أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - مقعد إسلامي دائم في مجلس الأمن














المزيد.....

مقعد إسلامي دائم في مجلس الأمن


إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 12:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1
تخيّلتُ أنه بمناسبة افتتاح قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، أن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، ألقى - أمام المؤتمرين - خطابا رسميا مكتوبا. وختمه بكلمة مرتجلة، جاء فيها:
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والسعادة والمعالي، ملوك وأمراء ورؤساء الدول الإسلامية، ورؤساء وفودها، أقترح عليكم مناقشة مسألة تخصيص مقعد دائم لتمثيل ما يفوق المليار من المسلمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
لاحتْ على بعض الوجوه علامات الرضا، - وبعدها وجوه الذين كانوا ينتظرون الترجمة -، لتغمر الجميع نشوة الإعجاب والامتنان، عبروا عنها بالوقوف والتصفيق لأزيد من بضع دقائق، وجانَبَ الوقارَ رئيسُ وفدٍ حين هتف بحياة الأمين العام الأممي، فتبعه في ذلك بضعة وفود أخرى، بينما نخست الغيرة قلوب البعض لأنه لم يكن صاحب هذه الفكرة العظيمة، والسابق إلى هذا الفتح المبين.
2
بدأت الانطباعات الأولية على اقتراح الأمين الأممي تتْرَى:
قال الأول والحماس يشع من عينيه: فكرة رائعة جديرة بالنقاش.
وقال الثاني مقطبا: هي فكرة غير إسلامية، ولم تأت من مسلم، ولذلك لا تستحق حتى التعليق.
وقال الثالث وهو يرفع قبضته متوعدا: اقتراح امبريالي - صهيوني، يهدف إلى تخريب وحدة المسلمين التي نسعى لتكوينها.
3
جاء في كلمة رئيس الدورة: ... سنلتزم بمناقشة المحدَّد في جدول أعمالنا، وهذا الاقتراح نقطة ثانوية بالنسبة لنا الآن، وسنؤجل مناقشته إلى قمة لاحقة، بعد اختمار الآراء.
وانبرى أحدهم لطلب نقطة نظام، ليشرح اعتراضه على استعمال كلمة "اختمار" المشتقة من الخمر. وكاد الجدال والردود على "نقطة النظام هذه" يَغرَق في اللغة والفقه والشواهد، بل كاد يغطس في بِركة التلاسن والغمز. ولم يقطع ذلك إلا عضوُ أحدِ الوفود حين وقف وسط القاعة يؤذّن، نداءً للصلاة.
4
من يومئذ، ما تزال كل وسائل الإعلام والاتصال، - المرئية والمسموعة والمخطوطة، وبمختلف اللغات -، تفرد "المساحات" الجدالية الواسعة للحروب الدنكيشوتية حول الموضوع، وتقديم تصورات: فيها الكثير من الاعتزاز بالرأي الخاص إلى درجة الغرور، والكثير من الاحتقار والتسفيه للرأي الآخر. وكل ذلك ينبيء بأن الاتفاق ما يزال بعيدا جدا، إن لم يكن مستحيلا. وأن المقعد "الموعود به" يوجد على فوهة بركان خامد، لا يُدرى متى ينشط.
5
رحلت وجوه، وعوضتها وجوه، واستبدلتِ المقاعدُ الجالسين عليها، منذ القمة "الناجحة". وانعقدت قمم أخرى "ناجحة"، وما سُجّل اقتراح الأمين الأممي في جدول الأعمال. ليس استخفافا به، ولكنْ حيرةً في تحديد معاييرِ أهليةِ مَن سيشغل هذا المقعد: الإسلام؟ الإيمان؟ الدولة: (عدد السكان؟ النظام السياسي؟ المكانة الاقتصادية؟)؟ اللغة؟ العرق؟ اللون؟ الأقلية؟ المذهب؟ الطائفة؟ الفرقة؟ الحوزة؟ الطريقة؟ الانفتاح؟ الراديكالية الدينية؟... إلخ.
6
على كل قاريء كريم: أن لا يمارس بعض الشطحات الفكرية، أو شيئا من الرياضة الذهنية، محاولا أن يقارن - بالتوازي - بين أفضلية معيار ما، وعيوب معيار آخر يقابله، لأن سيشبه المتزحلق فوق صفحة مستنقع آسن، ولأنه لن يصل - في نهاية المطاف - إلى رأي قاطع يحقق التأليف والتوازن بين مقومات كل المعايير. وخاصة إذا غابت عنه الموضوعية، وسيطرت عليه الذاتية والتعصب لمرجعيته، وانفلتت الشمولية والعقلانية من بين يديه.
7
تحية لمنظمة الأمم المتحدة، التي تحل بعد أيام قلائل الذكرى السابعة والستون لتأسيسها (24 أكتوبر 1945).



#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظل الله في الأرض؟؟؟
- قراءة في كتاب: تجربة فؤاد عالي الهمة بين الإبداع والاستنساخ.
- أدعية تسيء إلى النبي
- فتاوي النجاسة والكاماسوترا
- عن القُبلة ... ورمضان
- أحزاب جزر الواق واق
- جنس وخمر ... في رمضان
- قبل وجود اليونسكو
- الله .. في التراث
- أقدمSMS في التاريخ
- مناوشات في التراث - في صحبة الصحابة
- إشكالية سمكة
- الجنة المرفوضة


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - مقعد إسلامي دائم في مجلس الأمن