أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مظاهر الليبرالية المصرية قبل يوليو1952















المزيد.....



مظاهر الليبرالية المصرية قبل يوليو1952


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 20:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعتقد أنه قد يكون من الملائم قبل الحديث عن تجربة الليبرالية المصرية قبل يوليو 52 ، أنْ أوجز التعريف العلمى ل الليبرالية التى تنقسم إلى فرعيْن أساسييْن هما أشبه بذراعىْ الإنسان : فرع الليبرالية السياسية التى تعنى وضع إطار لمنظومة الحكم الليبرالى ، الذى يعتمد على مجموعة من الآليات. منها مجلس نيابى منتخب انتخابًا حرًا مباشرًا. وحكومة مسئولة أمام البرلمان. ورقابة جادة على المال العام. وحق تكوين الأحزاب وجمعيات المجتمع المدنى إلخ. أما الفرع الثانى فهو الليبرالية الفكرية التى تعنى إطلاق حرية الفكروالتعبيرعنه دون أية قيود أومعوقات (مثل القول بثوابت الأمة) وهذه الحرية تتطلب وجود إعلام حرله حق انتقاد مؤسسة الحكم وكشف كل صورالفساد . وحرية البحث العلمى دون أى سقف. ومناخ ثقافى يسعى لترسيخ دعائم الدولة الحديثة. وتكريس أهم حقين : حق الخطأ وحق الاختلاف وهما الحقان اللذان أزهرا حلم التحضرلدى بعض الشعوب .
والليبرالية لم تتحقق إلاّبعد أنْ مهّد العلماء والمفكرون فى أوروبا لمعنى (العالمانية) التى تُكتب بالألف فى أرجح التعريفات العلمية. لأنها تعنى الإهتمام بالعالم الدنيوى الذى يضع البشرقوانينه . واذا كان البعض ينسبها إلى العلم فإنّ الربط بين المصطلح ومعنى (العالم) أدق ، لأنّ الترجمة الصحيحة هى (الزمانية) لأنها ((ترتبط فى اللغات الأوروبية بالأمورالزمانية أى بما يحدث فى هذا العالم وعلى هذه الأرض)) (1) واذا كانت الليبرالية ابنة العالمانية ، فإنّ الديموقراطية حفيدة الثانية وابنة الأولى .
فى عام 1805 تولى محمد على حكم مصر. قبل هذا التاريخ سبحت مصرفى بحورالظلمات التى فرضها الغزاة لعدة قرون. وإذا كان أى مؤرخ لايستطيع إنكارأنّ الحملة الفرنسية غزومسلح ، استهدف إحتلال أرض ونهب موارد شعب. مهما تقنّع الغازى بأيديولوجيا دينية أوسياسية. فإنه لا ينكرأنّ مصرمنذ هذا التاريخ بدأتْ تستيقظ من غفوة طويلة . وكانت آخرجيوش الظلام هى الخلافة العثمانية. ويرى البعض أنّ ثمة بداية جنينية وضع بذرتها على بك الكبير (1728-1773) الذى أعلن استقلال مصرعن الخلافة الإسلامية. ورفض دفع الجزية (2) أى أنه أول من حاول الاستقلال بمصر عن الخلافة العثمانية الغاشمة التى كرّست الاستبداد والتخلف منذ عام 1517 .
بينما يرى آخرون أنّ البداية كانت على يد محمد على . ويتفق مؤرخون ثقاة على وصفه ب (البناء العظيم) ووفق صياغة جمال حمدان فإنه ((آخرالمماليك العظام وأول الفراعنة الجدد)) (3) أرسل محمد على البعثات إلى أوروبا. وبلغ إهتمامه بهم أنه ((كان يتقصى أخبارهم ويتتبع سلوكهم ويواليهم بالنصائح مثلما يفعل الأب الحريص على مستقبل أولاده . ويكتب إليهم يستحثهم على الاجتهاد. وفى عام 1838 قرّرارسال بعثة إلى بريطانيا على رأسها أدهم بك (جد إسماعيل أدهم) وقبل السفرقال للمندوب الإنجليزى ((إنّ بلادكم لم تصل إلى ما وصلت إليه من الرقى إلاّبمجهود أجيال كثيرة. وأنّ الطفرة محال فى رقى الأمم. ولكن يمكننى أنْ أقول أنى قمت ببعض الشىء لمصر. وأصبحتْ مصرالآن تمتازعلى ممالك كثيرة. لافى الشرق فحسب بل فى الغرب أيضًا. نعم يعوز شعبى شىء كثير. لذلك ترانى مرسلا إلى بلادكم أدهم بك ومعه خمسة عشرشابًا ليتعلّموا ما تُعلّمه بلادكم. وإذا مضوا زمنًا كافيًا بين أهل بلادكم عادوا إلى بلادهم وعلّموا الشعب)) (4) .
