علي بنساعود
الحوار المتمدن-العدد: 1127 - 2005 / 3 / 4 - 10:27
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أكيد أن العديد من دول المعمور ستغبط الدول العربية عامة ومصر خاصة على "فتحها المبين" في مجال التحديث والديمقراطية...
ذلك أن الأخبار الواردة من أرض الكنانة تفيد أن "مناضلي" حزبها الوطني الحاكم قد بلغوا قمة التشبع بمبادئ الديمقراطية والاختلاف والحوار الحضاري...، وانتقلوا إلى ترجمتها على أرض الواقع، مستبقين بذلك "منتدى المستقبل" الأمريكي...
الدليل على ما نقول هو الحادث الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية، مؤخرا، حيث، واحتجاجا على إقصائه لبعض زملائه واستبعادهم من لجن مجلس محلي، هوى أحد الأعضاء على رأس رئيسه بميكروفون منصة القاعة حيث كان الاجتماع منعقدا، فأرداه قتيلا...!!!
طبعا، نحن المغاربة، لم نعر هذا الحادث أي اهتمام، والسبب هو أننا قطعنا كيلومترات عدة على درب المشروع الديمقراطي الحداثي، وسبقنا سليلي الفراعنة بسنوات ضوئية في هذا المجال. لذلك، فلا غرابة أن يكون تاريخنا الحديث، رغم طراوته، حافلا بمنجزات من هذا القبيل، لم يعد يلتفت إليها المؤرخون... منها واحدة وقعت منذ حوالي عقد من الزمان، بربع ناء من ربوع "المغرب غير النافع" البعيدة عن الأضواء وعن "التقليد والمؤثرات الدخيلة"، حيث، وتعبيرا عن إيمانهم الجبلي الراسخ بالاختلاف و"الديمكراسية"، هوى أحد مستشاري بلدية كلميمة (بإقليم الرشيدية/ الجنوب الشرقي المغربي)، خلال دورة من دورات مجلسها الموقر، على زميل له بكرسي شق أم رأسه، وفرض نقله إلى العاصمة للإقامة والاستجمام بأحد مستشفياتها الجامعية ردحا من الزمان...!!!
ولأن تجربتنا الجماعية راشدة ورائدة، مقارنة مع التجربة الفرعونية الفتية، وتجاوزت مرحلة الحوار الداخلي بالكراسي والميكروفونات، فقد فكر "أصحاب الوقت"، القائمون على شؤوننا، في تعميم إشعاعها، ففتحوها على محيطها السوسيو-اقتصادي، لتستفيد منها الفعاليات المدنية والاقتصادية، وعليه، فلا غرو أن نجد بسجن توشكة بالرشيدية مثلا مقاولا محكوما بالإقامة بين جدرانه زهاء عقدين من الزمان بالتمام والكمال، بعدما "قولبه" رئيس إحدى البلديات وتركه "الله كريم" فدخل معه في "حوار ساطوري" لم يزد على انتزاع إحدى أذنيه...!!!
طبعا هذا مجرد غيض من فيض التجربة المغربية الغنية التي سوف لم يجد "منتدى المستقبل" الأمريكي إزاءها ما يقوله أو يفعله أكثر من مطالبة باقي الدول باستنساخها...
وفي انتظار المزيد، دمنا، ودام لنا ولأشقائنا السبق والإعجاز في دروب الديمقراطية...
*علي بنساعود
#علي_بنساعود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