أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عائشة خليل - تعليم المقهورين من فريري إلى بوال














المزيد.....


تعليم المقهورين من فريري إلى بوال


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 20:43
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


كتب الفيلسوف البرازيلي باولو فريري كتابه الرائد "تعليم المقهورين" عام 1968، والذي ترجم إلى الإنجليزية عام 1970، وترجمه مؤخرًا إلى العربية مازن الحسيني تحت عنوان "نظريات في تربية المعذبين في الأرض" وصدر عن دار التنوير، عام 2002. وكان الكتاب سببًا في سجن الكاتب ثم نفيه من موطنه البرازيل، ولكنه كان أيضًا سببًا في ظهور حركة "التعليم النقدي" وانتشارها في أرجاء المعمورة. ومن الصعوبة بمكان اختزال أفكار فريري في عدة أسطر، بيد أنه يمكننا القول إنه ينتقد ما يلقبه بالتعليم البنكي: أي التعليم المبني على أساس إيداع المعلومات من قِبَل المعلم لدى الطلاب، ثم استدعائها آخر العام. يرى فريري في العملية التعليمية تجربة تحررية يستفيد منها الطرفان - الطلاب والمعلم - وبالتالي فإن على المعلم أن يبدأ بدون أفكار مسبقة، ويتوقع أن لدى طلابه ما يعلمونه إياه. يرسم فريري أيضًا تصوراته للتعليم المبني على البحث عن حل لمشكلة ما، بحيث يبحث الطلاب سويا مع المعلم إيجاد حل للمشكلة المطروحة، فالتعليم لدى فريري هو عملية تمكينية - وليست تلقينية – للطلاب.
وبما أننا نتحدث عن "حركة تعليم نقدي" فلقد تشعب استخدام الفكرة بين العديد من العاملين في مجالات التمكين، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة. ولعل أبرز من احتفى بفريري وفكرته الرائدة في مجال النسويات، الكاتبة الأمريكية من أصل أفريقي بال هُوكسْ فلقد وجدتها وسيلة رائعة لتعليم الطلاب في الفصل الدراسي بالأسلوب النقدي، ولكن أهم تطور لفكرة كانت على يد المخرج البرازيلي الراحل أوغسطو بوال، والذي تعرض أيضًا للسجن والنفي من موطنه البرازيل كصديقه فريري. يستعدي بوال فكرة أن التعليم الأفقي (من أعلى إلى أسفل) يكرس الهيمنة، ويستخدمها في مسرحه "مسرح المقهورين" فالمسرح بحسب بوال يجب أن يكون مساحة ليتعلم المقهورون أن عدة عوامل تتقاطع لتكرس هيمنة شخص ما على آخر (أو على موقف) كي يسيطر، ويهيمن، وفي النهاية يكسب. ولذا يقوم بوال برسم موقف ما، يحاول فيه شخص الهيمنة على آخر، ويقوم المشاركونً برسم السيناريوهات المحتملة لرد العدوان أو محاولة الهيمنة، ثم يقومون بتمثيلها، حتى يصلوا إلى حل مُرضي. وبالطبع تقوم فكرة "مسرح المقهورين" على انعدام الهرمية بين المخرج والكاتب والممثل من جهة والمشاهدين من جهة أخرى، وهو تطوير لفكرة انعدام التعليم الأفقي التي دعا إليها فريري. ففي مسرح بوال لا يوجد مخرج وإنما وسيط يدعى"الجوكر" ينظم الحوار بين المشاركين، ويستدعيهم لتمثيل ما طرحوه من أفكار ومناقشتها مع غيرهم من المشاركين.
ولأن كلا من فريري وبوال ينتصران للمقهورين، فلقد وجدت أفكارهما أرض خصبة بحيث تطورت وأخذت أبعادًا جديدة. فمثلا تستخدم فكرة "مسرح المقهورين" بين الجماعات التي تعمل على تمكين المرأة، لرسم سيناريوهات محتملة لمواقف متباينة قد تتعرض لها النساء- فمن التحرش في مجال العمل، إلى العنف الأسري، إلى الاعتداء من أجل السرقة بالإكراه، إلى غيرها الكثير - رسمت تلك الجماعات سيناريوهات مختلفة ودعوا (المشاركات والمشاركين) لطرح ردود أفعال عن تلك السيناريوهات المحتملة. والفكرة في استخدام ذلك من أجل تمكين المرأة، هو إعداد المرأة بردود أفعال محتملة عن تلك السيناريوهات شبه الواقعية حتى تكون جاهزة للرد عند وقوعها، ولا تفاجأ مما ييسر عليها الموقف إلى حد ما.
وقد يكون "مسرح المقهورين" أداة فاعلة للتخفيف من التحرش الجنسي الذي تتعرض له المصريات في الشوارع والذي زادت وتيرته مع الانفلات الأمني بعد الثورة - وتضافر مع غض المجتمع البصر عنه- ليشكل ظاهرة باتت تعاني منها الفتيات والسيدات بشدة بحيث تناقلتها وسائل الإعلام العالمية. تسمع كل فتاة أو سيدة عن التحرش الجنسي، وقد تتعرض له مرات ومرات؛ ولكنها تبقى غير مستعدة لرد فعَّال. وقد يساعد مسرح المقهورين كونه مسرحا للمقهورين، في إيجاد مساحة آمنة للسيدات والفتيات للتعاطي مع مشكلة أصبحت تؤرق الشارع القاهري؛ فهل من مجيب؟



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج جالز: تجربة من أفريقيا
- مجلة -مز- في الفصل الدراسي
- الرعاية المجتمعية للأمهات
- التغيرات الإيجابية في حياة اليافعات: تجربة من الهند
- الإعلانات والمعايير البطريركية المستحيلة
- النساء والنفايات
- المجتمع الذكوري: مارينا نموذجًا
- الحركة النسوية والدراسات النسوية
- إخضاع الجسد
- عقوبة التحرش بين القانون الفرنسي والمصري
- العدالة الشكلية والعدالة الجوهرية
- تدنى المستوى التعليمي (فكرًا وممارسة) في مصر: نموذج من ورقة ...
- النخبة المصرية وحزمة البصل
- اغتصاب الثيب غير وارد!!
- بين الفرعون .. والإمام .. الرئيس منزوع الصلاحيات
- تشريح ثورة
- الدولة المدنية
- بيتي فريدان وكتاب -السحر الأنثوي-
- تقدم .. تأخر
- تأنيث الفقر


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عائشة خليل - تعليم المقهورين من فريري إلى بوال