كان التعليم يعتمد على الكتاتيب ((وأول ما فكّر فيه محمد على هوإنشاء مدرسة للهندسة. وذكر الجبرتى أنّ السبب فى تأسيس هذه المدرسة أنّ رجلا اسمه حسين شلبى عجوة اخترع آلة لضرب الأرزوتبييضه. وقدّم نموذجها إلى محمد على فأعجب بها. وأنعم عليه بمكافأة. وأمره بتركيب هذه الآلة فى دمياط ورشيد. وذكرالجبرتى أنّ محمد على قال عن صاحب الاختراع ((إنّ فى أولاد مصر نجابة وقابلية للمعارف)) كما أنشأ مدارس الطب والألسن والمعادن والمحاسبة والصنايع والصيدلة والزراعة والطب البيطرى إلخ (5) وكتب د.أحمد عبدالجواد أنّ هذه المدارس أصبحت كليات بعد أنْ تحوّلت الجامعة الأهلية إلى جامعة فؤاد الأول عام 1925 (6)
مظاهرالليبرالية السياسية :
بعد أنْ وضع محمد على قواعد الدولة الحديثة ، بدأتْ آليات النهضة تشق طريقها ، مثل وجود دستوروبرلمان ورقابة على المال العام. ومن أمثلة ذلك الخطاب الذى ألقاه شريف باشا يوم 2 يناير 1882 أمام مجلس النواب حيث قال لهم ((لقد أعطت لكم الحكومة الحرية التامة فى إبداء آرائكم وحق المراقبة على أفعال مأمورى الحكومة. ونُصرّح لكم بنظرالموازنة العمومية وإبداء رأيكم فيها. ونظركافة القوانين واللوائح)) وعندما اعترضت انجلترا وفرنسا وأرادتا حرمان مجلس النواب من حق إقرارالميزانية ، فإنّ المجلس أجمع يوم 2 فبرايرعلى ((أنه لاحق لمعتمدى الدولتين فى معارضة ماهومن شئون مصرالداخلية)) وفى يوم 6 فبرايرعقد مجلس النظارجلسة بشأن لائحة النواب ، فأقرها بما فى ذلك نظرالميزانية. ويُعلّق أحمد باشا شفيق قائلا((إلى هنا كان النصرحليفًا للعرابيين. وكانت الهزيمة شديدة لسياسة الدولتين)) (7)
يرجع السبب فى ذلك إلى يوم 27مارس 1879عندما أراد رياض باشا فض جلسات شورى النواب دون النظرفى الميزانية ، فوقف النائب عبدالسلام المويلحى وقال ((إننا هنا سلطة الأمة ولن نخرج من هنا إلاّبقوة الحراب)) وكانت المناسبة رغبة انجلترا وفرنسا فى إعلان إفلاس مصر. فإذا بالنائب المويلحى يُضيف ((كيف ينفض المجلس وهوينظرفى القانون الخاص بالشئون المالية ؟ إنّ الأهالى قد أنابوا عن أنفسهم نوابًا للدفاع عن حقوقهم. والواجب أنْ يُعرض جميع ما يتعلق بالأهالى لينظروا فيه ويتدبّروه)) وقد تصوّر رياض باشا أنّ المويلحى يُعبّرعن موقف شخصى فقال ((أظن أنّ حظرات اخوانك لايوافقون على ما تقول )) ولكن الأعضاء اندفعوا يؤيدون زميلهم. فصاح رياض باشا ((يعنى حظراتكم تُقلّدون نواب فرنسا ؟)) فردّ عليه أحمد العويسى ((يا باشا أنت الآن تشتم نواب أمتك التى تُعطيك أنت وغيرك مرتباتكم)) وقال النائب عبد الشهيد بطرس ((إنّ كلامك هذا وقاحة)) وقال أحمد الصوفانى ((أوافق الزميل على رد الإهانة للناظرحتى يعلم أنّ فى البلاد أمة حية ولها نواب يُدافعون عن كرامتها)) فقال المويلحى ((أرأيتَ عاقبة تسرعك فى الكلام ؟ إعلم أنّ المسألة مسألة نواب لهم عقول تفهم جيدًا رغبات الأمة التى أنابتهم عنها. أليس من العيب أنْ تكون وزيرًا فى وزارة يُزاملك فيها وزيرانجليزى وآخرفرنسى وهما فى الحقيقة خفيران عليكم وعلى الحكومة ؟ وكان آخرالمتحدثين حسن عبدالرازق الذى قال ((إنّ ما قاله المويلحى يُعبّرعن أفكارنا جميعًا)) فصاح النواب ((موافقون. موافقون)) (8)
