عصام البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 1127 - 2005 / 3 / 4 - 10:21
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لم تزل دموع الاسى ندية في المأقي بعد تلك الجريمة الشنعاء التى راح ضحيتها مئات الشباب المتقدم للفحص الطبي في مدينة الحلة للبحث عن وظائف لهم حتى فوجعت شخصيا بجريمة اغتيال الاخ والصديق القاضى برويز المريواني ، الذى يصعب الحديث عنه ، فكيف انسى برويز المتالق منذ عرفته قبل 33 عاما عندما كان شابا متحمسا ومثقفا وهو يرشدنا انا واخوه الفنان كاويان المريواني الى روائع الادب والفن ، ففي دار العائلة الصغير في راغبة خاتون كانت هناك لمسات من الفن المعماري الجميل واللوحات الفنية الرائعة التى كانت تمنحنا روح الطبيعة الكردية في شمال الوطن، فلم اتوقف عن زيارتهما منذ ان انتقلا من مدينة البياع الى الاعظمية .
كنت حين افتح البوم صوره وهو يقف فارسا على جبال كردستان بزيه الكردي الجميل ونطاقه المسلح ارى فيه ذلك الفارس الشجاع المفتون بالطبيعة والشعر والفن والثقافة ، ومنذ ذلك العهد كان الفقيد شهما تجتمع فيه كل صفات الاخ الجيدة والابن البار لعائلته في حرصه على وظيفته وعمله وكان يسالنا عن دراستنا بكل اهتمام ويبدى لنا المساعدة في فهم العديد من الموضوعات حول الفن واللغة الكردية حيث قررت علينا في تلك السنوات دراستها في المدارس الثانوية.
اليوم رغم فراق كل تلك السنوات الكثيرة اراك امامي وارى كل افراد العائلة الكردية ذات النقاء الجميل بعيدا عن اي تعصب احمق ، تلك العائلة التى شاركتها الطعام والمنام ، كنت احسها مثل عائلتي تماما ، الان اشعر بحرقة شديدة وابكيك سيدى العزيز من اعماق قلبي . واذا قدر للجناة والحاقدين مهما كان نوعهم ومصدرهم ان يغيبوا جسدك وجسد شبلك ايفان الذى لم يتسنى لى رؤويته فانك لاتزال ماثلا وستبقى ماثلا امام بوابة الذكريات ولن تغادرها ابدا ، فيكفي ان فيك ذلك الانسان الذى امتلك العقل والقلب الجميلين اللذين سيبقيان يشحذان ذاكرتي دوما.
نم قرير العين فانك باق فينا ولن ننساك فانت واحد من الاف الشهداء في سبيل هذا الوطن الجريح.
#عصام_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