أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حماده زيدان - الطبيعة تتحدث عن العلمانية (1 / 3) عن التمييز تتحدث.














المزيد.....

الطبيعة تتحدث عن العلمانية (1 / 3) عن التمييز تتحدث.


حماده زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 16:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل ترفضون العلمانية..؟!
دعونا نعرف العلمانية بطريقة مختصرة وسهلة..
العلمانية وباختصار شديد هي: (فصل المقدس "الدين" عن الغير مقدس "السياسة")
وذلك لأن الدين "جامد" و"ثابت" ويعود ذلك لقدسيته لأنه "مقدس" أما السياسة فهي متحركة ومتحررة وتقبل التأويل والتغيير لذلك فلا ضرر في العلمانية أن يكون نظام الدولة اشتراكي ثم ينقلب إلى رأسمالي أو العكس وهذا متاح وحدث في دول عدة أما لو لو كان النظام "ديني" وهو مقدس وحاولنا أن نغيره أو نبدله فكيف سنستطيع ذلك..؟!
عندها سنبقى في مأزق إما أن نقول أن هذا النظام "فاشل" وهنا سيتحول "المقدس" إلى شيئاً أرضي وسيضيع الدين.. أو نظل على فشل هذا النظام ونبقي عليه ونظل على فشل النظام ولا نتقدم أبداً..!!
هذا تعريفي أنا عنها، وهذا ما يجعلني أتشبث بها وأن أصرح ليلاً ونهار بعلمانيتي، ولكوني علماني، ولكون "الطبيعة" أيضاً علمانية، قررت أن أدير هذا الحوار الخيالي مع (الطبيعة) حول عدة صفات من صفات (العلمانية) ولنبدأ بالتمييز والذي تنبذه العلمانية وترفضه وتحاربه أيضاً..
لذلك كان سؤالي الأول للطبيعة عن (التمييز) وإليكم أصدقائي الإجابة في السطور التالية:
سألت الشمس..
- يا شمس هل تميزين في إرسال إشعاعاتك ما بين مسلم ومسيحي أو مسلم وبهائي أو تمنعينها عن الملحدين..؟!
غضبت الشمس كثيراً من سؤالي.. ووجدتها تبتعد عني وتسبني بألفاظ لا يستطيع القلم أن يكتبها.. وقالت:
- كيف أمنع أشعاعاتي بسبب دين..؟! أنا لا أعلم دين هذا ولا ذاك.. أنا وضعت هنا لأوزع أشعاعاتي على الناس جميعاً دون فراق.
تركت الشمس وجريت مبتعداً وهي مازالت تبصق وتشتم ولو طالتني لسحثتني بداخلها وذهبت إلى البحر وسألته:
- يا بحر هل تفرق أمواجك ما بين أنثى أو ذكر.. هل تمنع النساء من نزول مياهك المالحة.. أو تميز الذكور وتترك لهم مساحات أوسع للعوم فيها..؟!
سكت البحر.. وانحسرت أمواجه.. وانكمشت الشطوط... وكاد أن يختفي عن الوجود.. جريت نحوه واعتذرت له.. وكدت أن أقبل رماله حتى ينطق.. وبعد كثير من المحايلة أجاب بصوتٍ حزين:
- يا ولدي أنا البحر.. أجمع في باطني أسماك مختلفة الألوان والأجناس.. لم أفرق يوماً ما بين سمكة حمراء أو خضراء.. لم أفرق يوماً ما بين حوت أو سمكة صغيرة.. الجميع في باطني يعيشون دون تمييز.. ولولا أن هناك قانون الغاب لما كان هناك أحداً من السمك يأكل الآخر..كيف لي أن أميز وأنا لا أعرف معناً لهذا.. اذهب يا ولدي بعيداً ودعني أمارس عملي في هدوء.
تركته ونزلت إلي الشارع.. أثر كثيراً هذا البحر تكويني.. تركته على كل حال.. وذهبت للشارع وسألته:
- يا شارع.. هل تميز ما بين لون هذا أو ذاك..؟! هل تعطي ميزة للأبيض عن الأصفر..؟! هل تعطي صلاحيات للأسمر أن يأخذ رصيفاً في شارعك عن الأبيض..؟! أجيبني أيها الشارع ليرتاح قلبي..
الشارع ارتج غضباً.. واهتزت الأرض من تحتي.. ووجدتني غائصاً في براكين وأمواج من اللهب الحارق.. لم يحترق جسدي ولكنني رأيت المعادن جميعها تنصهر في هدوء.. والغازات جميعها تلف حولي.. وأنا.. في طريقي هذا الذي شعرت بأنه طريق الفناء.. ناديت على الشارع فلم يسمع.. صرخت للأرض فلم تجيب.. وجسدي الهش يتبخر أمامي.. أنا أتلاشى الآن والأرض العجوز وشارعها الفتي ينهيان ما تبقى لي من الحياة.. وقبل التلاشي بلحظات.. وقبل الرحيل.. صعدت أخيراً من تلك الرحلة.. وقال لي الشارع:
- يا فتى.. يا من تسأل.. أنا لن أجيبك.. ولكن اسأل أنت عناصر الأرض. اسألهم هل أميز أنا بينهم..؟! هل منعت يوماً أحد الجبال على الوقوف فوقي بحجمه الثقيل هذا..؟! هل منعت يوماً إنسياً من بناء برجاً عالياً..؟!.. أنا لا أمنع ولا أميز ولا أقدر على هذا.. أنا وجودي هنا لكي يعبر فوقي الجميع.. الأبيض.. والأسود.. والبني.. والأصفر.. كلكم أبنائي وأبناء ترابي هذا الذي يملأ جنبات الشارع.. هيا اذهب ولا تعد بأسئلتك السخيفة تلك.. اذهب عليك السلام.. يا رجل.
تركت الشارع.. ولم يمنعني من العبور فوقه.. وظلت الشمس ترسل لي إشعاعاتها.. وهناك كانت أمواج البحر تضرب صخوره في سعادة وفي هدوء.



#حماده_زيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسفلت بلون الدم..!! (في ذكرى مجزرة ماسبيرو)
- اثنتا عشر عارية.. قصة.
- الفرح..!!
- دون حذاء أفضل
- الطائفية صنيعة إخوانية!!
- حفل تحرش.. (قصة)
- محمد وعيسى.. بالعكس.. قصة.
- (مينا دانيال) الذي لم أراه إلا مرة وحيدة!!
- ذيل حصان.. قصة.
- خشخاش السماء.. قصة.
- وحي من الشيطان.. قصة.
- أصنام يعبدونها وسموها (تابوهات) (3) عندما تحول (الدين) إلى ص ...
- فاي.. قصة
- صمت العرش. قصة
- (أصنام) يعبدونها وسموها (تابوهات) (2) في عبادة ال (sex) أكتب ...
- (أصنام) يعبدونها وسموها (تابوهات) (2) في عبادة ال (six) أكتب ...
- للحقيقة ظل.. قصة قصيرة.
- عروسة تحترق.. قصة قصيرة
- المرأة بين (العُهر) والسياسة
- اللعبة (مرسي) ما بين جماعته والعسكر!!


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حماده زيدان - الطبيعة تتحدث عن العلمانية (1 / 3) عن التمييز تتحدث.