أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعدون محسن ضمد - بين المسجدين*














المزيد.....

بين المسجدين*


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 04:15
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في آخر رحلة لي للنجف الأشرف صادف أن كان دخولي عبر مدينة الكوفة، ومنذ عبوري جسرها، حتى وصولي لمركز المحافظة كنت ألاحظ خلو الطريق من أي دلالات ثقافية/ عمرانية، تحيل لماضي الكوفة التاريخي، بل إنني لا أبالغ إذا قلت بأن الشارع الرئيس الذي يؤدي إلى مركز محافظة النجف عبر الكوفة، والذي يمر بين المسجدين التاريخيين: الكوفة والسهلة، اللذين يشكلان مركزاً مهما من مراكز السياحة الدينية، لا ابالغ إذا قلت بأن هذا الشارع لا يختلف من ناحية العمران والملامح الخارجية عن شارع مدينة الحصوة، وهي قضاء أو ناحية تقع على الطريق بين بغداد وبعض المحافظات!!
هذا الوصف لا يقتصر على الكوفة وحدها، بل على محافظة النجف الأشرف كلها، ولو أننا قمنا برفع الحضرة العلوية ومسجدي الكوفة والسهلة، وبقية المراقد، من هذه المحافظة فلن يبقى منها أي ملمح حضاري يحيل لمدينة دينية مقدسة!! بل الأغرب من ذلك كله، هو افتقار محافظة النجف للنصب التذكارية ـ ولا أقول التماثيل لأن بعض المراجع يحرمون إقامتها ـ التي تذكر بتاريخ المدينة، أو بعض رموزها الدينية!
إلى ماذا تشير هذه الظاهرة؟ أعتقد بأنها تشير إلى أن افتقارنا إلى التكنوقراط أصبح فاضحاً إلى درجة لم يعد السكوت عنها ممكناً، إذ ما علاقة مسجد الكوفة بـ(بسطات) الفواكه والخضر؟ كيف يمكن للمسؤولين عن هذه المدينة أن يتركوا العشوائية والارتجال يشكلان ملامح المشهد المحيط بأحد أقدم المساجد في الإسلام؟
يبرر المحافظ هذه الظاهرة بمبررات عديدة منها؛ أن مشاريع الإعمار تتركز على البنى التحتية، وهي تستغرق وقتاً طويلاً، يحول دون تلافي بعض المشاكل الملحَّة، ومنها أن المواقع التي يجب إعمارها تعود ملكيتها لمواطنين، وشراؤها يحتاج لتخصيصات مالية، لكن هذه التبريرات تفقد جدواها، إذا تذكرنا أن بعض التغييرات الطفيفة والتي لا تكلف الكثير يمكن لها أن تكون مفيدة، مثلاً اجبار محال بيع الفواكه على طرق عصرية بعرض بضاعتهم، واجبار اصحاب البسطات على الالتزام بتصميم محدد لهذه البسطات، وهكذا، أي شيء يحفظ للمدينة السياحية أدنى مستويات النظافة واللياقة، أما بالنسبة للمظهر التراثي/ الديني فيمكن تحقيقه بالكثير من المبادرات التي لا تكلف الكثير من الجهد والمال، ومدينة دمشق تحتفظ بهذا المظهر، عن طريق تغليف واجهات البنايات بنوع من الحجر يحيل للتاريخ.
ثم هناك مساع يتحدث عنها البعض تهدف كما يقولون لشراء البيوت الموجودة في منطقة الحويش من أجل توسيع الحضرة العلوية، ولهذه البيوت ولأزقتها وللمدارس الدينية المنتشرة فيها، جمال لا يضاهيه جمال، حيث أنها بيوت وأزقة تراثية، يمكن لها أن تُستغل بشكل جيد لتكون مركز استقطاب سياحي كبير، كما يمكن توسعة المرقد من جهات أخرى، لا تتوفر فيها نفس مميزات منطقة الحويش.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* المدى، 11-10-2012



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميكامبوت*
- لا تعلب بالنار
- تحالف محرج جداً
- سيدي البليد
- على من تضحكون!؟
- حرية التقييد
- جعجعة إيران
- ضوضاء
- عجيب؟!!
- كش ملك
- بارات أبي نؤاس
- مثقفون وفتّانون
- احتفال بالدم
- علامة استفهام
- إلى أن نعترف
- كراهيتنا سوداء
- وزارة حقوق الإنسان
- التيار الصدري
- سادتي الأفاضل
- ميدان ئازادي


المزيد.....




- توقعات بزيارة وفد سوري برئاسة الشيباني إلى واشنطن لحضور اجتم ...
- خبراء يشككون في خطة ترامب لإبرام 90 اتفاقيا تجاريا في 90 يوم ...
- البيطار: فلسطين تحتضر اقتصادياً وتواجه حرباً مالية منظمة وقو ...
- عوائد السندات.. القلق الاقتصادي الذي أربك حسابات ترامب
- سعر الذهب اللحظي اليوم في مصر بعد أخر ارتفاع مفاجئ بتاريخ 13 ...
- أعلى من البنوك ب2 جنية .. أعلى سعر للدولار اليوم في السوق ال ...
- ميرتس يدعو إلى عقد اتفاقية حول التجارية الحرة بين الاتحاد ال ...
- مصر.. ما مصير سعر رغيف الخبز بعد زيادة أسعار المحروقات؟
- الكرملين ينتقد سحب دعوة مصور صحفي لحضور منافسة دولية
- وزير الصناعة: منافسة المنتج المحلي للبضائع المستوردة صعبة


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعدون محسن ضمد - بين المسجدين*