أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - معركة بناء الدولة في العراق















المزيد.....

معركة بناء الدولة في العراق


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 17:38
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ليس هناك ثمة شيء أغلى وأثمن من السعي المخلص الجاد لبناء الدولة وتأسيس قواعد النظام الجديد ، ويجدر بنا أن ننوه ونثني على العمل الذي يقوم به رئيس الوزراء في هذه المرحلة وفي هذا المجال ، ولكن يجب أن نعترف إن هناك ثمة مايعيق وثمة من يحاول تعطيل حركة البناء عبر البحث عن المنافع الذاتية والشخصية ، وأشير هنا إلى ما أعرفه عن البعض من هؤلاء الذين يرغبون بتحقيق المنافع الشخصية لهم والأبهة وحب الظهور ، هؤلاء أعرفهم منذ زمن بعيد وأعرف نواياهم وأعرف كيف يفكرون وبماذا
يفكرون لايشغلهم شاغل غير رغباتهم الشخصية وهوى من حولهم من المريدين والأتباع .
أقول هذا من باب الذكرى لعل الذكرى تنفع خاصةً في هذه المرحلة التاريخية الحرجة التي يجتازها العراق ، صحيح إن العمل الديمقراطي من لوازم السماح للجميع في الكلام لكن الصحيح إيضاً : إن الديمقراطية ليست كلاماً وحسب ولا هي إنفلات وفوضى بل هي قيم وثقافة وإلتزامات ، فالديمقراطية ليست شعاراً ينادي به من يريد تعطيل حركة الشعب ، إنما هي برامج عمل لتحقيق سعادة المجتمع ونماءه وتطوير بُناه المفوته ، وهنا لابد من الإشارة إلى الخطوات الواجب إتباعها أو الإلتزام بها في مجال العمل الديمقراطي الحر ، فنحن ولنقل الشعب العراقي في إمتحان صعب ، إمتحان الهوية وطبيعتها وماهيتها وكيفيتها ، وإمتحان التأسيس للنظام الفدرالي وطبيعته وماهيته وكيفيته ، وأنا أفهم قلق البعض حول ذلك أو مايخص مفهوم الدولة المطلوبة ، كما أتفهم حماسة البعض وإهتمامهم في أشياء قد لاتكون ذات قيمة بالنسبة لنا فيما لو نظرنا إليها من جهة الوطن الكبير وسعته وفيما يتعلق بمفهوم القيم والمساحات الممنوحة لكل طرف .
في عراقنا الحبيب يدرك البعض بما توفر لديه من وعي وبما تركز لديه من ايمان، يدرك بأن ما يجري في العراق الآن إنما هو تحديد لهوية المنطقة ومصيرها ، وهذا ليس جزافاً أو كلاماً نطلقه بل هو الحقيقة التي لمسناها في حياة شعوب المنطقة بأسرها يظهر ذلك جلياً مع سقوط بغداد وإلى اليوم ، إذ لولا ذلك السقوط لما كان ممكناً قيام هذه الثورات العربية ولا تلك الجرأة الغير مسبوقة لشعوب المنطقة ، لهذا اقول إن هناك معركة من أجل بناء الدولة الحديثة في العراق هذه المعركة تدور بين مخلصين شرفاء وبين وصوليين إنتهازيين .
إن إيماننا راسخ بقدرة الشعب على التمييز بين أولئك وهؤلاء كذلك نحن من جهتنا ملزمون ببيان ماهو حق وماهو واجب في هذه المعركة ، وقلنا ذات مرة ونكرر ذلك هنا ونقول : بان البناء أو التأسيس يجب ان يركز على الإنسان وعلى بناءه الصحيح الغير مؤدلج والغير مؤطر بأطر الطائفية والقومية وماهو ضيق من المدعيات ، بناء الإنسان يعنيينا نحن الليبراليون فالإنسان هذا الكائن البشري ذاق في ص العراق الكثير والكثير جداً من العنف والتبكيت والظلم ، وإنعدمت لذلك بعض كراماته لهذا فمن لوازم وطبيعة البناء الصحيح إعادة الإعتبار لهذا الإنسان العراقي ذكراً كان أو أنثى ، من خلال إعادة صياغة مشروع الحياة التي تحقق له العيش بكرامة وحرية وتحقق له الإكتفاء الذاتي وترفع عنه الحاجة والعوز حياة حرة متكافئة متساوية للجميع ، وإعادة برامج التثقيف المجتمعي التأهيلي فيما يخص طبيعة الحقوق والأنظمة والقوانين .
إن البناء والنهوض والإعمار ليست مصطلاحات إعلامية وحسب بل هي برامج توعية وتعليم ومعرفة شاقة ومصيرية ، ومن طبيعة البناء الحديث نفهم شروط ذلك ولوازمه التي تقتضي التغيير في بعض أو كل ماهو قديم وبالي من عادات إجتماعية أو ثقافية أو إقتصادية ، والتغيير هذا طريقه شاق لهذا واجب علينا جميعاً تأييد الحكومة وتشجيعها في هذا المجال وعدم وضع العراقيل في عملها ، لأن البناء الذي نفهمه هو - تشريع وسلوك - لاينفصلان عن بعض حينما يتعلق الأمر بالمصير والإرادة ، وطبيعي في هذا الشأن أن نقول : إن التركيز على الأمن وأدواته مطلوب ، لكن لايجب أن تبعثر كل الجهود وكل الطاقات وكل المال في هذا الإتجاه ، كما لايجب صرف المبالغ الطائلة على ذلك والتجربة التي عاشها العراق مع صدام أثبتت إن السلاح والتسليح وحدهما كانا سبب البلاء والمعانات ، ولم تفد الترسانة الحربية - لخامس جيش في العالم - !!!! على إستحضار الهمة في مواجهة الصعاب ، لهذا أقول : يلزمنا التركيز على بناء الإنسان وتسخير كل ماهو ممكن في هذا الطريق لأنه الضمان الممكن في الإستقرار والسلام والأمن ، ومعلوم بالضرورة إن الدول التي تعيش الإستقرار والأمن إنما هي تلك الدول التي حققت الأمن الإقتصادي والضمان الإجتماعي والحقوق قبل الواجبات ، من خلال التركيز على الحرية الإقتصادية والحرية السياسية والحرية والثقافية ومحاربة الفساد الإداري والمالي ومحاربة الرشوة والكسب الغير مشروع وتحديد موارد الدولة فيما يخص قضايا البناء والإعمار ،.
أقول هذا من وحي الحرص والمسؤولية فبقدر ما نكون أحراراً بقدر ما يكون إنتاجنا وأبداعنا وهمنا أكبر ، أي إن المعركة في تقديري هي معركة إرادة ومعركة ضمير وليست معركة طوائف وقوميات ، ولو اننا تمسكنا سوياً بشعار الوطن الجديد الصحيح والسليم لما أنزلقنا في صراع مناصب وأحقيات زائفة ، وهذه كما قلت قضية ضمير وشرف ومسؤولية ، لقد كان بعض أدعياء الدين السبب في تحويل رأي الناس عن أحلامهم وبلدهم الكبير المتقدم ، فلقد حول هذا البعض إهتمامات الناس في جزئيات ومسائل غامضة وتاريخية عفنة من دون التركيز على حاجات وهموم المواطن الضرورية ، هذا الغموض زلزل قناعات الناس وفكرتهم عن الدولة الجديدة وأفسد عليهم حلمهم عن الحرية وعن الكرامة وعن الروح الجديدة التي كانت هاجساً ومحفزاً لكل القوى والشخصيات للوقوف بوجه النظام البائد ، هذا البعض هو من جرأ وسمح لقوى الظلام ان تخترق المشهد الإجتماعي لتسجل حضوراً لافتاً معتمداً على الدم والضرب على وتر الطائفية والمذهبية .
إن واجبنا يحتم علينا بان نعتبر المعركة من أجل بناء الدولة هي معركة مصير معركة حاسمة لاتقبل التبعيض أو أنصاف الحلول كي لاتتجذر قوى الظلام وتبني أعاشاشها على ضحايا الشعب وأحلامه ، إن الطريق الذي نعتمده وننادي إليه هو ذلك الطريق الذي أعتمدناه في منهاجنا وميثاقنا ، ويجب ان نعلم إن ذلك يتطلب المزيد من الجهد وإن كلف ان نخسر بعض الأصدقاء أو المثاليين من الطوباويين ، فالمعركة من أجل البناء ديمومتها وقوتها في واقعيتها ، لهذا نحن نراهن على الشرفاء وأصحاب النوايا الخيرة الغير ملوثين ونراهن على الشعب الذي أكتسب تجربة من خلال تلك السنوات التي تعرف فيها على ما ينفعه وما يضره ، وهذه رؤية وثقافة مضافة يمكننا الإتكاء والبناء عليها ، إن الليبرالية الديمقراطية تراهن على الحس الشعبي والنقاء وتراهن على سعة صدر الشعب في تحليله لما يدور حوله ، من غير ضغط نفسي ومزاجي وعاطفي كذاك الذي يعمل عليه طيور الظلام ، إن من حقنا أن نطمح كما من حقنا أن نبشر بما هو خير نعتقد به .
إن معركة البناء هي أقسى أنواع المعارك وأشرسها لأنها تدور في الداخل وبين أبناء البلد الواحد ونحن نعترف بان لكل رأيه ومزاجه ومتطلباته ، لكننا نعتقد إن الجميع يسعى أو يعمل أو يبشر بالخير والأمن للجميع وهذه معطيات موضوعية يمكننا إعتمادها في مجال حصر الأحقية المدعاة ، فالبناء ليس رؤى وأحلام بل هو قوانين ومناهج والعراق إن تمكن من بناء دولته صار هو المقدس والمثال الذي يحتذى به لكل شعوب المنطقة التي هي الأخرى تدور في دوامة الصراع عن مفهوم الوطن والدين والسياسة والحكم .



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية العربية
- بيان إستنكار
- فلسفة الخلاف
- الحرب القذرة
- الحوار هو الحل
- إنتاج عقد إجتماعي جديد
- الليبرالية الديمقراطية حركة فكرية شاملة
- الليبرالية الديمقراطية هي أساس الفضيلة
- الدكتور أحمد الكبيسي والعقلانية الدينية
- المرأة العربية والعالم الجديد
- رسالة الليبرالية الديمقراطية
- أرحل يابشار
- العرب وطبيعة التحول السياسي
- الفدرالية ونظام الأقاليم كيف نفهمه ؟ وكيف نفهمها ؟
- المنظمة الدولية - للعدالة والحرية والسلام –
- تطبيق الشريعة
- الديمقراطية الموهومة
- الوطنية الجديدة
- العرب إلى أين ؟
- كيف ننظر إلى المستقبل العربي ؟


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - معركة بناء الدولة في العراق