أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - مثلث الحريري-لحود لا يكتمل الاّ بأنطوان لحد















المزيد.....

مثلث الحريري-لحود لا يكتمل الاّ بأنطوان لحد


سردار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1127 - 2005 / 3 / 4 - 10:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لايكتمل المشهد اللبناني بمعانيه ودلالاته المختلفة, بجميلها وقبيحها.. بوطنيتها ولاوطنيتها, بمجرد اختصارها الى رموز معدودة. اذ ان تاريخ هذا البلد المتحضر مليئ بالطاقات والكفاءات التي قدمت انجازات قلما استطاع آخرون تقديمها, ولكن اذا كان لابد من رسم صورة للبنان من خلال رجالاته, او بعبارة اخرى (رموزه) فإن من الأجدى ان لايختصر هذا المشهد برجل او رجلين , او حتى اكثر قليلاً.. ولكن مادام الحديث هو عن هذه اللحظة المصيرية الحاسمة, فإننا نستطيع ان نقول بأن المشهد اللبناني يتشارك اختزاله في هذه اللحظة بالذات رجلين, اولهما طبعاً هو رفيق الحريري, اما ثانيهما فلا يمكن إلاّ ان يكون ايميل لحود. على ان هذا المشهد لكي يقترب من حدود الإكتمال, فإنه لابد من ان يضم شخصاً آخر, او اذا كنا نتوخى الدقة, ولكي لانتجنى عليه وعلى المشهد بأكمله, علينا ان نعترف بأن هذا الشخص الثالث.. او بالأحرى الضلع الثالث لمثلث الوطنية واللاوطنية في لبنان يقتحم المشهد ليأخذ مكانه الصحيح, وهو في هذا ليس بحاجة الى استئذان منا, او من احد, فهو, شئنا ام ابينا يشكل الضلع الثالث الذي لايكتمل المثلث بدونه, هذا الشخص لا يمكن ان يكون غيره هو... انه هو.. انطوان لحد زعيم جيش لبنان الجنوبي.! وبدخول لحد على المشهد فإن الصورة تتجاوز حدود لبنان الداخلية لتكشف لنا الأبعاد الاقليمية للمخاض اللبناني الصعب والمليئ بالتناقضات ايضاً.
للمقارنة بين رفيق الحريري وايميل لحود, يكفي ان نشير الى نهاية كل منهما, ولكن قد يكون هذا الإختزال اجحافاً كبيراً بحق كل من الرجلين.. ولكن الواضح هو انهما يتقاسمان قطبي المشهد الموقف, ففي اللحظة التي تصدى فيها رفيق الحريري لمهمة تحرير بلاده وقضى من اجل استقلاله, يقف ايميل لحود مشدوهاً امام هامة الحريري العالية التي ارتقت الى مستويات اعلى بكثير من الكراسي ولعبتها القذرة. بينما كان رفيق الحريري يلاعب الموت الذي كان يطارده دون هوادة, وعندما تواجها كان الموت هو المهزوم, وكان الموت هو الخائف.. وكان الحريري كعادته يواجهه بإبتسامته المليئة بالثقة التي آمنت يوماً ما بأنه يمكن اعمار هذا الخراب الذي كان يوماً ما اسمه جنة لبنان.. كان لحود منهمكاً بلعبة الكراسي وتقوية اجهزة المخابرات الغريبة لتحصين قلاعه المنعزلة عن اللبنانيين, والبعيدة عن آلام الوطن واحلام المواطنين وانين الجراح القديمة التي تتطلع الى ايد حنونة توقف نزيفها الى الأبد.. في اللحظة التي اضطر فيها الحريري الى (الرضوخ) لمصالح لبنان عندما قبل مهزلة التمديد الممجوجة, تاركاً كرسي السلطة, كان لحود يحتفل بفوزه بفتات كرسي يرمى له من وراء الحدود, ومن خلف جراحات الوطن... ودماء شهدائه المساكين (الذين شاء لهم سوء حظهم العاثر) كما تقول الرائعة احلام مستغانمي ان يمرغ القدر وطنهم ويستبيح دماءهم الطاهرة في وحل خيانة الأبناء وقسوة الجزمة العسكرية لجيوش الجيران من الجنوب والشمال. بينما كان رفيق الحريري يعود الى احضان شعبه واحضان بيروت الدافئة وشوراعها التي كان يتجول فيها كما هو في بيته.. آمناً مطمئناً, كان ايميل لحود يغلق ابواب قصوره.. وابواب قلبه الذي لم يعد فيه مكان سوى لكرسي يقف على ارجل مكسورة عرجاء غريبة جاءت من وراء الحدود.. وزحفت على جراحات لبنان القديمة الحديثة... انهما التناقض الصارخ الذي تعود لبنان على رؤيته.. انهما التطرف الذي صبغ به لبنان انتماءاته الصادقة من الداخل, لتنفلت وعلى غفلة من لبنان واللبنانيين وتصبغ الصورة الخارجية للبنان.. انهما طرفا معادلة عبثية غرائبية, بينما وهب الأول كل ما يملك للوطن, اصر الثاني على ان يستحوذ على كل ما يملك الوطن.. وبأي ثمن كان. بينما كان الأول يهب الوطن آخر ما يملك ويسلمه روحه, على احدى شوارعه التي تحولت الى رمز للشهداء والشهادة.. كان الثاني يكاد يمسك بغيتار نيرون, ليغني على نيران تأكل الوطن وما عليه, ارضاءاً ربما لحب طاغ لسلطة لا تستمد (شرعيتها), او بالاحرى استمراريتها, إلاّ من وراء الحدود وعلى حساب كرامة الوطن وجراحاته. باختصار شديد.. بينما كان رفيق الحريري يعود بموته الى زعامة الوطن ويتوج ملكاً على عرش ساحة الشهداء وتقود ذكراه انتفاضة تحرير الوطن, كان ايميل لحود يستنجد بالخارج.. ويسترخص الوطن وما عليه للحفاظ على كرسي توهم للحظة ما بأنه سوف يرافقه الى القبر كما كان يفعل الفراعنة...
اذن بعد هذا الحفر في المشهد, يبقى السؤال, ترى مالذي يربط قائد جيش لبنان الجنوبي الذي كاد الوطن ان ينسى اسمه(انطوان لحد) بهذ المشهد.. وبهذين الرجلين؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال, هنالك جملة اسئلة تفرض نفسها علينا, ولا يمكن الهرب منها, او لا يمكن التوصل الى رؤية واضحة, إلاّ بعد الإجابة عليها... ترى ما هو سر هذا التطابق الشديد بين اسماء اثنين من هؤلاء الثلاثة, ولماذا يختلف الثالث معهم حتى في الأسم؟ هل هي مصادفة عمياء ان الثاني هو لحود, بينما الثالث يكون اسمه لحد, ام ان هذا ليس إلاّ تجلّ آخر لغرائبية الحكاية اللبنانية النادرة؟ ثم, ما علاقة كل ذلك باللحد الأزلي الأبدي الذي يجب على كل منا ان ينام عليه في يوم من الأيام والى الأبد؟ ولماذا يكون الثالث لحد, بينما يكتفي الثاني بأن يكون لحود, هل هذا للإشارة على الحجم, ام ما هي المسألة بالضبط؟ وهل ان الفرق هو ان احدهم كان قائداً لميليشات موالية للأعداء.. يخدم مصالح قوة محتلة؟ على الرغم من الفرق الكبير الذي يبدو للعيان بين الحالتين, لا يمكننا التهرب من السؤال التالي, ترى اليس الآخر ايضاً ممثلاً لمصالح دولة محتلة تحتل اراضي لبنان وتستبيح كرامته؟ وهل ان الفرق هو ان لحود لايملك ميليشيات, وانه يجلس على كرسي الرئاسة الذي اغتصبه هو الآخر وعلى الرغم من الدستور وحقوق الوطن؟ ومن قال انه لا يملك ميليشيات؟ ام ان الفرق هو ان لحد كان قائداً لجيش لبنان الجنوبي.. بينما لحود ربما يكون قائداً لجيش لبنان الشمالي؟ ما الفرق بين الشمال والجنوب اذا كانت النتيجة واحدة, وهي احتلال الوطن واستباحة دستوره ومقدراته ومقدساته؟ الإحتلال هو بالضبط ما يمكن ان يشعر اللبنانيون هو احتلال, ومادام اللبنانيون يعتبرون الوجود السوري في بلدهم هو احتلال, فإن كل تنظيرات الكون ونظرياته لن تغير من النتيجة الخائبة ولو قيد انملة.
بينما هرب انطوان لحد مع جيوش الإحتلال مجللاً بالعار والى الأبد, يعتلي رفيق الحريري عرش كرامة لبنان واستقلاله ويقود شعبه وبلده نحو الحرية والاستقلال والكرامة... ترى اي مصير ينتظر الضلع الثاني لمثلث الوطنية واللاوطنية اللبناني؟ ان التاريخ يقدم جوابه واضحاً, ومنذ الآن, وحتى قبل ان ينبلج ذلك الفجر القريب الذي ستخرج فيه القوات السورية المحتلة من آخر شبر من ارض لبنان...



