أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - رعاية الكِبار














المزيد.....

رعاية الكِبار


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 18:53
المحور: المجتمع المدني
    


عندما يتعّود أحّدنا في الصغر ، على تَلَقي الرعاية والإهتمام من الوالدَين والأخوة الأكبر والأقارب .. ثم وبتقَدُم العمر .. حيث يرحل الوالدان أو يكبران ويُصابان بالأمراض .. وتتزوج الاخوات ويبتعدنَ تدريجياً في خضم الحياة .. ويتبعثر الأخوان كُل في جهة .. فيَحّلُ اليوم الذي ، يكون مطلوباً فيهِ من ذاك الطفل الذي كان صغيراً في ما مَضى .. ان يكون هو الراعي وهوالمُهتَم بشؤون " الآخرين " ! . هذهِ هي إحدى سُنن الحياة . لكن المُشكلة ، ان الامور لاتجري في الواقع ، بهذهِ " الميكانيكية " الجامدة في جميع الاحوال . أعرفُ اُمهاتٍ أفنَينَ ، ليسَ فقط زهرة شبابهُنَ .. بل كُل عُمرِهُنَ ، في خدمة العائلة .. من الزوج الى الأبناء والبنات والأحفاد ، ورَعتْهُم جميعاً كُل يوم ، بنكران ذات وصبر وتحمَلتْ المشاق والمُعاناة طيلة عقودٍ من الزمن ، وهّدها التعب والإجهاد .. الى ان صارتْ شُبه مُقعَدة .. ولم تَجِد مِنْ كُل الذين خدمَتْهُم ، غير الصَد ونُكران الجميل ! .
- قلتُ لإبنها : كيفَ تُعامل والدتَكَ بِكُل هذا الجحود ؟ .. إستغربَ من هذا الكلام ، وقال : بالعكس تماماً .. فهيَ على الرحب في كُل وقت .. وأنا وزوجتي لانُقّصِر تجاهها بشئ ، ونحنُ في خدمتها ونوّفِر لها كُل الضروريات اللازمة .. لكن المُشكلة ، انني أذهب للعمل صباحاً وأرجع في وقتٍ مُتأخِر .. وزوجتي تعملُ أيضاً وترعى الأطفال وتقوم بجميع أعمال المنزل لوحدها.. ووالدتي تُريد ان يجلس أحدنا الى جانبها دائماً ، ويستمع الى أحاديثها التي لاتنتهي .. وعندما تنهض زوجتي لإكمال الأعمال المنزلية ، او أذهب أنا للنوم .. فأن اُمي تزعل بِشدة وتتهمنا بأننا ، لانُبالي بِحالها واننا قُساة ! . ماذا أفعل ؟ أدري أنها مريضة ومتعبة .. لكن صّدقني ، ان عَمَلنا انا وزوجتي ، بالكاد يُغّطي تكاليف المعيشة .. وببساطة ، لانستطيع الإستجابة الى طلباتها .. والجلوس في البيت للإستماع الى قصصها !.
- قالَ الشيخ الطاعن في السن : أنا حزينٌ جداً .. لأنني في أواخر أيامي ، أشعرُ انني وحيدٌ تماماً .. تَصّور لديّ كومة أبناء وبنات وعشرات الأحفاد .. غير انني لا أرى أحداً منهم لأيامٍ مُتتالية وأحياناً لأسابيع وأشهُر ! .. انهم يتصورون ، بأنني صعب الإرضاء ودائم الشكوى .. يستغربون من تأفُفي ويتعجبون من تَذّمُري .. يعتقدون بأن جلبهم لي خدماً من مُختلف الجنسيات ، يخدمونني .. كافٍ .. يتصورون بأن توفيرهم القصور والمأكل والمشرب والدواء ، وصرفهم الاموال ببذخٍ ، عليَ .. كفيلٌ بإرضائي .. كَفكفَ دموعهُ قائلاً : .. لا اُريد الخدم والحشم .. اريد ان اُقبلَ اولادي .. وأتحدث اليهم .. وأطلع على احوالهم .. وأرى أحفادي وأحفظ أسماءهم ووجوههم .. أشعر بأن الجميع نبذني وانني وحيد !.
- حتى في مُجتمعنا " العشائري " و " القبلي " .. وبعدَ أن تكاثرَتْ الأموال السهلة ، خلال العشر سنوات الماضية خصوصاً ، وإغتنى البعض بين ليلةٍ وضُحاها .. وسيطرتْ المظاهر السطحية .. وتراجعتْ الإخلاق الحميدة وإنسحقتْ القِيَم النبيلة .. فأن البَشر أيضاً .. تبّدلوا تدريجياً . حتى كِبار السِن أصبحوا " مُزعجِين " ولجوجين ولا يستطيع أحد إرضاءهم ! .. وليسَ لدولتنا دور رعاية كافية ومُناسبة ، لكبار السن مثل الكثير من البُلدان .. ولا يملك المجتمع عموماً ، وَعياً صحيحاً في كيفية التعامُل مع هذا الأمر : فالفقير ، لايستطيع توفير وقتٍ كافٍ لرعاية الاُم الوحيدة .. والغني منشغِلٌ بذاتيته الإستهلاكية ، تاركاً الأب لرحمة الخَدم الاجانب ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أربيل : مباراة بين الحكومة والبرلمان !
- المالكي .. والبقرة الصفراء
- رأيٌ في السُلطة والمُعارضة في الأقليم
- هذا العالم المُضطرِب
- العِيال كِبرتْ
- الإحباط .. والديمقراطية
- العلّة والسبب
- أسئلة مُعيبة .. وأسئلة خَطِرة
- الموصل .. والتيار الديمقراطي
- إطلالة على المشهد السياسي في أقليم كردستان
- المرحلة الإنتقالية
- تنسيق دفاعي بين العراق وموريتانيا
- دهاء القادة .. وحماقة الجماهير
- سلطتنا .. و - شنينة ياس - !
- اللوحة الكئيبة
- أعضاء مجلس النواب .. والزواج
- في إنتظار الرئيس
- بين العقل والعاطفة
- المسطرة القصيرة
- أشياء صغيرة .. -7-


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - رعاية الكِبار