|
النضال السلمي يؤتي نتائجه في لبنان
ربحان رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 1127 - 2005 / 3 / 4 - 10:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
برجولة وشجاعة تنازل رئيس وزراء لبنان لمطالب الشعب اللبناني ليقدم استقالة حكومته يوم الأثنين 28/2/2005 . وهذا إن دل ّ على شئ إنما يدل على ديمقراطية الرجل وفهمه لمستجدات المرحلة ، وضرورة التفاهم مع شعبه الذي توجه إليه قائلا ً: "إنني حرصا على أن لا تكون الحكومة عقبة أمام ما يرونه خير البلاد أعلن استقالة الحكومة التي لي شرف رئاستها. فالتشبث بكرسي رئاسة حكومة دون موافقة الشعب إنما هي إغتصاب لحق ذاك الشعب في إختيار قيادته السياسية ، وعندما لايصغي الحاكم إلى مطالب المحكوم عبر فعالياته المختلفة (في حال السماح له بفعلها) إنما يفعل فعل المستبد المتغطرس والديكتاتور الحاكم ولنا في نظام البعث عبرة في ذلك حيث لم يستمع ولم يصغ نظام صدام المقبور إلى مطالب شعبه مما أدى سقوطه سقطته المهينة دون ذرف دمعة حزن حتى من كل الذين خدعوه وصفقوا له وجعلوه إلها ًوحاكما ً مطلق . وبدلا ً من أن يشجع النظام السوري (القرين والأخ الشقيق لنظام البعث السابق في بغداد) هذه الخطوة الديمقراطية والجريئة في لبنان (القطر الشقيق) رفض الفكرة واقتصر على وصف استقالة الحكومة اللبنانية برئاسة الأستاذ عمر الحريري بأنها "شأن داخلي". لاأدري لماذا لايأخذ النظام الحاكم في سوريا العبرة من التحولات التي جرت في نهايات القرن الماضي ومن كل التطورات الديمقراطية في العالم . لا أدري لماذا لا يعتبر من سقوط امبراطورية(الاتحاد السوفييتي) والموالين لها في العالم ، ومن سقوط الأنظمة القمعية في أمريكا اللاتينية .. هل يعتقد النظام في سوريا بأنه وبقوة أجهزة أمنه التي تعدت الخمسة عشر فرعا ً ( أو دولة داخل دولة) والتي تستنزف خزينة الدولة فترهق المواطن وتعيق عملية التطور والتحديث ورفع مستوى معيشته التي أصبحت دون خط الفقر بعد الوعود التي وعد بها الدكتور بشار الأسد . تلك الأجهزة الأمنية التي تتجاوز وتتجاهل في كثير من الأحيان قرارات السلطة الشرعية والتنفيذية في البلاد ، فتحمي شركاء العهد البائد في العراق ، وتفتح الحدود للمخربين والعابثين بأرض العراق خوفا ً من هبوب نظام الديمقراطية على سوريا ، بل تسلحهم وتغدق عليهم الأموال ، وهذا مأثبتته التحقيقات مع غالبية الارهابيين الذين وقعوا في قبضة الشرطة العراقية ، واعترافات التاجر اللبناني الذي وقع في قبضة الأمريكيين في العام الماضي السيد ناجي أبو خليل وإعترف فيها على تورط كل من ابن عم رئيس الجمهورية السيد منذر الأسد ، وابن وزير الدفاع السيد فراس طلاس ، ومسؤول أحد أقوى فروع الأمن في سوريا السيد بهجت سليمان . لماذا لايحافظ النظام على ماء وجهه ويتوجه ولو لمرّة واحدة إلى شعبه ويسأله دون تهديداته المعهودة : مارأيك بنا بعد أن حكمناك لأكثر من أربعين عام ؟ لماذا لا يطلق النظام حرية المعتقلين السياسيين ويصرح عن مصير المفقودين في أقبية مخابراته ؟ لماذا لايطلق الحريات الديمقراطية ويفسح المجال ويحاور أطياف الحركة الوطنية المختلفة المشارب السياسية ومنها الحركة الوطنية الكردية من إبداء رأيها والمساهمة في حكم البلاد ، وتحمل مسؤولية أي قرار سياسي يتخذه النظام ؟ هل هو الخوف من الشعب وحركته السياسية ؟ أم طمع الأجهزة في نهب المزيد ؟ أسئلة كثيرة سيجيب عليها النظام نفسه ، ولكن كيف ، ومتى ، جواب يستطيع حله الرئيس الأسد نفسه دون سواه . المسألة كلها لا تحتاج إلا للمواجهة ، مواجهة الحقيقة بشجاعة ، لأنه لايمكن أن تبقى محجوبة والعالم أصبح قرية واحدة ، وما يحدث في أية قرية من قرى سوريا يصل خبره بدقائق إلى كل أنحاء العالم .. تطور عالمي لايستطيع أحد حجبه عن الناس ، وإذا كان يريد النظام أن تبقى الكذبة قائمة فليستمر بصم الآذان كما يريد المنتفعون من قمع الناس الذين لم يعودوا يصغون إلى نشرة الأخبار من إذاعة دمشق وحسب ، بل أن الرئيس نفسه لم يعد يثق بأجهزة مخابراته وحسب ، والدليل هو إبداله للرجل القوي في أقوى فرع من جهاز مخابراته . وفي كل الأحوال فإن استقالة الحكومة اللبنانية تعتبر درسـا ً للمتشبثين بالسلطة الغير عابئين بمصلحة الشعب والوطن ، و هي بفعلها الديمقراطي تدل دلالة واضحة على فعالية النضال الجماهيري السلمي سـيما ونحن نعيش في عصر تخطت البشرية فيه مراحل من التطور والتقدم أصبح لا يتوافق معها بقاء دول وشعوب مقموعة من أنظمة بلادها ، وأصبح من الضروري الرضوخ لمشيئة الشعب الذي يفترض أن ينتخب سلطات بلاده ، لا أن تفرض عليه بقوة الإنقلابات والمؤامرات ، والتهديد بإنتظار الإعتقال التعسفي في كل لحظة سيعيشها المواطن المسكين .
#ربحان_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوطن - الكاتب - الإغتراب
-
الغدير
-
دعوة أبو سعيد الدوماني
-
الداعـي إكس
-
كبرتلـــــــــو
-
كيفما اتفق
-
تضامن - تحية إلى المناضل .. الشاعر مروان عثمان
-
محارات
-
الوصول إلى تفاهم كردي – عربي عبر الحوار والمساجلة
-
هل هناك شعب كردي رد على الأستاذ محمد سيد رصاص
-
شعب منسي ودسـتور غائب -قراءة في المسألة الكردية في سورية-
-
انطباعات عن الرئيس الراحل أبو عمّار
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|