#سردار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين كان الرئيس اللبناني عندما كان الرعاع يحاكمون حكومة الأوا ...
- هل سيكرر ابو مازن الخطأ القاتل لمسخادوف
- عواصف دمشق ستسبق زلازل طهران
- كيف اغتالت سوريا رفيق الحريري؟
- ما اشبه اغتيال الحريري باحتلال الكويت
- معضلة السلام الشياشانية تحتاج الى قيادة جديدة
- هذا التشنج هو الذي سيقصم ظهر العراق
- الأب القائد المؤسس
- احوال المسيحيين في كردستان العراق واوهام سليم مطر المريضة
- استهداف مكتب العربية عين لا تحتمل رؤية الحقيقة
- تصريح للناطق الرسمي بأسم المؤتمر الوطني العراقي في كوردستان ...
- كردستان تشرك معها العالم في الإحتفال بكذبة نيسان
- تصريح رسمي للناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي في كردستان
- من نواجه في كركوك؟
- على من تجاوز سعدي يوسف على الطالباني ام على نفسه؟
- استقراء الواقع بادوات جديدة - العلاقات العراقية التركية ودور ...
- اعادة صياغة العلاقات العراقية العربية - مجلس الحكم المؤقت وج ...
- حملة علاء اللامي على العراق ما الهدف منها والى اين يمكن ان ت ...
- معارك وهمية في انتخابات نقابة الصحفيين - هل يمكن قيام الديمق ...
- نزيف الدم الليبيري بين صمت العالم والتردد الأمريكي


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - مثلث الحريري-لحود لا يكتمل الاّ بأنطوان لحد