أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هويدا طه - الحسين كان رجل سياسة وليس رجل دين، فلماذا القداسة؟














المزيد.....

الحسين كان رجل سياسة وليس رجل دين، فلماذا القداسة؟


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1127 - 2005 / 3 / 4 - 10:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ سقوط نظام صدام حسين، استطاع المواطنون العرب غير العراقيين- وخاصة من السُنة- أن يتعرفوا على جانبٍ كان خفياً من ملامح العراق: الشيعة العراقيون واحتفالاتهم الدينية التي كان يقمعها صدام حسين، قامت الفضائيات بالدور الأكبر في هذا التعريف، فللسنة الثانية بعد سقوط النظام السابق، تنقل عدسات كاميرات الفضائيات العربية المختلفة مشاهد تلك الاحتفالات، حشود تسير في الشوارع، الناس فيها يحملون لافتات تعبر عن الشعور بالحزن، لمقتل الحسين بن علي بن أبي طالب قبل نحو أربعة عشر قرنا، حزن يصل إلى حد اللطم وتقطيع الجلد، حتى تسيل الدماء من جبهة وظهر وصدر العراقي الحزين! بل وعندما شارك أحد الشخصيات الشيعية الهامة في لقاء تليفزيوني، سأله المذيع عن رأيه في مسألة سياسية تختص بالوضع العراقي، فاستهل إجابته بقوله:"بداية ً، أقدم تعزيتي الصادقة لإخواني الشيعة في مقتل الحسين.."! وكأن الحسين قتل أمس أو كان في موكب رفيق الحريري! إلى هذا الحد تتمكن هذه الظاهرة منهم، حتى أن الحسين مات منذ قرون.. بينما سرادق تلقي العزاء مازال منصوباً!
ورغم أن كل دين في العالم- وضعيا كان أو سماويا- يترك لأتباعه رموزاً يقدسونها، إلا أننا نحن المسلمين بالغنا في الأمر، فالقداسة هي بالضرورة حق للنبي(ص)، لكننا أضفنا إلى مستحق التقديس جيشاً من الشخصيات التاريخية(بل وحتى الشخصيات الحاضرة بيننا!)، وإذا نظرت إلى(حكاية الحسين)لتساءلت بدهشة: لماذا القداسة؟! فالرجل خاض صراعا على السلطة والحكم، وهزم فيه، حدث تاريخي سياسي انتهى، هزم الحسين وقتل، وراح من(تشيع)له في هذا الصراع، فماذا يلزم أحفاد هؤلاء الأشياع اليوم؟! الإجابة على هذا السؤال ليست دينية، إنها سياسية، تاريخية، اجتماعية، فعندما يتعرض البسطاء للظلم، ينحازون للمشروع المناوئ له، على طريقة(عدو عدوي هو صديقي)وفي الصراع بين الحسين ومعاوية- على السلطة والحكم- كان الحسين هو هذا الصديق للفقراء والمظلومين والكارهين لحكم بني أمية، وظلت هذه لازمة(الشيعة)إلى اليوم، ظلوا يمثلون المعارضة المقهورة، التي يتعاطف معها(العامة)، ولهذا ترى الشيعة أو أهل الباطن في التاريخ الإسلامي رمزا دائما مستديما للمعارضة، مشروع سياسي يتخفى وراء الدين، حكومة ومعارضة، أيديولوجيا سياسية مقابل أخرى، أهل الظاهر في الحكم وأهل الباطن في المعارضة، سياسة بمصطلحات دينية، ولعل أكثر من قدّم تحليلاً عميقاً لهذا الأمر كان د. محمد عابد الجابري، المفكر والفيلسوف المغربي، في كتابه المكون من ثلاثة أجزاء(نقد العقل العربي)، والذي قال عنه في لقاء تليفزيوني.. أنه استغرق منه بحثاً طويلاً وحفراً لسنواتٍ في أعماق التاريخ العربي الإسلامي، وبعيداً عن النظرة الدينية لمأساة الحسين، فإن تاريخه كمعارض أراد السلطة لنفسه ولم ينجح، مليء بما يشبهه لدى أي معارض في أي شعب وأي ملة، من مفاوضات وكر وفر وتنازلات وتحالفات وصفقات سياسية، وغير ذلك من مظاهر السياسة وطرائق الصراع على السلطة، وهو ما يعني أن له هفواته أيضا، وإن كان حفيد النبي(ص)، فالدولة الإسلامية بدأت تتسع وراحت(الغنائم)تزداد، والغنائم تلك، ما هي إلا ما كان يُسلب من الشعوب والبلدان الأخرى التي(يفتحها)جيش المسلمين!