ويرى المؤرخ محمود الخفيف أنّ شريف باشا كان الأب الحقيقى للدستورفى مصرفكتب ((فإنّ ذلك المجلس الذى تعهّده برعايته منذ إنشائه عام 1866قد تمت له السلطة على يديه عام 1879 فصارالحكم فى مصردستوريًا لاتشوبه شائبة. وما كان دستور 1923 إلاّالدستورالثانى للبلاد. أو بعبارة أخرى ما كان إلاّتوقدًا لتلك الجمرة التى ظلّت مطمورة تحت رماد الإحتلال)) (9) وذكر (ولفر بلنت) أنّ عرابى وصف له الحركة العرابية بأنها ((حركة الفلاحين القومية. وأنه حسب مبادىء الحرية الجديدة سوف يكون الناس جميعًا سواسية. لافرق بينهم بسبب الجنس أواللون أو الدين)) (10) ومن الأمورالملفتة للإنتباه أنّ المصريين فى ذلك الوقت كانوا على درجة عالية من الوعى القومى ، جعلهم يرون خطورة خلط السياسة بالدين وهوما تجسّد فى برنامج الحزب الوطنى الذى أسسه العرابيون. حيث نصّ البند الخامس منه على أنّ ((الحزب الوطنى حزب سياسى لادينى. فإنه مؤلف من رجال مختلفى الاعتقاد والمذاهب)) (11)
وإذا قفزنا إلى ثورة برمهات / مارس1919 وما ترتّب عليها من صدوردستور23 حيث جرى انتخاب أول برلمان مصرى على أساس حزبى. فقد خاض الانتخابات ثلاثة أحزاب هم الوفد والحزب الوطنى والأحرارالدستوريون. بالإضافة إلى المستقلين. وذكرعبدالرحمن الرافعى أنّ الوفد حصل على 90 % من مقاعد مجلس النواب. وأجمع المؤرخون على أنّ الانتخابات كانت حرة ونزيهة ، لدرجة سقوط رئيس الوزراء فى ذلك الوقت (يحيى باشا إبراهيم) والذى كان يشغل منصب وزير الداخلية أيضًا أمام مرشح الوفد (أحمد أفندى مرعى) (12) وكتبت د. هويدا عدلى أنه بعد دستور23 شهدتْ مصر((انتخابات حرة ونزيهة فى بعض الأحيان وتداولا للسلطة وإصرارًا من جانب بعض منظمات المجتمع المدنى خاصة الأحزاب ، على عدم استئثارالملك بالسلطة ، وتحقيق قدرمن الاستقلال النسبى فى مواجهة السلطة الحاكمة. كما شهدتْ نضالا من أجل الحفاظ على ما كفله الدستورمن حقوق وحريات سياسية والسعى لإعمالها على أرض الواقع)) (13)
مظاهرالليبرالية الفكرية :
أسّسَ الليبرالية الفكرية جيل من المصريين. فنجد أنّ حسن العطارالذى عيّنه محمد على شيخًا للأزهركان يُردد كثيرًا إنّ ((بلادنا لابد وأنْ تتغيرأحوالها ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها)) وبجانب كتبه فى الفقه وأصول الدين وعلم الكلام والمنطق إلخ فقد ألّف كتابًا فى الطب باسم (راحة الأبدان على نزهة الأذهان) الذى ((يُعد من أهم كتب الطب فى بواكيرالقرن 19)) والذى أكدّ فيه على التشخيص التجريبى (14) وكان رفاعة الطهطاوى ابن هذه المرحلة التى شهدت بداية الانعتاق من عصورالظلمات. لذلك نجده يقع فى التناقض بين انبهاره بالعلوم الأوروبية ، وبين سيطرة المرجعية الدينية على أفكاره. وقد عبّررفاعة عن هذا التناقض فى بيتين من الشعرقال فيهما ((أتوجد مثل باريس ديار/ شموس العلم فيها لاتغيب/ وليل الكفر ليس له صباح / أما هذا وحقكم عجيب)) رغم هذا كتب فى كتابه (تخليص الإبريزفى تلخيص باريز) عن حجاب المرأة ((إنّ وقوع اللخبطة بالنسبة لعفة النساء لايأتى من كشفهن أوسترهن. بل ينشأ من التربية الجيدة أوالخسيسة)) وعن حق المرأة فى العمل كتب ((إنّ العمل يصون المرأة ويُقرّبها من الفضيلة))
ويكتب قاسم أمين كتابيه (تحريرالمرأة) عام 1899 و(المرأة الجديدة) عام 1900 الذى قال فيه بوجود علاقة تلازم بين الحالة السياسية والحالة العائلية ((ففى كل مكان حطّ الرجل من منزلة المرأة وعاملها معاملة الرقيق حطّ من نفسه. وبالعكس فى البلاد التى تتمتع فيها النساء بحريتهن الشخصية يتمتع الرجال بحريتهم السياسية. فالحالتان مرتبطتان. أنظرإلى البلاد الشرقية. تجد أنّ المرأة فى رق الرجل. والرجل فى رق الحاكم. فهوظالم فى بيته مظلوم إذا خرج منه. هذه هى الحال التى عليها المرأة اليوم. وهى من توابع الاستبداد السياسى الذى يخضعنا ونخضع له)) ويستشهد قاسم أمين بالفيلسوف الفرنسى (كوندوروسيه) الذى قال ((إما أنْ لايكون حق حقيقى لأحد من الناس. وإما أنْ يكون لكل فرد حق مساو لحق الآخر. ومن جرّد غيره من حقه مهما كان دينه أولونه فقد داس بقدميه حق نفسه)) وكتب أنّ ((حياة العرب كانت حرب وقتال. وأرزاقهم كانت من الغنائم. وغنى عن البيان أنّ أمة معاشها متوقف على القتال لايمكن أنْ يكون فيها للمرأة شأن كبير. ولذلك نزلتْ درجتها عندهم وسقطت منزلتها بينهم. ومن هذا نتج التسرى وتعدد الزوجات. فلا عجب إذا رأينا فى كلام العرب وشعرهم وقصصهم بل وفى مؤلفات فقهائهم وعلمائهم وفلاسفتهم ما يدل على احتقارهم للمرأة)) وكتب عن أهمية العلوم الطبيعية ودورالعلماء والمفكرين فى نهضة أوروبا. وأنّ النهضة المصرية لن تتحقق إلاّ إذا تم استيعاب أسباب النهضة الأوروبية. وأنّ المصريين فى مقدورهم اللحاق بهذه النهضة ، خاصة ((وأنّ الأمة المصرية من أقدم الأمم ويعترف لها المؤرخون بالسبق فى ابتكار كثير من العلوم والصنائع التى انتقلت منها إلى اليونان ثم الرومان ثم إلى العرب ثم إلى أوروبا)) ودعا إلى أنْ ((نُربى أولادنا على أنْ يتعرّفوا على شئون المدنية الغربية. وأنه من المستحيل أنْ يتم إصلاح فى أحوالنا إذا لم يكن مؤسّسًا على العلوم العصرية الحديثة. ولهذا لانتردّد فى أنْ نُصرّح بأنّ القول بأننا أرقى من الغربيين هو من قبيل ما تُنشده الأمهات من الغناء لتنويم الأطفال)) (15)
أما إسماعيل أدهم (17فبراير 1911 – 23يوليو 1940) فقد انتقد عقلية العصورالوسطى التى تُرجع كل حادث إلى ماوراء الطبيعة. ووصفها بأنها عقلية غيبية ، تبدوفى جمود وترى كل شىء ساكنًا رغم أنه يتحرك . عقلية تقدس الماضى والانصراف عن الحاضر. وهى عقلية تتشبث بالتفسيرات الحرفية للدين. ولاتلتفت إلى المعانى المجازية التى يأخذ بها المجتهدون والمجددون. وكتب أنّ الأزهربعيد عن روح الإسلام. إذْ الإسلام يقوم على دعامتين : القرآن والأحاديث. أما الأحاديث فإنّ الإمام أبا حنيفة لم يصح عنده غيرأربعة عشرحديثًا. أما القرآن فقد فُسّرتفسيرًا لم يكن الإسلام فى صدره الأول يعلمه ويدريه. ودعا المصريين إلى ((الخروج بالثقافة المصرية من كهوف الثقافة العربية)) وتساءل ((هل يمكن لمصربالعقلية العربية أنْ تُسايراحتياجات هذا العصر؟ خاصة وأنك ((لن تجد فى الأدب العربى شعرًا قصصيًا تمثيليًا ولاشعرًا تصويريًا. لأنّ القصص والتمثيل والتصويريستلزم الانسحاب من آفاق الذات إلى رحاب الموضوعية)) وكتب ((إنّ فى الشرق استسلامًا محضًا للغيب. وفى الغرب نضالا محضًا مع قوى الغيب. وبين منطق الغرب وروح الشرق تسيرالبشرية فى قافلة الحياة)) (16)
وبجانب دفاع أحمد لطفى السيد عن القومية المصرية ، فإنه ركزفى كل كتاباته منذ عام 1907 فى جريدة الجريدة على تأصيل معنى الدولة العصرية الحديثة. فدافع عن الحريات الشخصية والعامة. ودافع عن استقلال القضاء والصحافة وحق تكوين الأحزاب إلخ كما ساهم فى مجال الترجمة ، فترجم عن أرسطو (الكون والفساد) و (علم الطبيعة) و( السياسة) (17)
