أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل الخياط - بغداد عاصمة مكانس الثقافة !














المزيد.....

بغداد عاصمة مكانس الثقافة !


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 09:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



التايتل مستوحى من عنوان : بغداد عاصمة الثقافة العربية " . أما مفردة المكنسة فمستوحاة من حكاية شعبية مصرية تحت تسمية : سبب كسر المكنسة ؟" .. إقتران بغداد عاصمة الثقافة بحكاية المكنسة المكسورة , تمخض عنه تايتل هذي الموضوعة .

ولكي تتضح عملية الإقتران , لا بد في البدء من التعرف على تفاصيل الحكاية .. وهنا سوف تُوضع تلك الحكاية كما هي بدون رتوش أو تعديلات وباللهجة المصرية , تقول الحكاية :

( الاب كان مسافر ولما رجع لقى ابنه مستنيه فى المطار
الاب : إيه أحوال البيت وانا مسافر؟
الابن : كل حاجه ميه ميه متقلقش, بس حصل حاجة بسيطة
الاب : حصل إيه؟؟
الابن : عصاية المكنسة انكسرت
الاب : بس كده, ولا يهمك, بس إيه اللي كسرها؟
الابن : انت عارف ان البقرة لو وقعت على حاجة بتكسرها!
الاب : انت تقصد بقرتنا؟
الابن : آه.
الاب : إيه اللي حصل؟
الابن : كانت بتهرب وهيه خايفة, فوقعت على عصاية المكنسة كسرتها.
الاب : المهم البقرة حصل لها حاجة؟
الابن : ماتت...
الاب : يا لهووووووي... ماتت!!! وهى كانت بتجرى خايفه من إيه؟
الابن : لا دي كانت بتهرب من الحريقة.
الاب : حريقة!! حريقة ايه؟؟
الابن : لا مفيش أصل بيـتـنـا اتحرق.
الاب : اتحرق!!! يالهووووي.... اتحرق من إيه ؟
الابن :اخويا الكبير, الله يرحمه, هو السبب.
الاب : ايه؟؟ اخوك مات!!! ازااااااي ؟؟
الابن : كان بيشرب سيجارة, وقعت حرقت البيت وهو جواه.
الاب : يالهووووي!!! اخوك كان بيشرب سجاير؟
الابن : هو كان بيشرب سجاير علشان ينسى حزنه.
الاب : حزنه على ايه؟
الابن : على أمي الله يرحمها.
الاب : هي امك كمان ماتت؟
حينها وقع الأب من طوله ومات على الفور ..
فقال له الابن : يابا , متعملش في نفسك كده يا حبيبي , فداك ألف مكنسة !! )


احد الحريصين من الذين إطلعوا على تلك الحكاية وبعد تمعن مسهب وفي لحظة ما داهمه فزع مفاجئ على الوفود القادمة أو التي سوف تقدم لفعالية : بغداد عاصمة الثقافة العربية " : أن تكون خاتمة تلك الوفود ميلودرامية على شاكلة الأب الذي خر ميتا بعد سماعه لتراجيديا المكنسة المكسورة . فقام بإرسال تلك الحكاية إلى معظم أعضاء لتلك الوفود , ومن ثم تبعها بعد بضعة أيام بإرسال النصيحة التالية :

السيدات , السادة , عضوات وأعضاء الوفود التي ستشارك في المهرجان المسمى : بغداد عاصمة الثقافة العربية " . تحية وبعد , لا بد إنكم قد إطلعتم على حكاية المكنسة المكسورة التي أرسلتها لكم قبل أيام , لقد تعمدت أن أرسلها قبل هذه الرسالة بفترة لكي تتخذوا فسحة زمنية في تأمل المغزى العميق لتلك التراجيديا , ولكوننا ندرك عدمية تأملكم في ذلك المغزى , فلا بد من القول إنه - الكُنه - يتماثل مع ما سوف تصيرون إليه عند قدومكم للمشاركة في هذا المهرجان المزمع إقامته في السنة القادمة . وهنا , لا ريب إنكم ستطرحون الإستفسار المنطقي : كيف ؟ والإجابة على هذه الـ كيف , هي إننا سوف نضع قبالتكم العوالم التي ستداهمكم والتي هي ذاتها ستكون الظلال الحاملة لجرثومة القدر المأساوي ؟!

فيا سيدات ويا سادة عندما تطأ أقدامكم تلك الأرض سوف لا تعثرون على أي معلم ثقافي , معالمنا أيها السادة عبارة عن عمائم تقول للأديب أنك غير مُؤدب لأنك تحتسي البيرة , أما نحن فتتجسد فينا الآداب لأننا لا نعترض على السرقة , لا نعترض عن اللصوص الذين يسرقون ليل نهار لأنهم سوف يركعون أو يسجدون - ضاعت علينا مقتضيات الأمر - .. ونحن أيها السادة عندنا ناس مثلكم بالضبط تعتقد إن آثارنا ونصوصنا جميعها تستحق الهدم والحرق ففيها يكمن الشيطان وفيروساته .. الذي عندكم أيها السادة كله موجود عندنا فلماذا أطيل عليكم .. عندنا شارع يبيع الورق والكلم , أحاله مسؤول السلطة الدينية إلى ركام ترابي .. عندنا موشور , تمثال يصب إبريقا طموحا للحالمين للعابرين نحو فضول نبراس الحياة الغير مُقيد بدساتير الظلام , فسدوا الإبريق وحرثوا عشبه الأخضر .. وزير ثقافتنا أيها السادة هو ذاته وزير مدفعنا وخوذتنا وبسطلانا العسكري .. أيها السادة بسطالنا الذي سوف يظل مرادفا لحياتنا هو الأشد بريقا لهذا البلد وليس المعلم الثقافي , لكن هذه المرة الخوذة العسكرية مقرونة بطواويس الشعوذات الدينية من أعلى هرم في السلطة إلى أضأل مسؤول فيها .. هؤلاء أيها السادة هم " مكانس الثقافة ".. الذي يحكمون بلدنا أيها السادة " مكانس للثقافة " ناس مرتبطة بالشعوذة والتعويذة وليس لها علاقة بهذا الدوران الكوني الذي تجاوز الذهول ذاته .. لهذا وغيره الكثير الكثير سيقود هذا الرُكام للسكتة الدماغية او القلبية التي هي ذاتها التي رافقت تدرج حكاية المكنسة المكسورة .

لكن ربما يكون الخير فيما وقع , وقد نبتكر وضعا خرافيا مريحا , وربما فنتازيا , رمزية قد لا تطرأ على مفككي كريات " هرمان هيسة " الزجاجية , أو " يوليسيس جويس " , وربما تكعيبيات " بيكاسو " !! .. فإذا كان الأب العائد من السفر قد إستهان بقيمة " المكنسة " التي كُسرت في نهاية الحكاية , فإن كسر مكانس الثقافة في عراق اليوم هو الأكثر أهمية , لكن يتوجب أن يحدث في البدء وليس في النهاية مثل حكاية المكنسة المكسورة فعندها ستنبعث الحياة في العراق من جديد .
[email protected]



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيوم أحمدي نجاد المُغتصبة !
- عن المالكي وعشاقه ودولة البطيخ !
- آخر إختراع مُصطلحي : - إفطار رمضاني لحل الأزمة - !
- هل بمقدور - إيران - إغلاق مضيق هرمز ؟
- روسيا , سوريا , ستراتيجية الخواء
- دونية عقليات النُظم الشرق أوسطية !
- دوبلوماسية نوري المالكي تفوقت على جميع الدوبلوماسيات !
- في العراق الديمقراطي الجديد لا يُوجد عُمال !
- السيد - رئيس الوزراء - مُغرم بالعشائر !
- عذبني غِريد الجنوب - فؤاد سالم -
- الحوار المتمدن - موقع يساري وليس بطرياركي.
- هل يفهم - البابا بنيديكت - الماركسية لكي ينتقدها ؟
- شبيحي ويكتب في الحوار المتمدن - نشاز -
- هزُلت ورب الكعبة !
- رسالة إلى -شمران الحيران-
- هل الشيوعيون العراقيون أغبياء ؟
- علي الأديب - والإسترخاء التعليمي !
- المالكي أيضا يمتلك كُتابا ساخرين , ولكن ؟!
- هل العراق دولة فاشلة ؟
- جلسة طارئة


المزيد.....




- الكويت تدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- “نزلها واستمتع”.. تردد قناة طيور الجنة الفضائية 2025 على الأ ...
- كيف تنظر الشريعة إلى زينة المرأة؟
- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل الخياط - بغداد عاصمة مكانس الثقافة !