مجدى زكريا
الحوار المتمدن-العدد: 3878 - 2012 / 10 / 12 - 20:18
المحور:
سيرة ذاتية
" تعجز الكلمات ان تعبر عن الالم الذى ينتاب الوالدين عند فقدان ولدهم. فليس هناك فاجعة اشد ايلاما ".
ماتت ابنتنا براشس وهى بعمر عشرة ايام فقط. فنحو الشهر الثالث من فترة الحمل, شخص الاطباء ان الجنين يعانى مشكلة خطيرة فى القلب.واذ دنا وقت الولادة, بدا واضحا جدا ان الطفلة ستموت بعيد ىابصارها النور. هذا اذا ولدت حية. لم يكن هينا علينا قط ان نتقبل هذا الواقع. فقد انجبنا ثلاث بنات يتمتعن بصحة جيدة. ولم يسعنا التصديق ان ابنتنا ستموت.
بعدما ولدت براشس, شخص اخصائى متمرس فى الاضطرابات الصبغية انها تعانى من تثلث الصبغيات, مرض نادر يصيب 1 من كل 5,000 طفل تقريبا. وبات واضحا انها لن تعيش طويلا. فشعرنا بيأس شديد اذ لم يكن فى اليد حيلة. ولم يسعنا فعل اى شئ سوى ان نبقى قربها خلال فترة حياتها القصيرة.
كم نحن شاكرون على الايام العشرة التى قضيناها معها. فخلال هذه الفترة, نمينا نحن وبناتنا الثلاث علاقة عاطفية قوية بها. فحملناها وكلمناها وعانقناها وقبلناها, كما التقطنا لها صور قدر المستطاع. حتى اننا رحنا نخمن من فى العائلة اكثر شبها بها.
وكان الاخصائى الذى شخص مرضها يزورنا يوميا فى المستشفى, حتى انه بكى معنا معبرا عن اسفه الشديد. وذات مرة, حين كان يتحدث الينا, التقط لها صورة تذكارية وأعطانا نسخة عنها.
لنا ملء الثقة ان الله سيرد الفردوس الى الارض وانه يشتاق الى اقامة الموتى عليها من جديد, بمن فيهم الاطفال كطفلتنا براشس. ( ايوب 14 عدد 14 )*
نحن نتطلع بشوق الى اليوم الذى نعانقها فيه من جديد. وكلما سمعنا كلمة فردوس, يثلج هذا الرجاء صدرنا. ولكن ريثما يتحقق ذلك, نستمد العزاء حين نفكر ان براشس فى ذاكرة الله ولم تعد تتألم.
* كما يذكر الكتاب المقدس ان الله ليس اله اموات بل احياء, فذلك يعنى ان كل الاموات فى نظره احياء لأنه يملك القدرة لأقامتهم من جديد. لكن الاية فى ايوب 14 عدد 14, , وهى اية نادرة رائعة الجمال, تقول على لسان ايوب وقد ظن انه هالك لا محالة فى مرضه العضال, " تدعو فأنا اجيبك تشتاق الى عمل يديك ". فهى تظهر ان الله يشتاق الى اقامة الموتى من جديد لأنهم عمل يديه, وخصوصا رجال الايمان الذىن تعامل معهم على مر التاريخ, فكم يشتاق الى رؤيتهم ثانية بفرح صديق يرى اصدقائه الاعزاء مرة اخرى, الذين كان له معهم اوقات مفرحة وذكريات.
#مجدى_زكريا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