، فلم تكن الدولة الإسلامية دولة منتجة ولا كان المسلمون عند تأسيسها قوم منتجون، لذلك كان ما يسمى بمال المسلمين يطلق عليه(الفيء)أو(العطاء)، وكان مفهوم(العدل)حينها يدور حول كيفية(توزيع العطاء)! توزيع العطاء على(المؤمنين)في مركز الدولة الإسلامية- الشام والعراق أيام الحسين- العطاء المنتزع من إنتاج الشعوب المهزومة، وبالطبع كانت تلك الغنائم جزءً من موضوع الصراع، والحسين- رجل السياسة- الذي نقدسه، كان يصارع على السلطة، التي بدورها كانت تتحكم فيما يرد من هذا الفيء! وكأي معارض كان يدخل مع السلطة في صفقات من نوع ما تدخله المعارضة في تاريخنا المعاصر مع الحكومات، نوع من الصفقات التي تسمح فيها الحكومة للمعارض(بالكسب)وتغض الطرف عن ذلك، مقابل أن يغض الطرف هو عنها ويكف عن معارضتها، الحسين الذي نقدسه علم ذات يوم- حسب شرح نهج البلاغة لابن أبي حديد- أن قافلة تحمل خيرات ومنتجات شعب آخر في بلدٍ مفتوح! كانت قادمة إلى معاوية لإيداعها في(خزائن المسلمين)! فاعترضها الحسين بن علي وسطا على ما كانت تحمله- هكذا ببساطة-! وكتب إلى معاوية كتاباً لا يغيب عنه التحدي وربما الابتزاز السياسي، قائلاً له:"أما بعد، فإن عيراً مرت بنا تحمل مالاً وعنبراً وطيباً إليك، لتودعها خزائن دمشق، وإني احتجت إليها.. فأخذتها.... والسلام"!!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاح الشرق الأوسط يبدأ بالتغيير حول ضفتي البحر الأحمر
- من لا يربيه شعبه.. كونداليزا تعرف تؤدبه!
- صفوت الشريف: الريس مقبل على-ضبط إيقاع-المعارضة المصرية!
- الرئيس مات قبل التمديد: اللي خلف مماتش، المثل من مصر والريس ...
- مآخذ على التيارات السياسية المصرية في ظل نظام يحتضر
- رحيل ماهر عبد الله الإخواني الحداثي
- عدوى الخوف من الغزو الثقافي تنتقل من العرب إلى الفرنسيين
- المسلسلات التاريخية فن زراعة الوهم في نخاع العرب
- الأعلانات التجارية على الفضائيات من الأسمدة الزراعية إلى الم ...
- بمناسبة الحملة البريطانية على القرضاوي لا يوجد تعريف دولي لل ...
- مبارك : أنا عايش ومش عايش
- فوضى الساعات الأخيرة في حكم آل مبارك
- أخبار مملكة الخوف الشعب السعودي بين الاستبداد والإرهاب
- استجابة الفضائيات للهوس الديني بين الواحد القهار وأبينا الذي ...
- مصر التائهة بين مبادرة أمريكية للهيمنة ومبادرة مباركية لمزيد ...
- مصر قوة هائلة كامنة فأين توارت؟ المقاومة العراقية هدية للشعب ...
- سوق الفتاوي وفتاوي السوق في دولة الأزهر!
- الحساسية تجاه مناقشة قضايانا دليل علي افلاس سياسي
- هل يفلح مشروع مستقبلي منفرد لدولة عربية بمعزل عن المحيط الجغ ...
- امريكا تهدد دول العالم بالعقوبات اذا لم تفتح اسواقها لها بين ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هويدا طه - الحسين كان رجل سياسة وليس رجل دين، فلماذا القداسة؟