سوبر أبو جَاسم لر

فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 20:15
المحور: القضية الكردية
    

في حيّنا وفي الأحياء المجاورة من مدينتنا كان هناك صبيان وفتيان يتميزون على أقرانهم في القوة ومتانة العضلات . فأطلق أهل الحي عليهم تسمية (أبو جاسم لر). وهي تقابل (المعلم) بالمصري أو (شقاوة) أو (رأس عصابة) ورئيس شلة وما الى ذلك من تسميات بحسب الزمان والمكان. وأعتقد ان التسمية تركية أصلا بدليل (لر). ولسبب تفاوت في قوى هؤلاء البدنية ودرجة شجاعتهم لجأ الأهلين إلى ترقيمهم: أبو جاسم لر نمبر ون-1 أبو جاسم لرنمبر توو-2 و ابو جاسم لر نمبرثري- 3
وهؤلاء (الجاسملرات) – لم يكونوا دائما على وفاق أو اتفاق ولكن بسبب الظروف المعاشية، كونهم كانوا من الصعاليك، تجنبوا ما استطاعوا الإساءة والتحرش ببعضهم البعض. فلو حدث ذلك لكان في ذلك خسارتهم جميعا. ولكي يقللوا الاحتكاك ببعضهم البعض اختار كل واحد منهم حيا او طرفا من نفس الحي للتكسب والاصطياد وعلى حساب الصبيان والفتيان الصغار ذوي العضلات الذابلة . ولكن ورغم كل التحفظات والاحتياطات لم تخل هذه الهُدَن من خروقات . فكنا نسمع بين الحين والآخر مشاحنات ومشاجرات بين الاخوة (الجاسملرية ) وبالنتيجة خسارة فادحة لموقفهم امام الصبيان النحاف . وكان ينجم عن ذلك في بعض الاحيان صعود ابو جاسم نمبر توو ليحل محل ابو جاسم لر نمبر وَن. ونزول هذا درجة الى نمبر توو. ولكنهم كانوا سرعان ما يتداركون ويعودن الى الحوار ويجنحون الى السلم بعدما شعروا ان الضعاف يستغلون شقاق السمان فيتجرؤون عليهم ويمتنعون عن مداراتهم وتلبية طلباتهم المعاشية وهباتهم واغداقاتهم ومكافئاتهم ويفلتون من سيطرتهم وسطانهم. فيفقدو بذلك المكانة والقوت والقوة والهيبة.
اتذكر هذه الأحداث وقد مضت عليها عقود من الزمن كلما افكر بالأوضاع في كردستان حاليا. ومن الغريب انه لا وجود ل (ابو جاسم لر نمبر ون-1) في محلتنا فهذا يتواجد دائما خارج المحلة. ويتكلم لغة مختلفة عن لغة حينا (حيّ الأيتام) . والأغرب هو وجود أبو جاسملرين اثنين ( نمبر توو-2) في حيّنا هذه. وهذا لسوء حظنا أمر لا سابقة له في التأريخ المعاصر على الأقل. وكلما شعر أبو جاسم لر نمبر تو-2 الصغير في محلتنا بالخطر من أبو جاسم لر (نمبر توو-2) الكبير إلتجأ إلى أبو جاسم لر نمبر (وَن-1) الذي لا يتكلم اللغة الكردية عادة. فعندما كان ابو جاسم لر العربي هو ابو جاسم لر (نمبر وَن ) إلتجا أبو جاسم لر محلتنا اليه واحتمى به واسترحمه ليصد عنه شر أبو جاسم لر نمبر تو-2 المحلي المترهل . واعلن عن استعداده أن يضحي له بكل غال ونفيس مقابل الحفاط على ممتلكاته الشخصية ومن معه. واغدق عليه بالوعود وتبادل الأبتسامات والغزليات. والرمشات والقبلات.
سبحان لا يغير الأحوال. هاهو يلوذ مرة أخرى بأبو جاسم لر( نمبر ون.) المشكلة ان هذا لا يتلكم عربي . ابو جاسم لر (ون-1) هذه المرة يتكلم تركي . وقد حاز عل الرقم واحد لأنه هو بدوره يستأسد ويتقوى بأبو جاسم لر آخر اسمه ( ابوجاسم لر الأرض) الأمريكي والذي يهابه كل من في الأرض.
ولم يكتف أبو جاسم لر(نا) الصغير بهذا . فقد بدأ في الآونة الأخيرة يتقرب ويغازل أبو جاسم لر آخر رهيب واسمه (ابو جاسم لر السماء) . وهذا يملك جيش هائل من ذوي اللحايا والجبّات والسبحات والرؤوس الفارغة والذين تم تصنيفهم سابقا في خانة (ابو جاسم لر نمبرثري-3) . جيش من النائمين العاطلين عن العمل عدا عن النوم والزواج والتزويج على مبدأ ( تكاثروا) كالجراد وتناسلوا كالجراد وانتشروا كالجراد وكلوا واشربوا كالجراد واقضموا كالجراد واهلكوا الحرث والدغل والغلال كالجراد. وكأن العدد خير من النوع على مبدأ (قل كونوا قردة خاسئين بشرط أن تكونوا كثيرين) كي يتباهى بكم العرب ما دمتم مسلمين غافلين ومستعدين لقطع الأعناق والبنان نيابة عن الخليفة العربي أو السلطان العثماني والسلجوفي أو الملك الصفوي.
يتزلف إليهم أبو جاسملر حيّنا (حي الأيتام) ويلبي مطاليبهم في سلب حرية المواطنين الشخصية في التعبير عن الرأي حول الأديان بعد أن سلبهم حقهم عن انتقاد سياسته العوجاء .
هذا رغم كونه في غنى عن هؤلاء وحتى عن ربّهم لانه يسعى بعمله هذا تصفية كل من يخالف ويعارض شريعة أبو جاسم لر (نمبر ون -1) التركي وشريعته هو نفسه وتأديب وتخويف الرعية وحتى أبو جاسم لر نمبر تو (البغدادي) إن تورع هذا وارتكب حماقة وبدافع من أبو جاسم لر (ه) الإيراني .
إنه قادر الآن على فعل الكثير الكثير مما لم يتمكن من فعله قبل ذلك ما دام يستمد سلطانه بتفويض من أبو جاسم لر السماء(سوبر أبو جاسم لر).
جَرّدوا السّيوف المحمّدية ...!!
وقاتلوهم من حيث ثقفتموهم..!!
والسّلام على من اتّبَعَ الهُدى...!!

#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات