عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 18:19
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
الجميع في مصر يتذكر هذا المشهد الكوميدي الذي فيه نزل احد مشجعي نادي الزمالك المصري الي ارض الملعب بجلبابه الذي صار ماده للسخريه في وسائل الاعلام وسميت بموقعة الجلابيه نفس المشهد ولكن شتان الفارق حدث بالامس في ميدان التحرير
عندما قامت ميلشيات الاخوان المسلمين بالاعتداء علي منصة التحالف الشعبي وقاموا بتحطيمها ومن تصدر المشهد كان ايضا احد المليشيات ولكن جلبابه كان مكتسيا باللون الاسود وله لحيه خفيفه كنت تنظر اليه وهو في قمة حماسه واندفاعه في تحطيم المنصه
وتتأمل هذا الحماس الخارج من منطلق عقيدي في مواجهة الكفار هؤلاء في غالب الامر هم ضحايا التيارات الدينيه سواء في ريف الدلتا او جنوب مصر تلتهمهم هذه الاصوليات منذ الصغر وتلعب علي افكارهم وتوجهم الديني الفطري حتي يصيروا اسري هذه الجماعات
تتواجد تلك الجماعات معهم داخل المساجد وعبر المناسبات المختلفه في افراحهم ومئاتمهم وهم الملاذ الاول لهم في اي كرب يواجهونه فالمواطن البسيط الذي لاحول له ولا قوه ولا توجد ادني رعايه من الدوله صار فريسه لهذه الجماعات تتلاعب بعقليته كيفما دعت الحاجه
تصور له ان من يخالفه الرأي او يخالف الجماعه او من ينوب عنها في السلطه هو كافر ويستحق اقامة الحد عليه فتطور السمع والطاعه عند تلك العقليات وصل الي حد القداسه للقيادات التي يتعامل معها داخل تلك الجماعات فهؤلاء في نظره لا يخطئون هم معصومون عن اي جرم
لانهم بكل بساطه يريدون تطبيق الشرع واقامة الحدود فكيف يخطئون مبدئ السمع والطاعه دعوته دائما الي عدم التفكير في اي امر صادر لآي فرد داخل الجماعه ومن خلال التدرج العمري يتم تشكيل وجدان الفرد علي هذه المبادئ مما يصعب معها تغيير العقليه بين ليله وضحاها
فالامر يتطلب نسبة وعي كبيره وايادي تصل الي هؤلاء تشعر بمعاناتهم وتشرح لهم المعاني الفعليه للحريه بدون ان تطعن في ايا من تلك الجماعات التي ينتمي اليها هذا الفرد فيحنما يدرك الابعاد الحقيقيه وتلك المعاني الساميه لكلمة ديمقراطيه وحريه وعداله اجتماعيه سيصل الي قناعه
طلقائيه بإن هؤلاء بالفعل تاجروا به وبأمثاله من اجل الوصول الي مرادهم في سلطه زائله بحسب القناعه ايضا التي تربي عليها الفرد في عدم السعي الي سلطه فمن لهم السلطه داخل تلك الجماعات معينون من قادتهم ولا يجوز لاحد غيرهم
السعي نحو اي سلطه فذلك خروج علي اولي الامر منهم الامر يحتاج الي عمل دئوب وطويل لتجتاز مصر هذه المرحله التي تعمل فيها عقول مفخخه بأفكار اصوليه لاتعرف قبول الاخر ولا التعدديه تعرف شيئا واحدا تحقيق هدفها باي وسيله ايا كانت مشروعه او غير مشروعه
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