أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حتى يتصالح نظام الصوت الواحد مع الديمقراطية!














المزيد.....

حتى يتصالح نظام الصوت الواحد مع الديمقراطية!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



النظام الانتخابي المسمَّى "نظام الصوت الواحد (أيْ صوت واحد لمرشَّح واحد)"، والذي يلعنه "المجتمع الحزبي الأردني"، وجماعة "الإخوان المسلمين" على وجه الخصوص، ليس باختراع أردني؛ فهو معمولٌ به في بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا..؛ لكنَّه عندنا لا يعطي من النتائج إلاَّ ما يجعله متنافياً مع الديمقراطية وقيمها ومبادئها؛ فالتمثيل الديمقراطي البرلماني السَّوي ("السَّوي" من وجهة نظر القِيَم والمبادئ العالمية للديمقراطية) إنَّما هو الذي به نَحْصَل على برلمانٍ انتخبته أكثرية الناخبين الفعليين (أيْ الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم) والذي انبثق من انتخابات نيابية شارَكَت فيها، تصويتاً واقتراعاً، الأكثرية مِمَّن يحقُّ لهم التصويت والاقتراع، وإلاَّ أصبح البرلمان منقوص، أو فاقِد، "الصِّفة التمثيلية (الدستورية)"، أيْ صفة تمثيله الشعب.
إنَّ "نظام الصوت الواحد"، أو "نظام صوت واحد لمرشَّح واحد"، هو، على ما أحسب، وعلى ما أثبتت التجربة التاريخية العالمية للنظام الديمقراطي، النظام الانتخابي الأفضل والأنجع ديمقراطياً؛ لكنَّه قد يغدو الأسوأ والأردأ إذا لم يُنْزَع "اللغم المضاد للديمقراطية" من عبارة "لمرشَّح واحد" الواردة في العبارة الأوسع "صوت واحد لمرشَّح واحد"؛ فشتَّان (ديمقراطياً) ما بين أنْ يكون هذا المرشَّح الواحد فَرْداً وأنْ يكون حزباً سياسياً (أيْ جماعة سياسية منظَّمة، لها برنامج على متنه يُحْمَل مرشَّحون نيابيون).
واستكمالاً وتقويةً لديمقراطية "نظام الصوت الواحد" لا بدَّ من إضافة عبارة ثالثة له هي "في دائرة (انتخابية) واحدة"؛ فيغدو، عندئذٍ، "نظام صوتٍ واحدٍ لمرشَّحٍ واحدٍ في دولةٍ هي كلها دائرة انتخابية واحدة".
هل يتنافى هذا النظام الانتخابي (الديمقراطي) مع حقِّ الفرد (أيُّ فَرْد) في أنْ يُرشِّح نفسه للانتخابات النيابية؟
كلاَّ، لا يتنافى؛ وإنْ صَعَّبَ عليه الفوز؛ لكنَّ فوزه ليس بالصعوبة التي لا يمكن التغلُّب عليها؛ فهذا المرشَّح الفَرْد قد يتمتَّع بثقلٍ شعبيٍّ (قومي، أو على مستوى الوطن كله) يسمح له بالفوز؛ وليس ثمَّة ما يمنع، من وجهة نظر ديمقراطية، من أنْ يتمتَّع المرشَّح الفرد الفائز بقوَّة تصويتية في البرلمان تتناسَب مع حجم الأصوات التي حصَلَ عليها.
والمرشَّح الفَرْد يمكنه أنْ يفوز من طريق إدارج اسمه في قائمة حزبية ما إذا ما توصَّل إلى تفاهم أو اتِّفاق ما مع الحزب صاحب القائمة؛ كما يمكنه أنْ يؤسِّس بالتعاون والتفاهم مع مرشَّحين أفراد آخرين قائمة انتخابية خاصَّة بهم، ولها ملامح سياسية تجعلها شبيهة بالحزب السياسي.
وهذا النظام يمكن بدء العمل به عندنا ولو لم يكن لدينا من الأحزاب، وعلى كثرتها النسبية، إلاَّ الضعيف منها بحسب المعيارين "الحزبي" و"الشعبي ـ الانتخابي"؛ فـ "الضعف الانتخابي" يصبح، في هذه الحال، صفة أو سمة مشترَكة بين "الحزب" و"المرشَّح الفرد".
سلبية هذا النظام لدى بدء العمل به عندنا قد تكون امتناع قسم كبير مِمَّن يحقُّ لهم الاقتراع عن المشاركة في الاقتراع، مع اضطِّرار هذا الناخِب، أو ذاك، إلى التصويت من طريق المفاضَلة بين مرشَّحين ليسوا "جيِّدين"، من وجهة نظره، فيُدْلي بصوته (الواحد) لمصلحة أحدهم؛ لكنَّ هذه السلبية (التي سيتضاءل وزنها مستقبلاً) لن تأتي إلاَّ وهي مقترنة بكثير من الإيجابيات الديمقراطية (والتي ستنمو وتَعْظُم مستقبلاً).
وتوصُّلاً إلى جَعْل تطبيق هذا النظام، في بادئ الأمر، يأتي بنتائج جيِّدة نسبياً، وقدر الإمكان، يمكن زيادة عدد مقاعد المجلس النيابي، فتَتَّسِع فُرَص الفوز للأحزاب، ولكثيرٍ من المرشَّحين الأفراد، من طريق تقسيم عدد الناخبين الفعليين (والضئيل نسبياً على ما أفْتَرِض وأتوقَّع) على عدد المقاعد الكبير نسبياً؛ كما يمكن، ويجب، أنْ تسبق إجراء الانتخابات فترة انتقالية طويلة نسبياً، يرتفع فيها كثيراً منسوب الديمقراطية بأوجهها كافة.
أمَّا ما لا يقل أهمية عن كل ذلك، إنْ لم يَزِدْ، فهو جَعْل البرلمان (المنتخَب المقبل) من الوجهة الدستورية يملك من السلطات والصلاحيات والحقوق ما يقيم الدليل العملي والحي على أنَّ الشعب أصبح مَصْدَراً للسلطات جميعاً، وللشرعية السياسية في الحكم، وإلاَّ كيف للنظام السياسي أنْ يرفع منسوب الحيوية السياسية والانتخابية في المجتمع، ويسقي الحزبية السياسية ماء الحياة، ويجعل الناس يَدْخُلون في الأحزاب أفواجاً؟!
إنَّ "نظام صوت واحد لمرشَّح واحد (هو حزب أو فرد) في وطنٍ يمثِّل دائرة انتخابية واحدة" هو وحده الذي يؤسِّس لـ "دولة المواطَنة"، أيْ للدولة التي تزدهر فيها، وتسود، حقوق وعلاقة المواطَنة، وتعيد خَلْق المواطِن بما يجعل انتماؤه إلى "الآفاق" يَغْلُب انتماؤه إلى "الجذور"!




#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يتحدَّث باسم الشعب في الأردن؟!
- -سؤال الإصلاح- في الأردن الذي ما زال بلا جواب!
- جهاد -حزب الله- في سورية!
- المتباكون على -الربيع العربي-!
- معركة -كامب ديفيد- في سيناء!
- طهران إذْ غَيَّرت تقويمها للتهديد الذي تتعرَّض له!
- جامعات لوَأْدِ النِّساء!
- لِمَ الاعتراض على هذا الحل للأزمة السورية؟!
- البابا في شرحه الفلسفي ل -حرِّيَّة التعبير-!
- -وسطيون-.. -سلفيون-.. -جهاديون-.. -تكفيريون-..!
- -النووي الإيراني- يتمخَّض عن -هيروشيما سوريَّة-!
- جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القار ...
- كَمْ نحتاج إلى -التنظيم الذاتي المستقل-!
- هل تأتي على يَدَيِّ مرسي؟
- لله يا ناخبين!
- كاوتسكي حليفاً لبشَّار!
- البنك الدولي يقرع ناقوس الخطر!
- مرسي مُتَرْجَماً بالفارسية!
- رِحْلَة نظريَّة في أعماق المادة!
- في -السقوط-!


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - حتى يتصالح نظام الصوت الواحد مع الديمقراطية!