مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 19:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من قديم الزّمان
ونحن نكرّر
أنّ السّماء محمل العرش
وأنّ البداية ضلع
وأنّ النهاية في التّراب
ومن قديم الزّمان
ونحن ننحر بعضنا
بإسم الإله
وندفن أنفسنا في غياهب وهم
بإسم الإله
وننعت المرأة بالشيطان
وننعت الآخر بالكافر
وننتظر حلول وقت الحساب...
ومن قديم الزّمان
ونحن نصيح
أنّ الله أكبر
وأنّ الشّريعة آتية
وأن الإسلام آت
ليمسح ما قبله
فنصبح سادة الكون
ولو بعد حين
وأنّ السّرّ في كلّ شيء كتاب...
ومرّت أزمنة منذ ذاك الزّمان
وماتت شعوب
وجفّت بحار
ومرّ سحاب...
فماذا فعلنا؟
وأين وصلنا؟
بل ماذا أصبحنا؟
ومن يتحمّل
وزر هذا الخراب؟
ماذا فعلت يا إبن أبيك؟
أتيت بدين
لا يحبّ البشر
ورفعت راياته السّود فوق رمح
وأزهقت أرواحا
كما تُعدم في الخلاء الكلاب...
فأين ما تدّعونه فيه؟
وأين ما تزعمون هواه؟
وأين التّطوّر في دين حرب
كهذا الذي
يتزيّن بالسّراب...؟
وأين السّيادة؟
وأين الفضيلة؟
وأين السّلام؟
وأين الحياة؟
أريد الجواب...
قد يكون ربّكم أكبر
لكنّني أكبر من كلّ شيء
وحرّيّتي نجمة في السّماء
أعظم من كل النّجوم
وأعظم من وهم الإله
وأبعد من أن يسقطها تقديسكم لليباب...
فأعظم ما في الكون إنسان
يحب أخاه ويهوى الحياة
وأقدس ما في الحياة
أنّها لحظة حلم بين فراغين...
فسحقا لإرادة الأرباب...
تموت الشّعوب
تجفّ البحار
يمرّ السّحاب
ويبقى المقدّس
إنسانا يريد الحلم
ويصنع منه أرجوحة
إلى أن يمرّ قطار العمر
فيختفي في ثنايا الغياب...
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