أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - السحت الاعلامي














المزيد.....

السحت الاعلامي


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 15:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


غالبا ما كانت بعض اللقطات التلفزيونية,مصحوبة بالزعيق وبعض التكرار الملح المريب لتأكيدات شهود العيان..مضافا اليها بعض الاشرطة الاخبارية العاجلة والنداءات اللاهثة غير المنضبطة لبعض مذيعي التلفزيون سببا للعديد من المآسي التي لم تكن لتحصل التعرض الطويل لسيل مركز من الاخبار والتقارير الصحفية التي تستهدف اللحمة الوطنية وتعلي من التقاطعات الطائفية والاثنية..
وهذا الخليط من الممارسة الاعلامية المربكة كان السبب الرئيس في الواقع المؤسف الذي انتج سقوط الآلاف من الضحايا ما بين قتيل وجريح وكانت قاب قوسين او ادنى من دفع البلاد الى اتون حرب اهلية حقيقية قد تكون آخر ما يتمناه المواطن العراقي الشريف ولكن هناك مصلحة واضحة فيها للعديد من الاطراف الساعية لمزج حلاوة التغيير والاتجاه نحو الدولة المدنية الديمقراطية بمرارة التفكك والتشظي المجتمعي..
مثل هذه التغطيات الاعلامية المنتحلة الحياد والمهنية الزائفة والمبطنة تاجيج نيران الفتنة واللعب على أوتار التناقض الطائفي تحيلنا فورا كعراقيين الى تفلتات الاعلام المرتزق ودوره في اذكاء الانقسامات الفئوية والثقافية ما بين ابناء الشعب الواحد خدمة لمخططات وتمنيات جهات معادية لحق الشعوب بالحرية والعدالة والحكم الرشيد..كما ان هذا الامتطاء الملتبس لتقنيات الاعلام الحر والفضاء المفتوح لتقديم تغطية مضللة موظفة لخدمة وادامة صورة الشعب المنقسم المختلف المتناقض عن طريق صور وعبارات زاعقة لبعض الغاضبين في برامج مفتوحة على الهواء..لا يمكن ان تكون الا سحت اعلامي تعتاش عليها قنوات الحنين للزمن المقتطع من عمر العراق في ممارسة فجة مموهة بخرق ظاهر لتقاليد العمل الاعلامي المهني الملتزم..
ان الاهمية البالغة للاعلام تفرض على المتصدين لمهمة التعبير عن صوت المواطن وهمومه وانشغالاته التي غيبتها المحاصصات الطائفية والعرقية ان يكونوا على مستوى التحديات التي تجابه الشعب في صميم انتمائه الوطني..وان يرتقوا الى سمو المكانة التي يتبوأها الاعلام الجاد والرصين كعامل معزز في بناء أرادة المجتمع وتنمية حسه الوطني من خلال إشاعة مفاهيم المواطنة والمساواة ولغة التسامح وعدم التمييز وقبول الآخر وتعميق الحوار بين أطراف المجتمع الواحد رغم اختلاف أطيافهم ..
ان على السلطات الثقافية الالتفات الى حراجة ودقة المنعطف الذي يحكم مسيرة العملية السياسية الجارية في العراق من خلال العمل على تأطير العمل الرقابي على المؤسسات الإعلامية التي تستهدف الحس الوطني لدى المواطن وتعمل على اضعاف وتشتيت إلغاء قيم الولاء والانتماء للوطن من خلال التثقيف السلبي المشوش والمشوه لوحدة المجتمع ومتانة نسيجه الاجتماعي والثقافي والديني.
انها دعوة لتدارك الاخطار التي يشكلها الانفلات الاعلامي المسيس واللامسؤول عن طريق وضع إستراتيجية إعلامية تسهم في توعية المواطن بالمشتركات والقضايا المصيرية والمهمة، ونشر روح المحبة والمساواة والتسامح بين المواطنين .. وحث جميع شرائح الشعب على الالتزام بالقوانين واللوائح، وتجنب الممارسات السلبية التي تؤرق النسيج الوطني، والعمل على تقريب وجهات النظر من خلال إبراز نقاط الالتقاء، والابتعاد عن نقاط الاختلاف، وإظهار المبادئ والقيم الأصيلة المتجذرة في المجتمع التي تعزز حب الوطن وتحميه من الأخطار المحدقة به.
لا شك بان وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لها دور أساسي ومهم في ترسيخ الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب كافة. وان الحملات التوعوية الايجابية المتواصلة تساهم بشكل كبير في تأصيل القيم الوطنية لدى جميع شرائح المجتمع..كما يقع على عاتق الدولة استثمار الامكانات والأجهزة الإعلامية في مهمة تثقيف المجتمع بما يضمن أمنه واستقراره وتماسكه. كما أن هناك حاجة أمنية ملحة للقيام ببث حزمة من الرسائل الإعلامية الايجابية، بشكل متواصل، إلى المواطن لكي يستوعب ويؤمن بان الوطن للجميع..والا فلن نأمن ان نجد نفسنا في واقع العودة الى ايام الاحتراب نتيجة تقارير مضللة او خبر عاجل مزيف او نداء خبيث من اعلامي منفلت..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاح وفوبيا التغيير
- مبادرة الشيخ حمد..دعوة الى الوهم
- ثقافة الاستقالة
- اوطان وهويات
- شرق هائج وغرب متضجر
- السلفيون والاخوان المسلمين..في مفترق الشريط المسيء
- هل هناك من مؤامرة؟؟
- شريط مسيء..شوارع محترقة
- النوادي الاجتماعية في بغداد..مرة اخرى
- كثير من الحب..قليل من الجدران
- الديمقراطية..والحاجة الى المبادرات الواقعية
- حديث المبادرة
- التقارب السعودي الايراني..لله أم لقيصر؟
- غزوة -آل المقداد-.. خليجيا
- قراءة سريعة من خلف الدخان
- الدراما التاريخية..الفشل الاكثر كلفة
- دعاة وفضائيات
- الشيخ لوعاد
- الطائفية اولاً
- أن تأتي متأخرا..


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - السحت الاعلامي