أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الغرب يعوّل على الإخوان المسلمين في محاربة الجهاديين















المزيد.....

الغرب يعوّل على الإخوان المسلمين في محاربة الجهاديين


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان العلمانيون في العالم العربي يأملون أن تنتهي الإنتفاضات العربية إلى حكومات ديمقراطية حقيقية تستند إلى حرية الرأي والتفكير وتضع حدا للإسلام السياسي المعاصر، ولكن الأحداث برهنت على إستحالة تحقيق هذه الآمال في المستقبل المنظور وتبين من الإنتخابات التي جرت في تونس ومصر والمغرب، والإتجاه الإسلامي الذي اتخدته الأحداث في سوريا، أن الشعوب العربية غير مستعدة بعد لفصل الدين عن السياسة، وأن الدين لا يزال سلعة رائجة يمكن إستغلالها سياسيا، وأن غالبية الناس تؤيد الإخوان المسلمين، أوحتى الحركات الأخرى من الإسلام المتطرف. أما في ليبيا فلم يربح الإسلاميون الإنتخابات لأن غالبية الفئة العمرية التي إنتَخبت في ليبيا تتكون من الشباب والكهول ممن تربوا في عهد القذافي، الذي إمتد على مدى ثلاثة واربعين عاما، وهذه الفئة درست في مدارس القذافي التي لم تُعر إهتماما كبيرا للتعليم الديني وتأثرت بنظريات القذافي الفجة وموقفه من بعض المعتقدات والمبادىء التي لن نخوض فيها الآن. ولم يكن الإسلام السياسى واضحا وقويا، لا في ليبيا ولا في غيرها، قبل إنقلاب القذافي في عام 1969 ولم يؤثر على الناس -- كان عبد الناصر لا يزال حيا -- وظهر بعد الثورة أن معظم الإسلاميين السياسيين في ليبيا هم من المتطرفين المتأثرين بالخارج وأن تأييد الشعب لهم لم يكن قويا، والدلالة على ذلك أن الناس في بنغازي تظاهروا ضد أنصار المجاهدين وغيرهم وطردوهم من المدينة بعد مقتل السفير الأمريكي.

لقد نشأت حركات الإخوان المسلمين بعد أن أسسس حسن البنا حركته في مصر عام 1928، ولكن هذه الحركات لم تقوَ أو تتسع إلا بعد 1967 نتيجة لليأس والخيبة التى شعرت بها الشعوب العربية بعد الهزيمة المذلة والنكراء أمام إسرائيل، فقد تخلى الشباب اليائس، تدريجيا، عن القومية العربية التي قادها جمال عبد الناصر في مصر وحزب البعث في سوريا والعراق، ونبذوا بقية الأحزاب اليسارية، وانظم كثير منهم إلى الفكر الأسلامي السياسي، ونجحت كوادرالإخوان في التسرب إلى وزارات التربية والتعليم في الدول العربية المحيطة بإسرائيل وتسلم مواقع مهمه، وخاصة في الأردن ومصر، وسيطرت أفكارهم على أفكار جيلين كاملين، وهم الذين نراهم الآن يتظاهرون في الشوارع. وبعد ذلك بسنوات بدأت تظهر في العالم العربي حركات أسسها متطرفون، كثير منهم تربى في حضن الإخوان المسلمين، ولما وجدوا أن الأسلاميين المعتدلين وشبه المعتدلين يختلفون معهم في الرأي، أنشقوا عن الحركة الأم وكونوا حركات تؤمن بالعنف، والتسلح الشعبي، والثورات العامة، والإغتيالات، والتكفير، ومن هذه الحركات القاعدة، التي ضمت في صفوفها متطرفين مصريين عتاة من أمثال أيمن الظواهري. وكان لهذه الحركات تأثيرمدمر على دول المنطقة وشعوبها وأدت عمليايتها وهجماتها، بطريقة أو بأخرى -- ومن سخريات القدر-- إلى تقوية أسرائيل وسيطرة دول الغرب المؤيدة لها على المنطقة، بالإضافة إلى أنها لم تهاجم أسرائيل أبدا ولم تهبّ لنجدة الشعب الفلسطيني عمليا أو تشن على أسرائيل أي من عملياتها الإنتحارية.

وشعر العالم أن هذه الحركات تراجعهت بعض الشيء قبل ثورات الربيع العربي نتيجة الجهد والضغط الأمريكي الهائل. ولكن بعد إنتفاضات الربيع العربي تبين أن هذه الحركات كانت فقط نائمة، وأنها بدأت تصحو وتنتشر ليس فقط في أفغانستان وباكستان والصومال وبعض الدول العربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقبا بل تعدت هذه الدول إلى مالي ونيجيريا وغيرها. وكونت بعض هذه الحركات تحدي واضح لمصرالإخوان عندما هاجم المتطرفون القوات المصرية على الحدود مع غزة وقتلوا عددا كبيرا من الجنود المصريين.

