سوريا آخر قلعة للصمود العربي

سمير الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سوريا آخر قلعة للصمود العربي
تآمر أعداء سوريا ليس فقط لسقوط بشار الأسد، وليس أيضا لسقوط النظام ألبعثي السوري، تآمرهم ومخططاتهم الجهنمية هو لسقوط الدولة السورية ككيان جامع لجميع مكونات الخلفيات القومية والطائفية للشعب السوري ، سقوط الدولة السورية تعني الحرب الأهلية الطويلة على خلفيات قومية وطائفية والنتيجة يكون المطلب والقاسم المشترك للجميع تقسيم سوريا الحالية إلى دويلات قائمة على أساس اثني وطائفي متناحرة فيما بينها ضعيفة هزيلة ويكون من مكونات صمود هذه الدويلات بقوة تحالفها مع العدو الصهيوني، وأيضا تسهيل مطالبة العدو الصهيوني بيهودية دولته لاستكمال مخطط تهجير ما تبقى من الفلسطينيين وتهجيرهم لدويلات الجوار وفرض سيطرته من النيل للفرات.
فالتحالف السعودي القطري مع الامبريالية الأمريكية والغربية ومصالحهم في مد أنابيب النفط والغاز عبر تركيا ضد المشروع القائم الروسي الإيراني التي تمر أنابيب المشروع عبر سوريا.
فنلاحظ تجنيد جميع المتطرفين والمرتزقة من شتى بقاع الأرض وتجميعهم بمخيمات تدريب في تركية وتركهم لعبور الحدود مع سوريا بدون طبعا رقيب ولا حسيب وهذه مسؤولية تركية لمراقبة الحدود حسب المواثيق والمعاهدات الموقعة، ومدهم الإرهابيين المرتزقة بالأموال وبجميع أنواع الأسلحة الغربية والأمريكية والإسرائيلية عبر خط الإمداد التركي أدلب حلب، حتى بعض الجرائد البريطانية صرحت بأن المنضمين للجيش الحر من السوريين أقل من 5% وهذا يدل على أن الجيش الحر هو مرتزقة لا ينتمون لسوريا ولا لأرض سوريا بصلة لذا نرى حجم التدمير الهائل في قرى وأرياف ومدن سوريا.
الامبريالية الغربية الأمريكية تضرب عصفورين بحجر
فإذا انتصروا المرتزقة الإرهابيين ومن معهم من العرب المتآمرين وسقط الرئيس بشار الأسد ونظامه تحولت الحرب إلى حرب أهلية ضروس تقضي على ما تبقى من الأخضر ويكون المطلب المتفق عليه هو تقسيم سوريا كما ذكرت سابقا إلى دويلات..وتخرج سوريا من أي معادلة في الشرق الأوسط وتكون الغلبة لدول مثل قطر والسعودية ودول الخليج عموما.. أما إذا انتصر الرئيس بشار ونظامه فيستغرق إعادة بناء ما تدمر من سوريا لعشرات السنوات ويحتاج لمليارات الدولارات وهذا يفقر ويضعف سوريا ويجعلها دولة هزيلة نامية تمد يدها للمساعدات الخارجية ويخرجها من أي معادلة شرف اوسطية..
نعم نطالب بالإصلاح الديمقراطي وأيضا محاربة الفساد ولنا الكثير من الانتقادات على أداء النظام والحكومات السورية المتعاقبة ولكن مطالبنا تكون عبر الشرعية ومطالبنا تكون عبر مظاهرات سلمية وحوارات هادئة وليس باستجلاب المتطرفين والإرهابيين والعملاء والمرتزقة والدفع لهم باليورو والدولار الأمريكي الاستقواء بهم لتدمير قرانا ومدننا السورية وضرب الطرق لمنع إمدادا المدن من المحاصيل الزراعية وجعل المواطن السوري العادي لا يستطيع أن يخزن لو كيلوات قليلة من المقدوس.ضرب الاقتصاد السوري هو ضرب مستقبل الأجيال القادمة بغض النظر على من هو المنتصر، سوريا دولة منتجة سوريا دولة مصدرة لجميع انواع المزروعات والحيوانات والصناعات التي تعتمد على الخامات الأولية المحلية فضرب هذه الصناعات هي مصلحة الأعداء وضد مصلحة الشعب السوري.
فمثلا في الغرب تكون المظاهرات مرخصة ولها مسار محدد وان خرجت عن هذا المسار تعتبر خالفت القانون ويحق للدولة اعتقال ومقاضاة وفرض أقصى العقوبات عل كل من خالف مسار المظاهرة، وان استعمل المتظاهرين القوة فنحن نرى كيف تتصرف قوى الامن مع هذه الحالات يوميا على التلفاز.
نعم للحوار كطريق وحيد للمصالحة الوطنية ونبذ العنف ومحاربة الإرهابيين وطردهم من ارض سوريا المقدسة يجب أن يكون مطلب كل حر سوري وعربي.

#سمير_الحكيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات