أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاضل فضة - انقذوا سورية قبل أن يفوت الأوان














المزيد.....

انقذوا سورية قبل أن يفوت الأوان


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 1127 - 2005 / 3 / 4 - 10:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قد يُفهم كل شئ.
قد يُفهم أن المواطن السوري أُخرج من التاريخ المعاصر، قد يفهم أنه جرّد من حقوقه الإنسانية والمواطنية في دولة حلم ومازال يحلم بها ولو بطوباوية.

قد يُفهم، وبامتعاض، السرقات والنهب، ودفع الدولة وثقافتها وحضارتها إلى الحضيض.

قد يفهم، وبقشعريرة، التسلط والقتل والإعتقالات وحصر البشر في علب سردينية لأكثر من ثلاثة عقود.
قد يُفهم أن الحياة السياسية التاريخية لسورية قد حقنت البعض الذي أراد أن يأخذ بعض الحقوق التي هضمت نتيجة لهذه الظروف.

قد يفهم كلام المهجرّين قسراً خارج الوطن، وقد تفهم الإنتهازية، وادعاءات الشعارات وأدوات الإستمرار في الحكم الشمولي المتسلط.
قد يُفهم الكذب الأبيض والأسود، وقد يفهم أن العقل الأمني محدود بعناصر القوّة، وإمكاناتهم المطلقة بالتعذيب وإذلال البشر ليلاً ونهاراً، في سجنهم حتى مقاربة الموت، في حرمانهم من حقهم في الحياة، في أقصاء الروح الإنسانية من جسدها لتكفيرها بكل ماهو إنساني.

قد يَفهم أي عاقل، أن العيش المشترك على أرض أسميناها الوطن، قد تكون حلماً، عندما يبنى هذا الوطن على احترام حقوق الجميع، بشكل متساوٍ، عندما تتاح الفرص للجميع، وعندما يمكن لأي كائن حي، أن يمارس حياته، بدون حصار أو ذلٍّ أو منغصات.

قد يُفهم أن العقل قادر وفي الظروف الصعبة أن يتصرف بالأفضل، بالأمثل، لمصلحة الجميع.
وقد يُفهم أن النضوج لمواجهة الأحداث، قد لايتطلب إلا شجاعة، ورؤية واضحة للأشياء والأمور القادمة.

لذا وبكل بساطة، نطالب العقل السوري الكبير، العقل السوري المفكر، أن يتصرّف بحكمة وروية، أن يأخذ القرارات التدريجية الحاسمة، للمصالحة مع المجتمع السوري، مع أبناء الوطن، مع القوة الإساسية في أي معادلة، أنية، تاريخية، أوغيرها، المصالحة الحقيقية مع الشعب السوري، قبل أن يفوت الأوان وتنقلب السفينة بكل ركابها!

لماذا تصّر القيادة السورية بكل طاقاتها وامكاناتها، الإنحناء أمام الضغوط الدولية تدريجياً، بشكل قد يؤدي إلى الإنهيار، بشكل غير متوقع؟
ولماذا، تصر القيادة السورية على تجاهل، العامل الأساسي، في كل مشاكلها ومصاعبها الأنية، لماذا تتجاهل الشعب السوري العظيم؟

لماذا يحقّر الشعب السوري والعربي من قبل السلطات الأمنية والسياسية، مع أنه كل شيء لأي نظام سياسي في العالم؟

لماذا يصّر العقل الأمني، المغتصب للسلطة، ولحياة المواطنين وحقوقهم اليومية في إدعائاته الفارغة في أنه وطني !!!
أين الوطنية عندما تلغي الأخر،
وأين الوطنية عندما تحاصر الشعب في زريبة،
وأين العروبة عندما تركب العروبة كحصان للسلب والنهب والسرقة،
أين الحرية عندما تصبح الحرية سيف مسلط بيد مجموعة مختصرة جدّاً لاتمثل إلا ذاتها،
أين المساواة، بعد نهب المليارات على حساب الشعب ودفنها في مصارف الخارج،

هل بقي وقت للتساؤل عن مايتوجب فعله قبل سقوط الوطن وسورية!
أم أن الصيرورة التاريخية، أكبر من عقول القائمين، والأتي ، لابد أن يأخذ مجراه، ودفع سورية إلى إتجاهات ، لا أقل من مجهولة!

لايوجد لدينا الأن حلول إستراتيجية، ولايوجد لدينا الأن حلول إقتصادية، ولا أي شئ نتوجه به إليكم، كل مايمكن قوله الأن:
خذوا القرارات المناسبة، وصالحوا الشعب السوري، وأفتحوا الأبواب، للمصالحات مع كافة الأحزاب السياسية!
أفتحوا أبواب السجون،
أفتحوا الحدود لأبناء سورية الذين ضحّوا بحياتهم في غربة أقسى، من أجل حياة الحرية والكرامة!
حرروا الوطن من أجهزة الأمن في أي مدينة وأي قرية، وكفى لمنهجية الإضطهاد اليومي.

صالحوا الشعب السوري قبل أن تهب العاصفة ! احترموه، في حقوقه اليومية، البسيطة جدّا، حقوق الحياة لأي كائن بشري، في أية بقعة في العالم.
صالحوه واعتذروا منه، قبل أن تهب العاصفة، والإعصار، ويجرف التيار الأخضر واليابس.
صالحوه قبل قبل أن تدّعي أجهزة الأمن والخراب، أنهم أحرص على الوطن، بملفات الكذب والنهب والقهر كمنهجية للتسلط.

إنه زمن الإحتقان المتصاعد لسنوات وسنوات، إنه زمن الحصار الأتي، لمن يعتقد أنه الأذكى.
ولاأدري أية ديكتاتورية كانت يوماً ما، أذكى من التاريخ، والشعوب، والهزات التسونامية المفاجئة.
أنقذوا سورية، قبل أن تحل النقمة على الجميع!
أنقذوا الوطن، قبل أن يجرفكم الشعب وينقلب على رؤوس الجميع.
عاشت سورية حرة أبية، لأهلها كلهم.
عاش المواطن المقهور كل يوم من التخلف والفقر والفساد وأجهزة أمن، وشرطة، وعسكر فاسد، وموظف قامع.......
إعيدوا الشرفاء إلى الوطن، وافتحوا الباب لأحزاب جديدة،
أطلقوا الأحرار من سجونهم..

أنقذوا الوطن السوري الكبير قبل أن يَهلك ويُهلك الجميع في الدوّار.



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سريالية بدون عاطفة
- كندا وطن الإنسان
- سعادة السفير الجديد
- احباط أخر الليل
- عندما تحرقنا الشموع
- المشهد السوري - أول التفكير
- المشهد السوري - المعارضة
- المشهد السوري - تحولات تاريخية عالمية وركود محلي
- المشهد السوري - المشاكل
- المشهد السوري - المقدمة
- تساؤلات سورية
- في هذا الزمن المتناثر
- حكايات واقعية من بلاد الأغتراب 2 فنزويلا
- أكبر من الحكاية
- بعض الخطاب السوري بين الإصرار والتكرار
- ماقبل الطامة الكبرى
- حكايات واقعية من بلاد الإغتراب
- بيننا وبينهم فروقات ليست طفيفة
- عندما يحاكم صدٌام حسين
- عندما يتناثر الرماد


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاضل فضة - انقذوا سورية قبل أن يفوت الأوان