كان الصراع بين العقل والغيبيات صراعًا حادًا. وكان الطرفان غيرمتكافئين ، إذْ تغلغل فى العقول تراث الغيبيات منذ عدة قرون. بينما محاولات الليبراليين المصريين هى الأولى. فكان المثقف الليبرالى أشبه بمن يريد أنْ يُفتت الصخرة بريشة الكتابة. ولعلّ الوقائع التالية أنْ تكون مدخلا لبيان خطورة الفكرالغيبى ، إذْ كتب لطفى السيد ((زرتُ كتابًا فى احدى القرى فوجدتُ عدد التلاميذ قليلا جدًا. فقلتُ للمعلم أظن السبب فى هذه القلة تنقية الدودة. فقال كلا. ليس فى بلدنا دودة . فإنى قد أذنتُ الأذان الشرعى على أركان البلد الأربعة. فذهبتْ الدودة بإذن الله)) (18) أما د. محمد حسين هيكل فذكرأنه بعد أنْ عاد سعد زغلول من منفاه. فإنّ المصريين استقبلوه استقبالا حافلا ((وأحيط سعد بهالة من جلال. امتزج فيها الخيال بالواقع. وارتفعتْ باسم سعد إلى مستوى الأساطير. كانت صحف الوفد تروى أمورًا هى الخرافة بعينها. قالوا إنهم رأوا قرون الفول نابتة فى احدى مديريات الصعيد وقد كتبتْ الطبيعة على بعضها عبارة ((يحيا سعد)) وقالوا إنّ طبيبًا استمع إلى جنين فى بطن أمه قبل أيام من مولده. فإذا هذا الجنين يقول ((يحيا سعد)) وأنّ الطبيب دعا غيره ليسمع ما سمع. فكررالجنين ((يحيا سعد)) (19) عن الواقعة الأولى يُوجه لطفى السيد نقده الحاد للفكر الغيبى. ويُلفت النظرإلى خطورة أنْ ((نترك أولادنا (جيل المستقبل) إلى نموذج الفقهاء هذا (20) وعن الواقعة الثانية كتب د. هيكل ((إنّ ما حدث هو تضليل يجب إنقاذ الأمة منه. وأنه استخفاف بحكم العقل. والعقل وحده فى نظرنا هو كل شىء وهو صاحب الإملاء بالحق. فإذا لم نقاوم هذا الضلال وقعت الأمة فى براثن الطغيان. وهيهات أنْ تبرأ منه أوتبلغ من أغراضه فى الحرية أى مبلغ. إنّ العلم هوالذى يُصّور مصيرالعالم. وأنّ منطق العقل يجب أنْ تكون له السيادة)) (21)
والواقعة الثالثة يرويها طه حسين الذى ذكرأنّ صبيًا سأل معلم الكتاب عن معنى قوله تعالى ((وخلقكم أطوارًا)) فأجاب هادئًا مطمئنًا : خلقكم كالثيران لاتعقلون شيئًا. وسأل طه جده عن قول الله تعالى ((ومن الناس من يعبد الله على حرف فإنْ أصابه خيراطمأن به وإنْ أصابته فتنة انقلب على وجهه خسرالدنيا والآخرة)) فقال ((على حرف دكة. على حرف مصطبة. فإنْ أصابه خيرفهو مطمئن فى مكانه. وإنْ أصابه شرانكفأ على وجهه)) (22)
الفرق بين الليبراليين المصريين فى مجالىْ الفكروالسياسة :
عانتْ الأحزاب السياسية من الإنشقاقات بما فيها حزب الوفد. يضاف إلى ذلك الأطماع الشخصية وبريق كرسى الحكم. وغياب المشروع القومى فى فكرالبورجوازية المصرية. التى لم تستفد من تجربة البورجوازية الأوروبية. التى زاوجت بين تحقيق أقصى الربح لمصلحتها. وبين طموحات النهضة القومية من خلال الثورة الصناعية. إذا تذكرنا كل ذلك نكون قد أضفنا ركنًا آخرإلى أسباب قصورالعمل السياسى عن المجال الفكرى. وإنْ كنتُ أعتقد أنّ أخطرأعداء الليبرالية الفكرية ، هو عداء رجال السياسة ورجال الأعمال الذين يعتمدون على الأنشطة الطفيلية والريعية. العداء المتمثل فى محاربة أى توجه (عالمانى) صريح. ولو أخذنا الزعيم سعد زغلول نموذجًا لعرفنا كم تقضى السياسة على علمنة الدولة ، لإقامة دولة عصرية : ليبرالية السياسة عالمانية الفكر. فرغم أنّ سعد زغلول قال فى افتتاح الجامعة الأهلية عام 1908 أنّ الجامعة ((ليس لها دين سوى العلم)) وعندما هاجم الأزهريون الجامعة وطالبوا الحكومة بقطع المعونة عنها لأنها أخرجت ملحدًا (طه حسين) هددهم سعد بقطع المعونة عن الأزهرالذى أخرج نفس الملحد. ولكنه (سعد) بعد أنْ صنع منه الشعب بطلا قوميًا تراجع كثيرًا وأصبح معاديًا للديموقراطية. ومارس الدكتاتورية حتى على أعضاء الحزب. مثل منعه لجنة الوفد المركزية للسيدات من حضور افتتاح برلمان 24 فى حين دعا سيدات أجنبيات. الأمرالذى جعل السيدة هدى شعراوى وباقى أعضاء اللجنة أنْ يرسلن له بيان إحتجاج شديد اللهجة (23) كما مارس سعد الدكتاتورية مع خصومه. وفرض الوصاية على أعضاء الحزب. لدرجة أنّ قراءة جريدة السياسة التى كان يُصدرها الأحرارالدستوريون كانت إثمًا محرمًا على الوفديين. وكان سعد يقول علنًا إنه يقرأ جريدة السياسة بالنيابة عن جميع المصريين. وأنه يجب ألاّيقرأها أحد (24) لم يكتف سعد بذلك وإنما فعل ما يفعله الطغاة المعادين للفكروالتعبير عنه. ولعلّ المواقف الثلاثة التالية أنْ تكون أمثلة على ذلك :
المثال الأول عندما أقدمت حكومة الوفد عام 24 على إلغاء الحزب الشيوعى المصرى. المثال الثانى موقف سعد من كتاب (الإسلام وأصول الحكم) إذْ بينما كان الليبراليون يدافعون عن المؤلف ويهاجمون الأصوليين. وبينما تفتح جريدة السياسة صفحاتها لهؤلاء الكتاب. نجد سعد يقول ((قرأتُ كثيرًا للمستشرقين ولسواهم فما وجدتُ من طعن منهم فى الإسلام حدة كهذه الحدة فى التعبير. على نحو ما كتب الشيخ على عبدالرازق. لقد عرفتُ أنه جاهل بقواعد دينه بل بالبسيط من نظرياته. وإلاّكيف يدّعى أنّ الإسلام ليس مدنيًا. ولاهوبنظام يصلح للحكم إلخ)) ويختتم سعد رأيه بالموافقة على قرارالأزهربإخراج المؤلف من زمرة العلماء (25) المثال الثالث موقف سعد وأغلبية حزب الوفد من كتاب طه حسين (فى الشعر الجاهلى) وقال سعد ((هبوا أنّ رجلا مجنونًا يهذى فى الطريق. فهل يضيرالعقلاء ذلك ؟ إنّ هذا الدين متين. وليس الذى شك فيه إمامًا نخشى من شكه على العامة. فليشك من يشاء. وما علينا إنْ لم تفهم البقر)) (26)
كانت الليبرالية السياسية تهادن ، بينما الليبرالية الفكرية كانت أشد صلابة. والأمثلة عديدة ويكفى الإشارة إلى موقف لطفى السيد عندما قدّم استقالته من رئاسة الجامعة تضامنًا مع مرؤوسه (طه حسين) الذى رفض منح الدكتوراه الفخرية لبعض الوزراء ورفض رئاسة تحريرجريدة الشعب لسان حال القصر. وعندما عرضت الحكومة على لطفى السيد أنْ يعود إلى منصبه اشترط تغييرقانون الجامعة ، بحيث يكون لها وحدها حق تنظيم العلاقة بين الأساتذة والطلاب. وأنّ الحكومة ليس لها أنْ تتدخل فى إدارة الجامعة. وعندما عاد أصرّالطلاب على أنْ يحملونه على أعناقهم. وفى مجال الفكر نجد أنّ شعلة التنويرلم تنطفىء. ويكتشف الباحث الكثيرمن الكتاب الذين دافعوا عن أسس الدولة العصرية ، سواء فى التعليم أوفى منظومة الحكم. أمثال درية شفيق ، منيرة ثابت ، سعاد الرملى ، عبدالحميد الحديدى ، أحمد زكى أبو شادى ، محمود عزمى ، سلامة موسى إلخ بل إنّ الأصوليين عندما نادوا بضرورة عودة الخلافة الإسلامية مرة أخرى تملقًا لفاروق تصدى لهم محمد سيد كيلانى فى كتابه (الشريف الرضى) وكتب أنّ الخلافة كانت شؤمًا على الشرق والشرقيين. وكأنما كان يواصل رسالة على عبدالرازق لترسيخ دعائم الدولة العصرية.
كما زخرت الحياة الثقافية بالعديد من المجلات والصحف. يكتشف الباحث أنها أدّت دورًا بارزًا فى تأصيل مفهوم الدولة العصرية. وكمثال نقرأ فى مجلة العصورعدد مايو1929 مقالا بقلم رئيس التحريرإسماعيل مظهربعنوان (المذهبية والارتقاء) فى البداية يتعرّض لأربعة أنواع من المذهبية تؤدى إلى التعصب. والمقال عبارة عن دراسة محكمة تقع فى 16 صفحة من القطع الكبير وانتهى فيها إلى ((أننا لن نكون يومًا أقرب إلى انتهاج سبيل الارتقاء الحقيقى (إلاّ) اذا حطمنا المذهبيات بأنواعها وتركنا الفكرحرًا ليسلك بنا السبيل التى مهّدها من قبلنا عُبّاد الارتقاء من أهل الحضارة الحديثة . إنّ الارتقاء والمذهبية عدوان. فلن يكون ارتقاء مع مذهبية ولن تكون مذهبية مع ارتقاء. إذن وجب علينا أنْ نُضحى بأحدهما ليخلص لنا الآخر. ولاجرم أننا نُضحى بالمذهبية لنخلص بالارتقاء ونتجه فى خطانا إليه نحوالحضارة الحديثة)) وفى عدد فبراير1946فى مجلة (الكاتب المصرى) التى رأس تحريرها طه حسين ، وصل تواضعه لدرجة أنْ يتولى تلخيص مقالة أعجبته قرأها فى مجلة (الأديب) بقلم عبداللطيف شرارة الذى كتب ((إنّ التوفيق بين الدين والفلسفة محاولة عقيمة. وقد قام بها ابن سيناء منذ قرون. فانتهى به الأمرإلى اعتباره زنديقًا من قبل رجال الدين. قصيرالنظر من قبل الفلاسفة. وهذا كل ما ربحه من تجربته. كما أنّ التوفيق بين دين ودين ، انتهى على يد كثيرين فى أوروبا وفى الشرق إلى مآسٍ ردّد التاريخ صداها)) لذلك لم تكن مصادفة أنه عندما تولى عميد الثقافة المصرية (طه حسين) وزارة المعارف عام 50 كان ((أهم أعماله توحيد المرحلة الأولى فى التعليم . فلم يعد هناك تعليم دينى متخلف وآخرمدنى. وإنما أصبح التعليم يضمن الوحدة الفكرية بين مواطنى الوطن الواحد)) (27)
تقضى الأمانة العلمية التنويه إلى أنّ الحديث عن الليبرالية المصرية تتطلب ذكرالكتب التى صدرتْ قبل يوليو52 سواء فى الأدب أوفى الفكر. ونشأة السينما وبنك مصروحركة الفن التشكيلى وتياراليسارالمصرى ودورالمرأة بالتفصيل إلخ. وكل مجال يحتاج إلى دراسة خاصة. ويذهب ظنى إلى أنّ المفكرين المصريين أدوا دورًا ملحوظًا لتشييد قواعد دولة عصرية رغم الاحتلال وسلطة القصروالإخون المسلمين. وأنه بفضل دورالليبراليين كانت مصر(بالفعل) مؤهلة لأنْ تكون دولة عظمى فى منطقة الشرق الأوسط ، إلى أنْ تم إجهاض هذه الدولة ، عندما حطت على مصر سحابة يوليو 52 السوداء . ولعلّ رؤية د. لطيفة الزيات عن دورالمثقفين المصريين قبل يوليو52أنْ تكون تعبيرًا دقيقًا ، إذْ كتبتْ ((وأنا أشيّع جنازة طه حسين ، شعرتُ أنى أشيّع عصرًا لارجلا ، عصرالعلمانيين الذين جرؤوا على مساءلة كل شىء. عصرالمفكرين الذين عاشوا ما يقولون وأملوا إرادة الإنسان حرة على إرادة كل ألوان القهر)) (28)
الهوامش :
1 - أنظر على سبيل المثال : د. مراد وهبة (جرثومة التخلف) مكتبة الأسرة عام 1998 ص 105 و(ملاك الحقيقة المطلقة) مكتبة الأسرة عام 1999 ص 23 ود. فؤاد زكريا (العلمانية ضرورة
فكرية) مجلة قضايا فكرية – أكتوبر 1985 .
2 - الموسوعة العربية الميسرة ط 1 عام 1965 ص 1230 .
3 – كان محمد على لايحب تذكرالفترة الأولى من حياته وقال ((إنّ تاريخى الحقيقى يبدأ عندما
فككتُ قيودى وأخذتُ أوقظ هذه الأمة من سبات الدهور)) نقلا عن شفبق غربال (محمد على
الكبير) كتاب الهلال المصرى – عدد أكتوبر 1986 ص 71 .
4 - تاريخ مصرالسياسى – تأليف محمد رفعت طبعة عام 1934 ص 125 وطبعة 1935ص106- نقلا عن د. أحمد إبراهيم الهوارى (إسماعيل أدهم ناقدًا) دارالمعارف المصرية عام 1990 ص 252
5 - جمال بدوى (محمد على وأولاده) هيئة الكتاب المصرية عام 1999 ص 42 .
6 - د. أحمد عبدالجواد (تاريخ وفلسفة العلم فى مصرمنذ القرن 19) هيئة قصور الثقافة عام 2007
ص 171 .
7 - أحمد شفيق باشا (مذكراتى فى نصف قرن) هيئة الكتاب المصرية عام 1999 من ص 132 –
134 .
8 - لمزيد من التفاصيل أنظرعبدالرحمن الرافعى (عصر إسماعيل) ج 2 من ص 177 – 188 –
طبعة مكتبة النهضة المصرية – ط 2 عام 1948 .
9 - محمود الخفيف (أحمد عرابى : الزعيم المفترى عليه) ج 1 دار الهلال المصرية – يونيو 1971 - ص 48 .
10 – محمود الخفيف – المصدرالسابق – ص 205 .
11 – مذكرات الزعيم أحمد عرابى – كتاب الهلال المصرى – يونيو 1989 ص 113 .
12 – د. هويدا عدلى (التسامح السياسى) مركزالقاهرة لدراسات حقوق الإنسان عام2000ص124.
13 – د. هويدا عدلى – المصدر السابق - ص 125 .
14 – د. أحمد عبدالجواد – المصدر السابق – ص 156 .
15 – قاسم أمين – الأعمال الكاملة – تحقيق د. محمد عمارة – دار الشروق – عام 1989 من ص
426 – 503 .
16 – د. فريال حسن خليفة (النقد ومستقبل الثقافة العربية) دار العالم الثالث عام 2002 من ص131
- 151 وكتاب د. أحمد إبراهيم الهوارى – مصر سابق ص 58 ، 240 وكذلك المؤلفات الكاملة لإسماعيل أدهم بعنوان (قضايا ومشكلات) دارالمعارف المصرية – عام 1986 .
17 – لمزيد من التفاصيل عن دور لطفى السيد : أنظرمجلة الديموقراطية عدد 22 – طلعت
رضوان ( نظرة على الليبرالية الفكرية فى مصر)
18 – أحمد لطفى السيد – المنتخبات ج 2 ص 7 .
19 – د. محمد حسين هيكل (مذكراتى فى السياسة المصرية) ج 1 مكتبة النهضة المصرية – عام
1951 ص 169 .
20 – لطفى السيد – المصدر السابق – ص 7 .
21 – د. هيكل – المصدر السابق – ص 170 .
22 – طه حسين (الأيام) دار المعارف المصرية – ط 47 عام 1971 ص 87 .
23 – مذكرات هدى شعراوى – دار المدى للثقافة والنشرعام 2003 ج 2 ص 114 .
24 – أنظر تفاصيل استبداد سعد زغلول فى كتاب د. هيكل – مصدر سابق – عدة صفحات .
25 – محمود الوردانى (ثمن الحرية) مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان – عام 2002 ص79،
80 – ود. هويدا عدلى – مصدر سابق ص 139 .
26 – محمود الوردانى – مصدر سابق ص 115 ود.هويدا عدلى – مصدر سابق ص 141 .
27 – د. سهير القلماوى – مجلة الكاتب – مارس 1975 .
28- د. لطيفة الزيات : حملة تفتيش فى أوراق شخصية- كتاب الهلال أكتوبر92، مكتبة الأسرة
2004- ص 100.
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربوة منصر القفاش - قراءة فى مجموعته نسيج الأسماء
- الشخصية المصرية وتعاملها مع القهر فى مجموعة (الحنان الصيفى)
- الأسطورة والواقع فى أطفال بلا دموع
- وصف اللغة بالفصحى غير علمى لأنّ الفصاحة للإنسان
- علم الآثار وغياب الحس القومى
- رؤية الواقع ورؤى الخيال فى (أغنية الدمية)
- أسماء المصريين بين المُعلن والمسكوت عنه
- قصة للمرحوم بيومى قنديل من مجموعته أمونه تخاوى الجان
- ميريت آمون - قصة قصيرة
- فى نص الليل - قصة قصيرة
- العودة إلى العتمة - قصة قصيرة
- سندريلا مصرية وليست أوروبية
- نقد الفن بالكلمة خيرٌ وأبقى
- أفغانستان بين الاستعماريْن الإنجليزى والروسى
- الليبرالية المصرية بين الفشل والنجاح
- لويس عوض و(إلحاد) الأفغانى
- جمال الدين الأفغانى فى الثقافة السائدة
- العلاقة بين الشعر والفلسفة
- شخصية فى حياتى : بورتريه للسيدة ن. ن
- الأصولية تلاحق الشاعر أحمد شوقى


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مظاهر الليبرالية المصرية قبل يوليو1952