لقد أثبتت التجارب التاريخية أن حركات الإسلام السياسي لم تكن متحدة أو متفقة في أي فترة من التاريخ الإسلامي، وأنها نشات منذ عهد الخلفاء الراشدين، الحكم الإسلامي الحقيقي الوحيد في التاريخ، وأن ثلاثة من هؤلاء الخلفاء الأربعة إغتيلوا على خلفية سياسية، ونعرف ان شيعة علي إنشقت وطورت عقيدة أخرى، ولا يزال العالم الإسلامي يقاسي الويلات من هذا الانقسام. وإذا اردنا أثباتا على أنقسامات الأسلام السياسي يكفي أن نرى عدد الحركات الإسلامية التي ظهرت في الصومال منذ ربع قرن. إن باستطاعة كل إسلامي في الصومال يتمتع بشخصية قوية وحب السيطره أن يشكل حركة جديدة ويجمع المحاربين ويبدأ بقتال الإسلاميين الآخرين، ويدعي أن إسلامه هو الصحيح وان إسلام الآخرين ليس فقط غير صحيح وإنما هو كفر. فكل منهم لديه إنتحاريون لايمكن هزيمتهم، يؤمنون تماما بعقيدتهم ومستعدون للموت دونها، وكل منهم يعتبر قتلاه شهداء. فعندما ظهرت المحاكم الإسلامية في الصومال أستطاعت أن تسيطر على معظم البلاد وظهرأن البلاد أوشكت ان ترى فجر السلام، ولكن حركات متعاونة مع القاعدة ظهرت لتحارب المحاكم ومنها حركة الشباب الحالية التي تحارب أي نوع من الإستقرار والتي أعلنت بعد الإنتخابات الاخيرة أنها ستقتل جميع أعضاء البرلمان الجديد.

قبل الإنتفاضات العربية، حاولت الأنظمة أن تقضي على الإرهاب التي تمارسه الحركات الإسلامية المتشددة، ولكنها لم تستطع. فعلى العكس تكاثرت الحركات المتطرفة، والسبب أن هذه الأنظمة لم تكن إسلامية وكانت الشعوب العربية تحتقرها وتتهمها بالتبعية للغرب وتنفيذ مخططاته. غير أن الوضع في هذه الدول الآن يختلف تماما فالشعب المؤيد للإخوان، والذي كان يحلم بالسيطرة على الحكومات، لن يصدر ضدهم أي إتهامات من هذه القبيل حتى لو أصبحوا مؤيدين للغرب.

ومن المتوقع أن تستمرالحركات الإسلامية في الإنقسام والتكاثر والإتنتشار، وها قد بدأ الإحتكاك بينها وبين الأنظمة الإخوانية، على الأقل في مصر وتونس، وكذلك في ليبيا ،وتبدو حكومات هذه الدول مصممة على تحقيق الإستقرار، والقضاء على الحركات المتطرفة تماما إذا كان لا بد من ذلك. لقد فشلت الدكتاتوريات العربية والغرب في القضاء على الحركات الإرهابيه، وها هى دول حلف شمال الأطلسي تخطط لإنسحاب قريب من أفغانستان، حيث تستعد طالبان للحلول مكانهم، وها هي المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا توحد قواها لتستمر فى القتل والتدمير.

ويظهر أن الغرب توصل إلى قرار، مبني على مبدأ "الفوضى الخلاقه" لكوندوليزا رايس، بأن يدعم الإنتفاضات العربية، رغم علمه بأنها ستنتهي بسيطرة الإسلاميين على هذه البلدان، ويحقق هدفين: الأول هو أنه سيربح صداقة وتأييد قطاع واسع من الشعوب الإسلامية، والثاني هو ترك أمر الحركات الإسلامية المتطرفة للأنظمة الإسلاميه الجديدة لتشتبك معها وتقضي عليها نيابة عنه.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤامرات وحقائق
- الفلم المعادي للإسلام والهجوم على السفارات
- ثورات الشعوب العربية وعلمانية أردوغان
- الربيع العربي و-الفوضى الخلاقة-
- متى يتوقف الإسلاميون المتزمتون عن تدمير الآثار الإنسانية؟
- دول -الممانعة- تصعّد تهديداتها لإسرائيل
- الأردن والدولة الفلسطينية
- تهديدات إيران لإسرائيل أضعفت الموقف الفلسطيني، والمطلوب إنتف ...
- هل يريد محمد مرسي حقا إعادة مجلس الشعب بالشكل الذي كان عليه؟
- مطلوب جهود متواصلة وقاموس عصري لدعم اللغة العربية
- الحكم الهاشمي في الأردن وانتكاسة ديمقراطية الخمسينات
- دعوا الإسلاميين يحكمون
- المطالبة ب -ملكية دستورية- في الأردن الآن تمهيد للوطن البديل
- هل سيبرهن رجب طيب اردوغان أنه أعظم مصلح اسلامي في العصر الحد ...
- ذكرى حرب 1967 -- تاريخ منحوت في الذاكرة
- الثورات الشعبية العربية -- تغيير واضح في الأولويات
- هل انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي بداية الحل العملي للق ...
- هل ستنتهي ثورات الشعوب العربية إلى فصل الدين عن الدولة؟
- خطاب بشار الأسد -- إهانة بالغه للشعب السوري
- حسن نصر الله لا يؤيد احتجاجات الجماهير في -دول الممانعة-


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الغرب يعوّل على الإخوان المسلمين في محاربة الجهاديين