أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - السلبيةُ والكَسَل














المزيد.....

السلبيةُ والكَسَل


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" في بداية عام 2003 ، ذّهبَ عراقيٌ الى مُنّجِم ، لكي يكشف لهُ عن مُستقبله ومُستقبَل العراق.. فقال لهُ المُنّجَم : السنين الثلاثة الاولى ، ستكون صعبة كثيراً على العراق ، وستُعاني أنتَ فيها الأمَرَين .. أما الأعوام الثلاثة التي تليها .. فستكثر المصائب وتزداد الجرائم في طول البلاد وعرضها ، وستكون انتَ مَنْ يدفع الثمن .. في حين ان السنوات الثلاث التي تليها .. سيشهد العراق ، تفاقُم الفساد والنهب المُنظَم ، وتتوالى الأزمات وتشتعل الحرائق ويسقط يومياً ضحايا الكواتم والإغتيالات ويهرب السُجناء المحكومين بالإعدام .. لكن المُفرِح بالنسبةِ اليك .. هو انك لن تُبالي بِكُل هذه الأوضاع المأساوية المُزرِية .. لأنك تكون قد [[ تَعّودتَ ]] على الأمر وأصبحَ شيئاً عادياً ، تتعايشُ معهُ بسهولة ! " .
أصبحنا اليوم ، مُتبلدي الإحساس ، لامُبالين .. فَكُل البُلدان المُحيطة بنا ، بلا إستثناء .. تخرج فيها الجماهير رافضةً لواقعها ، مُطالبة بالتغيير والإصلاح وسقوط الانظمة والحكومات .. حتى ايران تشهد مظاهرات بين الحين والحين ، ورُبما يؤدي الإنخفاض الشديد في قيمة العملة المحلية في الآونة الأخيرة ، الى سقوط الحكومة !.. والكويت والبحرين والسعودية ، بحكوماتها المُستبدة المُتخلفة ، تعجز عن إخفاء إستياء قطاعات واسعة من شعوبها التي تنتفض بين فترةٍ واُخرى .. في تركيا ، لاتقتصر المظاهرات على المناطق الكردية فقط ، بل تمتد الى اسطنبول وغيرها .. والأردن الملكية ليست بمنأى عن القلاقل .. في حين ان سوريا مُقبلة على تغييرٍ كبير .
نحنُ العراقيين فقط ، وسط هذا المُحيط المُتلاطِم .. ساكنون تقريباً .. راضون بما " تنجزه " الحكومة الحالية والحكومات التي قبلها .. قانعون بواقعنا المُتخَلِف المُفتَقِر الى أبسط الحقوق الإنسانية .. لم تبقَ لدينا روحية المُثابرة والمواصلة والإستمرار في النضال .. فحتى عندما نتحرك ونُعارِض ونحتَج .. نُصابُ بالإحباط عند أول صيحةٍ لعناصر السُلطة .. يستولي علينا الجَزع أثناء المواجهةِ مع الاجهزة القمعية .. يّشُلنا الخوف عن أي فعلٍ جماعي إيجابي .. ولأنَ الكثير مِنّا باتَ يحصل على موارد " سهلة " وبدون جُهدٍ ولا تعب ولا إنتاج .. فلقد صُرنا ، نبحثُ عن إنتصارات مجانية ، بلا كِفاحٍ حقيقي ! .. نُريد تغيير النظام وتبديل الحكومة وإصلاح الاوضاع .. لكن بدون أن " نعمل " من أجل ذلك .. نريد ان يحدث الأمر مُباشرةً .. لا كنتيجة لِمُعارضة واعية شُجاعة .. ولكن بالأدعية والتمنيات فقط ! ..
كما جَرَتْ العادة ، أن يعتمد مُعلمو دهوك ، على إضراب ومُظاهرات مُعلمي السليمانية وأربيل .. للحصول على مطالبهم المشروعة .. من دون ان يُشاركوا هُم أيضاً ! .. فتأتيهم ثَمرات تَحّرُك الآخرين .. جاهزة مُجّهزة مُقّشَرة ! .. فكذلك باتَ العراقيون عموماً .. بسلبيتهم وعدم لجوئهم الى تنظيم مُعارضة واعية مُثابرة ، تمتلك نَفَساً طويلاً .. قادرة على إحداث التغيير بالأساليب الشرعية المُتاحة .. وبتسليط الضغط المتواصل على السُلطة ، لإجبارها على مُحاربة الفساد ، وإصلاح الاوضاع بصورةٍ جذرية .. بدلاً من هذا كُله .. فلقد بُتنا .. ننتظر ما ستؤول اليهِ الامور في سوريا .. ومَن سينتصر في النهاية .. أصبحنا نراقب ما سيفعله الشعب الايراني مع نظامه .. وكيف ستتصرف المعارضة البحرينية مع حكومتها .. ننتظر تطورات الأوضاع في السعودية وتركيا .. ونتيجة الإنتخابات الامريكية .. ولأننا [[ تعّودنا ]] على السلبيةِ والإتكالية .. فحتى في إعماق وعينا .. ننتظر المُخّلِص السوبرمان تحتِ أي أسمٍ كان ، لكي ينقذنا.. ننتظر ما سيقوم به الشعب السوري ، وال " مكاسب " التي سنحصل عليها نحنُ ، اي الشعب العراقي .. تلك المكاسب الجاهزة الحاضرة .. التي هي مُجّرَد أوهام وسراب ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعاية الكِبار
- في أربيل : مباراة بين الحكومة والبرلمان !
- المالكي .. والبقرة الصفراء
- رأيٌ في السُلطة والمُعارضة في الأقليم
- هذا العالم المُضطرِب
- العِيال كِبرتْ
- الإحباط .. والديمقراطية
- العلّة والسبب
- أسئلة مُعيبة .. وأسئلة خَطِرة
- الموصل .. والتيار الديمقراطي
- إطلالة على المشهد السياسي في أقليم كردستان
- المرحلة الإنتقالية
- تنسيق دفاعي بين العراق وموريتانيا
- دهاء القادة .. وحماقة الجماهير
- سلطتنا .. و - شنينة ياس - !
- اللوحة الكئيبة
- أعضاء مجلس النواب .. والزواج
- في إنتظار الرئيس
- بين العقل والعاطفة
- المسطرة القصيرة


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - السلبيةُ والكَسَل