زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 3878 - 2012 / 10 / 12 - 14:57
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
انتخابات الكنيست الاسرائيليّ الـ 19 على الأبواب ، فبعد أيام معدودة وبناء على طلب من رئيس الحكومة ، سيعلن رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين عن حلّ الكنيست وتقديم موعد الانتخابات
بعد ان ظهر لرئيس الحكومة بيبي نتنياهو أنّه لا ولن يستطيع أن يُمرّر قانون الميزانيّة.
حقيقة بعد مدّة لا تتجاوز الثلاثة أشهر ستخوض البلاد معركة انتخابات نيابيّة .
إذًا العيد قادم ، والاحتفالات على الأبواب ، وأيام المرحبا تركض ركضًا ، فمنذ الغد وبعد الغد وفي كلّ يوم من هذه الأشهر الثلاثة سترى أعضاء الكنيست العرب وغير العرب "بين الأرجل" ، ستراهم في كلّ عرس ومأتم وقدّاس الأربعين ، ستراهم في كلّ حفلة وحُفيلة بملابسهم الرسمية وغير الرسمية وبرباط العنق الحمراء الفاقعة والملوّنة، ستراهم يجاملون ويضحكون لهذا ويبتسمون لذاك ويعانقون هذاك ويُسلّمون على أولئك بحرارةٍ ،ويكيلون المديح بطائل وبلا طائل ، ستراهم في المدن والقرى والبلدات غير المعترف بها وفي مضارب اهلنا البدو.
انهم حُماة الوطن والشّعب ...انهم الخُدّام ...الخدّام فقط في هذه الاشهر الثلاثة، أمّا عدا ذلك فلن تجدهم فهواتفهم ستكون مقفلة ، وروزناماتهم ملأى باجتماعات مع الأكابر ،فهم ليسوا متفرّغين للمواطن وهمومه، ويعرفون تمامًا أنّ هذا المواطن " قصير التذكّر والذاكرة" ساذج ، بسيط ، سيرضونه قبل الانتخابات بأيام فلا ضرورة مُلحّة الآن.
والأدهى والأمرّ أنّ هؤلاء ممثِّلون في غالبتهم ، يُشعرونكَ وكأنهم يحملون هموم الوطن والمواطن ولا ينامون من كثرة التفكير بهذا الهمّ !!!
في حين انّهم في الواقع يتربّعون على كراسيهم، وتحلو لهم النزهات خارج الوطن وتحلو لهم المطاعم الفاخرة والمتنزهات و " الهمّ يضربه الغمّ"
غريب أمرهم ...وعود ووعود ووعود ولا شيئ غير الوعود.
ماذا فعل هؤلاء النوّاب العرب للمواطن العربيّ ؟ ماذا فعلوا من أجل رفاهيته ومن اجل توسيع مسطّح البلدات العربية المظلومة ، وماذا قدّموا من أجل دفع عجلة المساواة بيننا وبين المواطن اليهودي في هذه البلاد.
إنهم يصبّون جلّ اهتمامهم بقضايا الخارج وينسون ويتناسون ان من انتخبهم هو المواطن في هذه البلاد وله عليهم حقّ وديْن فمشاكله وهمومه كثيرة.
جيّد ان نهتم بقضية القدس وشعبنا الفلسطينيّ المظلوم ولكن حقّنا على ممثّلينا في الكنيست ان يلتفتوا الى حياتنا ومشاكلنا ورفاهيتنا التي تُقرض وتُقضم يومًا بعد يوم.
الأيام التي انطلت بها "حيل" الأحزاب العربية وغير العربية عليّ انقضت وولّت ، فلن تنفع معي بعد أيام وأشهر "المرحبا" ..
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