدة بحصولها على لقب عالمي، رفعت الحرج عن المنظمات الانسانية، باطلاقها لقب (اقبح امراة في العالم) بعد ان استنكرت المنظمات اول بادرة اعلامية بهذا الاتجاه، لكن قوة ليزي في مواجهة بلواها، طمأنت المنظمات الى كونها لا تعترض على ما اطلقته بحقها اولى القنوات التلفزيونية خلال لقاء معها، ثم توالت الصحف والمواقع الالكترونية في ذلك.
استعرضت ليزي تجربتها مع القبح في كتاب مليء بالتفاؤل، التمست فيه العذر لمن يجرحونها بالكلام والنظرات؛ لا لذنب اقترفته بحقهم، سوى كون الله.. جل وعلا.. خلقها بهذه الصورة.
ليزي اصبحت ثرية من ريع كتابها، الذي يتلخص بنصائح لتحقيق التفوق وقهر الدونية؛ فهي لم تحسد الحسناوات ولا الاصحاء، انما تحث على استثمار المتوفر، ضمن ممكنات الفرد، والمتوفر في محيطه، ومن ثم الاتكال على الجانب الميتافيزيقي، في ما هو مستحيل.
اذ يتلخص الكتاب.. من حيث العنوان والمضمون بأن على الانسان ان يستثمر طاقاته في تحقيق استيفاء ضروريات حياته، وما يعجز عنه، يطلب فيه المساعدة من الآخرين، وحين تتعذر على الآخرين المساعدة، او يحجمون عن تقديمها لايما سبب، فان على الانسان ان يلجأ الى الله.
كم من القناعة والتطامن مع قدرها، في هذا الكلام، واظنها لو كانت عربية مسلمة، لقالت: "وعلى الله فليتوكل المتوكلون" ولو سمعت بهذه الآية القرآنية الكريمة وهي على حالها من حيث الثقافة الامريكية في مجتمعها المفتوح بمرونة على ثقافات العالم ومعتقداته، لاكملت معنا فهمنا الشرقي المتصالح مع وجوده:
- انه قدري ولا اعتراض على ارادة الله
- له فيها حكمة في الدنيا والآخرة
- هو مولانا فعليه فليتوكل المتوكلون.
رصانة دستور الاسلام في معالجة الحقائق الوجودية الملزمة، تخلق اطمئنانا منزلا على المسلمين من السماء ضمن تعاليم دينهم الحنيف، لكن الفرد في المجتمعات الغربية، توصل اليه بحكم النشأة الوجودية القويمة.
فما احوجنا الى التحلي بالمثل الغربية التي تتكامل مع الاسلام.. اذ يلتقي سمو الغرب مع عمق الاسلام منصهرا في ذات الشخصية الحضارية التي تفيد من الماضي في ترصين حاضرها كي يثمر مستقبلا.
وهذا بمجموعه.. اقتراب السياقات التربوية الغربية التي انشئت عليها ليزي من اتكال المسلمين على الله بعد السعي الجاد لتحقيق المعجزات التي يدعم الله الصالح منها:
"ما كان لله ينمو"
يخلق لدى الفرد المسلم الطمأنينة التي تتمتع بها ليزي وهي في اسوأ حالات التكوين.. انها متفائلة بقبح شكلها في حين عدم فهمنا للحياة جعلنا متشائمين بوسامتنا وفقراء برغم ثراء ارضنا بالنفط والمعادن ونتصرف سلوكيا بغباء على الرغم من موهبة الذكاء الخارق الذي اخترق وجودنا فمزقه.
ولنا في ليزي فيلاسكويز اسوة حسنة.. يا ألي الالباب.. انها انصح واقبح واعظم امرأة في الوجود.



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نواب يربطون البنى التحتية بالارهاب
- السمفونية تطمئن المغتربين مفهوم شعبي للموسيقى النخبوية في ال ...
- الحروب والحصار والارهاب تغال الذائقة الغنائية في العراق
- من وحي سفر الخروج
- العراق دولة ضد شعبها
- الربيع العربي يوفر حكما ذاتيا لتنظيم القاعدة
- حسن وسوء استخدام الجزء الواحد من الجسد
- اليسو.. التأييد لا يعفينا من الهدر
- سبقت سوريا الجميع فتأخرت هذه الدورة
- براغماتية متعاشقة شعوب تطيح برؤسائها ورؤساء تطيح بشعوبها
- سآوي الى ركن شديد يعصمني
- تحييد الدين والقومية ينتشل الدستور من فشله ويحقق الرفاه الوط ...
- العراق.. حكومات متعاقبة ينصبها الاجنبي ضد مجتمعها
- آفة الرأي الهوى
- الطلقاء عائدون
- استقواء الايمان بانهيار الجسد المسيح الحي.. ما صلبوه ولكن شب ...
- خلايا تبحث عن ثغرة المالكي يعلن انتهاء المعركة ضد الارهاب
- اما التقوى او الدهاء علي يستشهد ساجدا فجر رمضان
- ستاند آب كوميديا اسلامية راقية
- الموجة الجديدة نصف قرن من الانهيارات الرئاسية


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمار طلال - انصح واقبح واعظم امراة في العام