سؤالي للبينالي- لبينالي قلنديا الدولي

كريستين ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 14:10
المحور: المجتمع المدني
    

في "قلنديا الدولي"، ليس مطار قلنديا-القدس- الدولي هذه المرة، وليس حاجز قلنديا العسكري الاحتلالي (الدولي) كذلك ايضاّ؛ انما هو المشروع "الفني" المنوي افتتاحه في فلسطين المحتلة مطلع الشهر القادم، والذي يحمل مسمى"بينالي قلنديا الدولي".
هذا ما طالعتُه منذ ما يربو على اسبوع على وكالة معاً الفلسطينية وبعض المواقع الاخرى، الخليجية بامتياز، ممن اهتموا بنشر الخبر ونشر تعليق السيد جاك برزخيان – المدير المرتقب لبينالي قلنديا الدولي، ومدير بينالي الشارقة منذ2004. والذي طُرد منه قبل عامين لأسباب تتعلق بالفساد المالي والأخلاقي وربما لكثرة الانتقادات التي كانت تثار حول شراكاته الإسرائيلية فبات "كرتاً محروقاً" كما يقول المثل.
بدا لي بعض من العناصر مفقودة او مُسقطة، لا أقول عمداً، من فوتوغرافية المكان الفلسطيني، اذ وجدت عنوان المشروع يتناول البينالي وقلنديا. لكن قلنديا هنا دونما مخيمها وحاجزها، الحاجز العسكري ومخيم اللاجئين الفلسطينيين على ارض قرية قلنديا او ما تبقى منها. وهذا ما اثار غريزية التساؤل لدي؛ فاستثناء "حاجز ومخيم" عن المكان الذي يشهد مواجهات شبه يومية (يندر تواجد "المتضامنين" الأجانب فيها)، والمرتبطة بمعاناة الفلسطيني وصراعه اليومي وتفتيشه المُذل، بوجه خاص لدى ملاحظة ان القائم/القييم على المشروع، ما هو الا مؤسسة المعمل للفن المعاصر، والتي تعتبر إحدى أشهر المؤسسات التطبيعية في القدس المحتلة، فتاريخ مؤسسها "جاك برسكيان" لا يخفى على أي مهتم وأعماله المشتركة مع فنانين ومؤسسات اسرائيلية معروفة بعنصريتها وسعيها لأسرلة الفن الفلسطيني كمتحف إسرائيل على سبيل المثال، الذي وظف السيد برزخيان لعقود من العمل كمنشط فني.
وفي هذا الصدد، يمسي التساؤل ، بل العديد من التساؤلات حاضرة من باب الضرورة، الشرعية. ومن هذه التساؤلات الضرورية ما لا أطيق تبريره من ميزانيات خرافية تُضخ لإتمام بينالي قلنديا الدولي، والتي تصل لأيدي القائمين على اتمامه عبر التمويل والدعم السخي والشراكة مع رواق، المعمل، مؤسسة عبد المحسن قطان، اكاديمية الفنون الدولية، حوش الفن، ودارة الفنون في الناصرة ومركز خليل السكاكيني الثقافي.
والآن، لا أستيطع إلا أن أتأمل جغرافية المكان؛ مكان المخيم ومكان الحاجز العسكري، ومكان البينالي في الغد، محتارةً في التناغم/الهارموني المنشود غداً. فلا بأس من توفر بعض من الاحتلال وبعض من اللجوء على طرفي البينالي في هذه التمثيلية على حساب مساحة المخيم والحاجز في قلنديا في وعيّ كل منا، ووعيّ اولئك الذين يعرفون ولا يعرفون المكان، وهذا ليس بالشأن المستبعد. يبدو أنني أتمتع بإمكانبة القول بأن التبرير الأخير لهذا الحكم المسبق؛ جاء بعد الاطلاع على الشراكات المستمرة للمعمل مع مؤسسات اسرائيلية، وللنظر الى حميمة المعمل مع ارتيس الامريكية وبينالي هرتسيليا وبعض البينالات والمعارض الاخرى في حولون وتل ابيب وغيرها الكثير.

#كريستين_ناصر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات